كنا - وما زلنا - نكرر بين الحين والآخر: هل مستوى الكرة السعودية في انحدار، أم أن مستوى غيرنا تطور؟ ويعيب علينا الأشقاء وغيرهم بأننا نملك كل شيء، فلو كانوا هم يملكون ولو الشيء اليسير مما نملك لنافسوا حتى على كأس العالم، ولدينا ثمة عدم تخطيط واضح في بناء منتخب أو منتخبات تنافس بقوة، ومنذ تم الزج بما سمي بمنتخب الرديف في كأس الخليج في اليمن والأمور غير مستقرة، بل هي تزداد تأخراً كلما مضى الوقت. واليوم تتكرر المشكلة نفسها، فلدينا منتخب رديف يخوض منافسات بطولة كأس العرب كانت بدايته مشجعة عندما فاز هذا المنتخب على منتخب الكويت، كما فعل سلفه عندما فاز على اليمن بالنتيجة نفسها، لكنه في النهاية خسر البطولة وتم تفتيت هذا المنتخب، فتمت إعادة المنتخب الأول ليشارك في نهائيات كأس آسيا، وخرج من الدور الأول وبنتائج فضائحية، ففاز علينا السوريون واستفاد منا منتخب الأردن ولم نسلم من منتخب اليابان الذي أعادنا للوراء سنوات طويلة، ويا ليت أن الأمر توقف عند هذه الحال لقلنا إنها خطط تطويرية تحتاج منا إلى تضحية وتنازل، لكي يكون المستقبل أكثر رسوخاً منذ قبل، وجاءت منافسات تصفيات آسيا للوصول إلى كأس العالم واستمر التخبط ونسينا موضوع التخطيط ومنذ كأس الخليج وخرج المنتخب للمرة الأولى منذ سنوات طويلة من الدور التمهيدي وتأهل عن المجموعة منتخبا أستراليا وعمان وعاد «الأخضر» من دون بصمة تذكر. واليوم تتعدد أمامنا الأسباب التي قذفت بنا خارج أسوار الحضور المبهر، فلم نعد منتخباً مقلقاً لمنام غيرنا، فالمنتخب الذي رفع لدينا المعنويات أمام الكويت يقع في المحظور أمام منتخب فلسطين، تخيلوا منتخب فلسطين الذي تم تجميعه من الشتات يسجل أول تعادل له أمام المنتخب السعودي وكاد يظفر بفوز تاريخي كانت ستكفيه المشاركة في هذه البطولة. ولن نعترض على كأس العرب ولا على توقيتها أو عدم أهميتها، سواء منا أم حتى من بقية العرب أم المشاركة فيها، من أجل إنجاحها، لأن المملكة تستضيفها مع اتحاد العرب، لكن هذه البطولة كانت فرصة لتلافي الأخطاء المتكررة والإصرار عليها، يُشعر المتابع بأن الإعداد والتخطيط هو مجرد خبط عشواء معدومة الجدية بتاتاً، فالكرة السعودية - على مستوى المنتخبات في الوقت الراهن - تفتقر إلى الكثير، أهمها الإهمال، فنتذكر جهازها الإداري ومن ثم الفني ومن ثم الكيفية في اختيار التشكيلة (نصفهم أو يزيد غير أساسيين في أنديتهم) لهذا لا تحتاج منا إلى تقصي أسباب بقاء التصنيف العالمي لها بهذا الرقم المخجل، ففاقد الشيء لا يعطيه. [email protected]