طهران، أنقرة، واشنطن – «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب – اعتبرت طهران أمس، إنشاء الولاياتالمتحدة «سفارة افتراضية» للتواصل مع الإيرانيين، «إعلاناً لتجنيد جواسيس»، وحجبت موقعها الإلكتروني، متعهدة أنها «ستدافع عن نفسها في شكل لامع»، على أراضيها وليس خارجها، إذا تعرضت منشآتها النووية لهجوم. في موازة ذلك، أوردت صحيفة «أكشام» التركية أن مجلس الشورى العسكري سيناقش خلال جلسته نصف السنوية الأسبوع المقبل، شراء بطاريات وصواريخ من طراز «باتريوت» الأميركية المضادة للصواريخ الباليستية، تحسباً لتهديد إيراني وروسي لأنقرة، بعد استضافتها راداراً لحلف شمال الأطلسي، في إطار مشروع لنشر درع صاروخية في أوروبا لمواجهة الصواريخ الباليستية الإيرانية. وأعدّ الجيش التركي توصية بشراء صواريخ «باتريوت» التي يستخدمها «الأطلسي»، ونشرها في شرق تركيا وشمال شرقها، في إشارة واضحة الى أن هدفها هو التصدي للصواريخ التي قد تُطلق من روسياوإيران، إذ تعتبر الأولى الدرع «تهديداً» استراتيجياً لها، فيما هددت الثانية بأنه سيكون أول هدف تقصفه، إذا تعرّضت لهجوم. وحجبت طهران موقعاً إلكترونياً أمس، بعد ساعات على إطلاقه بوصفه «سفارة افتراضية» للولايات المتحدة للتواصل مع الايرانيين. وقال حشمت الله فلاحت بيشه، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) ان «إنشاء الولاياتالمتحدة سفارة افتراضية في إيران، هو شكل من إعلان عام لتجنيد جواسيس». وأشار إلى أن «المعاهدات الخاصة بالعلاقات الديبلوماسية لا تتضمن شيئاً باسم سفارة افتراضية»، معتبراً أنها «جزء من مخطط أميركي لممارسة ضغوط على إيران، وتثير تساؤلاً حول رعاية السفارة السويسرية في طهران المصالح الأميركية». في غضون ذلك، نفى رئيس لجنة الشؤون الدفاعية في البرلمان الايراني غلام رضا كرامي، أنباء عن وضع القوات المسلحة في حال تأهب، إذ «لا مؤشرات» تدفع الى ذلك، مشدداً على أن بلاده هي «مستعدة دائماً لأي مواجهة عسكرية». أتى ذلك بعدما أوردت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أن قائد «الحرس الثوري» الجنرال محمد علي جعفري أمر قواته بالتأهب، وبنشر صواريخ بعيدة المدى، وتمركز وحدات عسكرية في مواقع دفاعية، تحسباً لهجوم محتمل. في السياق ذاته، قال وزير الخارجية علي أكبر صالحي لصحيفة «فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ» الألمانية: «لا نرغب في أي حرب، ولا نسعى إلى أي مغامرة، إذ أن بلدنا حذر وحساس». لكنه أضاف: «سندافع عن أنفسنا في شكل لامع، إذا تعرضنا لهجوم. سنفعل ذلك بكل الوسائل الممكنة، ولكن على أرضنا. سنتكبد خسائر، لكننا سنلحق أضراراً بالمهاجمين». ويتعارض تأكيد صالحي أن الرد سيكون على الأراضي الايرانية، مع تهديد قادة ايرانيين، سياسيين وعسكريين، بأن رد طهران سيشمل أهدافاً خارج حدودها، بينها قواعد أميركية في المنطقة. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين أميركيين أن ثمة قلقاً عميقاً لدى إدارة الرئيس باراك أوباما، إزاء نيات إسرائيل واحتمال شنّها هجوماً على إيران، من دون إبلاغ واشنطن مسبقاً.