سقط خمسة قتلى على الأقل في مواجهات اندلعت أمس بين الشرطة المصرية ومتظاهرين من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي. وبدا لافتاً ظهور السلاح مجدداً في مسيرات «الإخوان المسلمين»، بحسب وزارة الداخلية وشهود، ضمن إحياء أنصار مرسي ذكرى مقتل مئات المعتصمين إثر فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بالقوة في آب (أغسطس) الماضي. وكانت اشتباكات اندلعت أول من أمس بين الشرطة ومتظاهرين من جماعة «الإخوان» سقط خلالها 5 قتلى أحدهم شرطي، جميعهم في القاهرة. ونظم أنصار مرسي مسيرات أمس بعد صلاة الجمعة، خرجت من مساجد متفرقة في أنحاء الجمهورية، فضت قوات الشرطة بعضها باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع، وسادت بعضها مناوشات سمتها الكر والفر بين الطرفين. لكن مسيرات أخرى روى شهود عيان أن مسلحين شاركوا فيها، شهدت تبادلاً لإطلاق النار بين الشرطة ومتظاهرين، ما أسفر عن سقوط قتلى بين المتظاهرين أو الأهالي وجرحى من قوات الشرطة. وكان لافتاً بث مسلحين ملثمين شريطاً مصوراً في منطقة عامرة بالسكان لم يتسن تحديدها، وهم يحملون أسلحة آلية وقد أطلقوا على أنفسهم «كتائب حلوان»، نسبة إلى مدينة عمالية على أطراف القاهرة، متوعدين الشرطة ب «القتل». ورفع بعض المسلحين شعارات «رابعة» وهتفوا بسقوط «السلمية». وقال مساعد وزير الداخلية للإعلام والعلاقات العامة اللواء عبدالفتاح عثمان إن وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم «وجه بتشكيل فريق بحث لدراسة وتحليل بيان كتائب حلوان للوقوف على حقيقته وضبط العناصر التي ظهرت فيه». وأضاف أن فريق البحث يضم ضباطاً من قطاعي الأمن الوطني والأمن العام وإدارتي المساعدات الفنية والمعلومات والتوثيق. ونقلت عنه وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن «أجهزة الأمن تأخذ كل تلك البيانات على محمل الجد، إلى أن تثبت التحريات عدم صحتها». وتكررت أمس المواجهات العنيفة بين الأمن و «الإخوان» في حلوان، وسُمع دوي انفجارات عدة لم يتسن تحديد مصدرها. وقُتل أمس شخصان في شارع فيصل في الجيزة، وجرح ضابط و3 جنود، كما قُتل شخص واحد على الأقل في مدينة الحوامدية (جنوبالقاهرة) نشرت وزارة الداخلية صورة له وهو ملثم وممسك في يده مسدس خرطوش، وقالت إنه ضبط في حوزته 6 قنابل يدوية و6 عبوات ناسفة. وقتل آخر في حي عين شمس (شرق القاهرة). واتهمت وزارة الداخلية مشاركين في مسيرات «الإخوان» ب «إطلاق النيران على الأهالي في شارع فيصل»، فيما روى شهود أن متظاهرين أطلقوا طلقات الخرطوش وطلقات حية على واجهات منازل في حيي المطرية وعين شمس (شرق القاهرة)، ما أسفر عن جرح عدد من الأهالي. ووقعت اشتباكات عنيفة بين متظاهرين وسكان تبادل خلالها الطرفان الرشق بزجاجات حارقة وطلقات الخرطوش، ثم تدخلت الشرطة لفض المواجهات، وأطلقت وابلاً من قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين لتفريقهم، وطاردت أنصار «الإخوان» في الشوارع الجانبية وألقت القبض على عدد منهم. وأحرق ملثمون في حوزتهم أسلحة آلية حافلة للنقل العام في شارع جسر السويس (شرق القاهرة) بعد إنزال السائق والركاب، حسب مصادر أمنية، وأضرم متظاهرون النار في حافلة نقل عام أخرى في ميدان لبنان في المهندسين. وقطع متظاهرون طرقاً عدة في شرق القاهرة، باستخدام إطارات السيارات المشتعلة، لكن الشرطة فضتهم سريعاً وأعادت حركة المرور. وانفجرت قنبلة بدائية الصنع في يد طالب في حي الأربعين في محافظة السويس أثناء إعدادها، ما أسفر عن إصابته بجروح بالغة، بحسب وزارة الداخلية. وأضرم غاضبون النار في مرأب مجلس مدينة منيا القمح في محافظة الشرقية في الدلتا، و3 سيارات حكومية كانت متوقفة فيه. وفكك خبراء المفرقعات عبوة بدائية الصنع في محطة قطارات قناجنوب مصر. وفجر مجهولون برجاً للكهرباء في محافظة المنوفية وآخر في الشرقية، وهي هجمات تكررت في شكل لافت أخيراً. وقالت وزارة الداخلية إن الأجهزة الأمنية وجهت ضربات استباقية لإحباط «مخططات إرهابية» في محافظات عدة، في إطار دعوات بثها «تنظيم الإخوان الإرهابي» لحشد عناصره وأعوانه للتجمع «للقيام بأعمال تخريبية تستهدف المرافق والمنشآت العامة والقوات». وأوضحت أن «قوات الأمن أوقفت عشرات من أنصار الإخوان المتورطين في قطع الطرق والهجوم على منشآت وآليات الدولة، في حوزة بعضهم أسلحة متنوعة».