تمنى البطريرك الماروني بشارة الراعي في عظة ألقاها بعد ترؤسه قداس شهداء الجيش اللبناني وعيد انتقال السيدة العذراء في المقر البطريركي الصيفي في الديمان، «أن يقتدي رجال السياسة ونواب الأمة برجال الجيش في التضحيات والتفاني والتجرد من أجل لبنان ومؤسساته الدستورية، بعيداً عن المصالح الصغيرة والفئوية». وحضهم مجدداً على «المبادرة إلى القيام بواجبهم الدستوري، فينتخبوا رئيساً للجمهورية، لكي ينتظم عمل المجلس النيابي ومجلس الوزراء، وتعود الحياة الطبيعية إلى الجسم اللبناني». وكان قائد الجيش العماد جان قهوجي حضر القداس، كما حضره ممثل عن النائبين في كتلة «القوات اللبنانية» ستريدا جعجع وإيلي كيروز وأهالي شهداء الجيش. وحيا الراعي «نفوس شهداء الجيش اللبناني وجميع القوى والأجهزة الأمنية الأخرى، الذين قدموا ذواتهم ذبيحة فداء على مذبح الوطن، ولا سيما الذين سقطوا في هذه الأيام الأخيرة في أحداث عرسال المشؤومة التي افتعلها تنظيم «داعش» ومعاونوه، راجين لهم إكليل المجد في السماء وشفاء الجرحى، وتحرير العسكريين المحتجزين لدى تنظيم «داعش» وسواه من التنظيمات الأصولية الإرهابية، وعودتهم إلى عائلاتهم وإلى رحاب المؤسسة العسكرية». كما حيا قهوجي وهيئة الأركان وقادة الألوية والضباط والجنود «ونعرب لهم عن دعمنا الكامل لهذه المؤسسة العسكرية، التي وحدها توفر للبنانيين أمنهم وكرامتهم، وللوطن سيادته وعزته. فكما يتفانى الجيش اللبناني في حماية الوطن والمواطنين، نعتبر من واجب الشعب اللبناني وخصوصاً رجال السياسة والحكم، أن يتفانوا بدورهم في دعمه ومساندته والدفاع عنه بروح الامتنان والتقدير، لما يبذل عناصره من جهود ، وما يرتضون من تضحيات من أجل الخير العام». وأكد أن «بفضل هذه التضحيات وهذه الجهود انتصروا على تنظيم داعش وسائر التنظيمات الإرهابية، في عرسال، كما في معارك أخرى، فنجّوا لبنان من مخططات ومؤامرات كارثية. ما يعني أن يد العناية الإلهية هي التي نصرتهم. وهذا يزيدنا يقيناً بأن أمنا مريم العذراء، سيدةَ لبنان، هي التي نجت بحمايتها وطننا الحبيب، وقد استجابت صلاة الجميع بتكريس لبنان وبلدان الشرق الأوسط لقلبها الطاهر». وأمل بأن «يمس الله قلوب الإرهابيين الأصوليين التكفيريين وضمائرهم ويعيد إليهم إنسانيتهم ويحررهم من سلطان الشر المتحكم فيهم». كما أمل ب «تحريك ضمائر رؤساء الدول ومنظمة الأممالمتحدة ومجلس الأمن والمحكمة الدولية الجنائية، لكي يتحملوا مسؤولية السلام بين الدول، والقضاء على التنظيمات الأصولية والإرهابية، وحماية حقوق المواطنين، والعمل الدؤوب على عودة المشردين والمطرودين والنازحين إلى بيوتهم وممتلكاتهم». وشكر «كل المبادرات الخارجية والداخلية التي جاءت لتدعم الجيش اللبناني، إيماناً منها بدوره كعمود فقري للاستقرار الوطني، ونشجع على اتساعها واستمرارها، آملين بانخراط المزيد في صفوفه من شبابنا المؤمن برسالة لبنان وميثاقيته». وكان الراعي التقى قبل القداس العماد قهوجي على شرفة جناحه الخاص لأكثر من نصف ساعة، ثم انتقلا معاً إلى الكنيسة ووضعا إكليلين من الزهر تحت صورة جامعة للشهداء، فيما عزفت موسيقى الجيش لحن التعظيم ونشيد الموت والنشيد الوطني ودخلا سوية إلى الكنيسة وسط تصفيق الحضور.