تبدو الكلمة غريبة في وقعها على الأسماع. ربما كانت تتطلب بحثاً عن منبتها وجذرها الأصلي، بخاصة أنها صارت تترافق مع «التغريد» على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر». من المبكر القول إن شيوعها صار يشكل ظاهرة على هذا الموقع، لكن حضورها يرتبط بحركة بسيطة هي عبارة عن كلمة تتبعها إشارة #، فيجمع الموقع كل ما كتب عن موضوع معين في صفحة واحدة، وهذا يوفر على المتابع أو «المغرّد» جهداً كبيراً في تتبعه الموضوع الذي يبحث عما كتب فيه وحوله. تعود الكلمة الآن للظهور بقوة مع بدء محطة «إم بي سي» بث الإعلان الخاص بمسلسل «عمر» للمخرج السوري حاتم علي. وإذا كنا هنا لا نسعى لأن نسجل للتغريدات التي بدأت تقف في وجه عرضه، أو تلك التي تتحمس له في شهر رمضان المقبل، وهي كثيرة بالمناسبة، نجد من المفيد أن نذكر أن ثمة على ما يبدو، «مشتاقين» كثراً لمشاهدة العمل. فالصورة مغرية كما يقول البعض في تغريده، ناهيك عن أن حماس بعض الدول لاقتنائه وترجمته أو دبلجته مع تلك السطوة «المقنعة» التي باتت تمثلها الفضائيات، تؤكد أنه سيكون من السهل على ما يبدو إفساح الطريق أمام مسلسل ضخم مثير للجدل، يتوقع منه لاحقاً أن يغير في طريقة تلقي موضوعة من هذا النوع. التغريد من حول المسلسل بدأ قبل العرض إذاً. ثمة من يحرض ضده وثمة من يدافع عنه، ولكل أسبابه ودوافعه. لكنّ الأكيد أن دخول شخصيات مؤثرة على خط «تويتر» بغية الكتابة المختزلة، وبكلمات قليلة عنه، سيكون أكثر سخونة وإثارة للجدل، على الأقل فيما يخص موضوعات تتعلق بعالمنا العربي. فقد تردد أخيراً أن الشيخ سلمان العودة وعد القراء ب «التغريد» على الموقع الاجتماعي، حول المسلسل حصراً. وهو كما نعرف واحد من الشخصيات العلمية والدينية التي أجازت النص، ووافقت على إنتاجه بعد قراءات بحثية مطولة ومعمقة. ولن يكون صعباً البحث عن كل «التغريدات» التي ستطاول هذا المسلسل. يكفي القارئ أو المغرّد أن يضع تلك العلامة الآنفة الذكر حتى يصل إلى مئات آلاف التغريدات من حول «عمر». ولن يكون بعد ذلك مهماً تفسير معنى الكلمة هنا، وإن بدت أنها منحوتة من «سوف أشتاق»، فهذا يعني أن ثمة هنا دوافع «مع وضد»، وهي دوافع صار ممكناً الركون إليها إلى حد ما، طالما يمكنها أن تعمّق الحوار مع الآخر حول موضوع مختلف عليه، ويمكن أن يشكل النقاش من حوله دافعاً لتسلم المبادرة والتغريد ما أمكن من دون اللجوء إلى العنف. على أيّ حال «هاش تاق» هنا لا تأتي من فراغ، ف«تويتر» هنا يمكن أن يشكل حلاً أيضاً.