قبل خمس سنوات تقريباً كتبت في هذه الصحيفة مطالباً الشباب بعدم الزواج في حالات معينة، فهم الغالبية المغزى، وتجاهل البعض الفكرة واتجه إلى أن الدعوة إلى عدم الزواج، تخالف مبادئنا التي تدعو إليه. ولأن موسم الزواج قد بدأ، ولأن ثقافة التزويج ما زالت تعاني من شبه إجماع على صيرورتها بالبركة والنية الحسنة، والبحث عن «وحدة تركده» وكأنه كرة قدم منفلتة في فضاء ملعب (الغريب إنها الحالة الوحيدة التي تركد فيها إنسانة ولا يوجد إنسانة أخرى تشوت). أتوجه إلى الرجل مجدداً وأقول: لا تتزوج فضلاً لا أمراً، تلطفاً منك لا تفعل، نعم لا تتزوج أخي الشاب أو «الشايب» إذا كنت تفعل لأسباب كثيرة ليس منها رغبتك فعلاً في الزواج... السكن... وفتح الأبواب مشرعة للحب. إذا كنت فقط تحقق رغبة والديك أحدهما أو كليهما، أو إذا كنت تريد إسكاتهما فحسب، أو إسكات الناس، أو إذا أردت الالتفاف على حقيقة كونك شاذاً نفسياً، وربما مريضاً، أو لأن أبناء عمومتك أنجبوا كثيراً، أو حتى لأن العائلة بدأت تتهامس: لماذا لم يتزوج؟ هل هو مريض؟ منحرف؟ كثير السفر؟ عاشق متزوجة وينتظر ما لا يجيء؟ وتود أن تتزوج لإسكات همسات تدور حولك.. فلا تفعلها «بليييز». إذا كان تحدياً للشباب، أو شهوة تعرف يقيناً أنها عابرة، أو حتى لو كنت تظن أنك بروح منطلقة سيعوقها الزواج، وأن لديك أجندة حياتية ليس الزواج مدوناً فيها في الفترة الحالية. لا تفعلْ رجاءً إذا كنت تعيش في استراحة أو «وكر» ما، وتعتبر المنازل محطات عبور، أو إذا كنت من ذلك النوع القميء الذي يحتقر المرأة، يعتبرها إنساناً من الدرجة الثانية، يراها عبئاً على البشرية ومجتمع الذكور. المحاكم، المستشفيات، دور الخدمات الاجتماعية، الشؤون الاجتماعية، حقوق الإنسان، سمعة الرجال، بنات بلدك، وحتى بنات أوطانك الثانية إن وجدت، كلهم يتمنون منك ألا تفعل، ما لم تكن راغباً حقيقياً في بناء أسرة، تعيش معها وتتعايش، وليس بناءها فارهة أمام المجتمع، تعيسة في داخلة. تحدث مع والديك، قبّل رأسي والديك ويديهما... وأقدامهما وقل لهما... أنا لا أستطيع الزواج الآن... لا أرغب... لا أريد... لا أحب... أن أضيف إلى آلاف المآسي مأساة إنسانية جديدة.. امرأة مكسورة مقهورة أخرى... أطفال تائهون محرومون يشكلون مشاريع كره مستقبلي لكل شيء... استرحمهما وسيرحمانك... فقط إذا رحمت نفسك... قبل أن ترحم بنات الناس. [email protected] @mohamdalyami