من يبحث عن اسم المخرج اللبناني الشاب مصطفى قصيباتي في سجلات السينما اللبنانية الشابة المزدهرة وبين اسماء عشرات الشبان العاملين فيها او الآملين بفرص تمكنهم من هذا العمل، ولو نظرياً، خلال السنوات الأخيرة، لن يعثر له على أثر. وليس هذا فقط لأن قصيباتي يعيش ويعمل في لندن منذ بداياته، بل كذلك لأنه هو نفسه يجد من الصعوبة عليه ان يحس مثل هذا الانتماء، الى سينما قد لا تكون معلوماته عنها كثيرة او تفاعله معها مهماً، ولا حتى بالنسبة الى مواضيعه المفضلة ولغته السينمائية الخاصة. ومع هذا، فإن هذا السينمائي المنطلق في لندن بعد ان درس فيها وعاش معظم سنوات طفولته، يعتبر من بين ابرز «الجيل الواعد» في السينما الإنكليزية الشابة، وذلك بعد فيلمين قصيرين حققهما وعرضا بالفعل، وفي وقت ينكبّ فيه على كتابة سيناريو أول فيلم طويل من إخراجه. وهذا ما تؤكده، المجلة السينمائية البريطانية المتخصصة «سكرين انترناشنال» التي افردت في عددها الأخير (حزيران/تموز 2012) صفحات عدة للحديث عن بعض مخرجين شبان تعتبرهم «نجوم الغد» في الميدان السينمائي، وفق عنوان التحقيق. في هذا النص الذي لا يخلو من حماسة التوقع، تفرد المجلة فقرات كثيرة للحديث عن قصيباتي ومعه، انما من دون اشارة منها الى لبنانيته – والتحقيق لا يتناول، على اية حال جنسية اي من السينمائيين الشبان الذين يتحدث عنهم بحيث يبدو انه يعتبر السينما نفسها وطنهم الأول والأخير -، لكنه يوضح ان فيلمي مصطفى قصيباتي السابقين كانا مميزين، مشيراً الى ان انتاجهما كان مدعوماً من ال «بي.بي.سي»، وهما: «سكيتبورد اند سباندكس» و «بينكيلر». وفي صدد الفيلمين الأوّلين هذين، كما في اشارة الى فيلمه الطويل الأول المقبل، قال قصيباتي انه يفضل دائماً ان يتّبع اسلوباً سينمائياً يتمحور حول المواضيع المرحة والمغامرات والحركة، مع ضرورة ان يكون ثمة مجال للبعد الدرامي في العمل. وإذ اشار قصيباتي الى ان من الأفلام التي يفضلها، الأميركي «العودة الى الماضي»، معتبراً اسلوب هذا الفيلم نوعاً من دليل عمل بالنسبة الى سينماه، ذكر ان تكوينه الفني كان اساساً بفضل مرض الربو الذي أقعده في فراشه طويلاً حين كان طفلاً حيث اضطر طوال نحو عشر سنوات الى جعل مشاهدة الأفلام والبرامج على شاشة التلفزة نشاطه الوحيد، ما نقل اليه سحر السينما من الباب العريض. وأخيراً، في صدد فيلمه الجديد وسيكون عنوانه «بين العينين»، قال المخرج الشاب انه سيكون من نوع الكوميديا المرعبة التي تُعقد البطولة فيها للمراهقين. وأكد انه اليوم في صدد وضع اللمسات الأخيرة على السيناريو آملاً ان يكون قد أنجز تصوير الفيلم نفسه قبل نهاية السنة.