أعلنت أرامكو السعودية، والشركة الوطنية السعودية للنقل البحري (البحري) أمس، أنهما وقعتا مذكرة تفاهم غير ملزمة لدمج أسطولي وعمليات البحري وشركة فيلا البحرية العالمية (فيلا)، المملوكة لأرامكو السعودية، وذلك في إطار صفقة مزمعة ستؤدي إلى إيجاد شركة نقل بحري وطنية رائدة ذات حجم أكبر ونشاط أكثر تنوعاً، في صفقة تبلغ قيمتها نحو 4.8 بليون ريال. ومن المنتظر أن يشمل هذا الدمج إلى جانب الموظفين، السفن وأنظمة الأعمال التابعة لكل من الشركتين، إلى جانب تحمل المسؤولية عن إدارة شبكة ناقلات النفط العملاقة التابعة لأرامكو السعودية، بحيث ينتقل كل ذلك ليدخل ضمن الهيكل الجديد للبحري. وستصبح البحري رابع أكبر شركة في العالم من حيث ملكية ناقلات النفط العملاقة، وسيضم أسطولها 77 سفينة مكونة من 32 ناقلة نفط عملاقة، و20 ناقلة كيماويات، وخمس ناقلات منتجات بترولية مكررة، وأربع سفن دحرجة، و16 سفينة أخرى قيد البناء، ما يعزز من فرص الشركة لمواصلة دورها في التنمية الاقتصادية وتطوير رأس المال البشري في المملكة والقيام بخدمة العملاء الحاليين للبحري وفيلا بكفاءة وموثوقية. كما ستؤدي هذه الصفقة إلى تعزيز تلبية حاجات أرامكو السعودية المتنامية لخدمات الشحن البحري في مجال الصناعات التحويلية. وستكون البحري الناقل الحصري لأرامكو السعودية في مجال خدمات الشحن البحري للزيت الخام بناقلات النفط العملاقة بموجب اتفاق طويل الأجل، كما ستصبح مسؤولة عن أعمال نقل النفط الخام بموثوقية في مختلف الظروف. وعلاوة على ذلك، تخطط الشركتان لاستكشاف مزيد من السبل لتوسيع التعاون بينهما في قطاعات الأعمال البحرية. وستدفع «البحري» ل«فيلا»، بموجب هذه الصفقة، عوضاً إجمالياً قدره 4.8 بليون ريال، (ما يعادل 1.3 بليون دولار)، عبارة عن مدفوعات نقدية قدرها 3.1 بليون ريال سعودي (ما يعادل 832.7 مليون دولار)، بالإضافة إلى تقديم 78750000 سهم جديد من أسهم البحري، يتم إصدارها بسعر متفق عليه يبلغ 22.25 ريال للسهم الواحد، لتكون حصة فيلا في ملكية البحري 20 في المئة من إجمالي الأسهم بعد إتمام عملية الإصدار، وتزمع البحري تمويل المدفوعات النقدية من خلال مصادر إئتمان مختلفة. وسيعمل الطرفان على إنجاز عملية نقل ودمج أعمالهما بسلاسة، وستواصل أرامكو السعودية إدارة جميع أعمال تسويق وبيع النفط الخام بصورة مباشرة مع عملائها، فيما ستتولى البحري تقديم خدمات نقل موثوقة لأرامكو السعودية على أسس تجارية. ووقع المذكرة غير الملزمة أمس، في مدينة الظهران رئيس مجلس إدارة البحري عبدالله الربيعان، والنائب الأعلى لرئيس أرامكو السعودية خالد البوعينين، الذي يشغل أيضًا منصب رئيس مجلس إدارة فيلا. وأوضح رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين خالد الفالح أن أرامكو السعودية «تأمل من خلال بزوغ رائد وطني على المستوى العالمي في مجال الشحن البحري، أن توجد شركة قوية يمكنها توظيف إمكاناتها لتلبية حاجات أرامكو السعودية ومشاريعها المتعددة، إلى جانب ما ينتظر من قيام هذه الشركة بدور وطني رائد يطور صناعة نقل بحري وطنية مزدهرة تسهم في إيجاد الوظائف وفرص الأعمال التجارية على المدى البعيد في المملكة». من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة البحري: «هذه الصفقة تنطوي على نقلة نوعية للبحري وتتيح لها تعزيز شراكتها الاستراتيجية مع أرامكو السعودية، كما تقدم فرص كبيرة للنمو المستقبلي وتحقيق قيمة مضافة مستدامة لمساهمي الشركة». ومن جانبه، علق رئيس مجلس إدارة فيلا خالد البوعينين، على هذه الصفقة المقترحة بقوله: «إن أرامكو السعودية تفخر بكونها أنشأت شركة شحن بحري ضخمة من العدم، كما أننا سعداء بوجه خاص لقيامنا بتنمية الشركة وتحويلها إلى شركة متنوعة تغطي أعمالها مجمل قطاع الشحن البحري، حيث تتمثل استراتيجيتنا على المدى البعيد في إنشاء شركة شحن بحري عالمية رائدة تملك من القوة التجارية والمالية ما يؤهلها لتقديم خدمات شحن بحري موثوقة تلبي الحاجات الاستراتيجية لأرامكو السعودية». وقال الرئيس التنفيذي للبحري صالح الجاسر، تعليقاً على توقيع مذكرة التفاهم: «لدينا اعتقاد راسخ بأن هذه الصفقة تمثل فرصة فريدة للبحري لتحقيق مزيد من التنويع في أعمالها، كما أنها تعزز من قدرتنا على تلبية حاجات النقل الخاصة بأرامكو السعودية مع مواصلة تقديم خدماتنا المميزة لعملائنا الآخرين».