منع امس أهالي قرية الزرنوك البدوية في النقب (جنوب إسرائيل) وفداً من حزب «إسرائيل بيتنا» المتطرف بزعامة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان من التجوال في القرية، بداعي أن هدف الزيارة التحريض على أهالي القرية بحجة البناء غير المرخص. ووقع تلاسن عنيف بين الوزير والنائب العربي في الكنيست ابن النقب طلب الصانع. وترفض إسرائيل منذ قيامها العام 1948 الاعتراف بأكثر من 40 قرية في النقب يعيش فيها اليوم نحو 90 ألفاً، بداعي أنها مقامة على «أراضي دولة» لافتقار سكانها إلى «طابو رسمي» منذ الاحتلال العثماني للمنطقة، علماً أنهم يملكون هذه الأراضي أباً عن جد. وتحجب الحكومة عن هذه القرى أدنى الخدمات، فتفتقر إلى البنى التحتية في مختلف المجالات وإلى والخدمات الصحية والتعليمية، ومعظمها ليست مرتبطة بالتيار الكهربائي وبشبكة المياه. وكانت الحكومة الحالية وضعت أخيراً مخططاً لنقل سكان هذه القرى إلى تجمعات سكنية جديدة، لكن الأهالي رفضوا المخطط معتبرين أنه مخطط لاقتلاعهم من أرضهم. واعتبر أهالي قرية الزرنوك الزيارة استفزازية، بعدما أعلن الحزب المتطرف أن الوزير ونواب حزبه جاؤوا «لفحص التأخير في هدم منازل في هذه القرية بداعي البناء غير القانوني»، ما استفز مشاعر الأهالي الذين نجحوا في منع الوزير وأنصاره من دخول القرية، فحملوا لافتات كتب عليها «لا للاقتلاع، نعم للاعتراف». وادعى ليبرمان، في كلمته أمام أنصاره في مستوطنة يهودية قريبة من القرية، «أن هناك 100 ألف مبنى في إسرائيل (التجمعات العربية) أقيمت من دون ترخيص ويجب هدمها». وأضاف أنه لا يتفهم «صمت الحكومة على هذه المباني غير القانونية وانشغالها في المقابل بخمسة مبان في حي هأولباناه» للمستوطنين في الضفة الغربيةالمحتلة. وزاد أن الحكومات الإسرائيلية «أخطأت حين تعاملت مع العرب في إسرائيل بالجزرة فقط ولم تستخدم العصا». ورد عليه أحد الصحافيين بسؤال عن قانونية مستوطنة «نوكيد» التي يقيم وعائلته فيها، في منطقة القدسالمحتلة، لكنه لم يرد على السؤال. وبدلاً من ذلك هاجم نواب الأحزاب العربية الوطنية ووصفهم بأنهم «ممثلو منظمات الإرهاب». وإذ سمعه النائب الصانع توجه إليه بالقول: «أنت الإرهابي وأنت العنصري... ماذا جئت تفعل هنا؟ لن نتحرك من هنا... أنت شخص غير مرغوب به في هذا المكان. لم تهتم ذات مرة بشؤون السكان البدو». فردّ ليبرمان مهدداً: «أنت أول من سنعالج أمره ومكانك هو في السجن».