أحيت الشاعرة السعودية هيفاء اليافي أمسية شعرية في برلين هي الأولى لها في ألمانيا أمام جمع من العرب والألمان، وقرأت مجموعة من قصائدها النثرية قبل أن توقّع على ديوان «القلب يهمس عشقاً» الذي يحتوي على مجموعة من القصائد التي صدرت لها مع ترجمة إلى الألمانية. وللأديبة التي تكتب أيضاً زاوية أسبوعية في جريدة «عكاظ» السعودية، وتنشط في المجال الاجتماعي والنسائي، ثلاثة دواوين هي: «همسات غير مسموعة» (1998)، «اليوم يأتي غداً» (2001)، و «أمواج بلا ذاكرة» (2005). وعرّف الباحث في الفنون الإسلامية كلاوس بيتر هازه باسم جمعية الصداقة العربية - الألمانية الداعية إلى الأمسية بالشاعرة الضيفة وبسيرتها الأدبية والاجتماعية وبنظرتها الانتقادية والتحليلية لكل ما يحيط بها، وربط بين الدور الثقافي للمرأة العربية اليوم والدور الذي لعبته الشاعرة الخنساء في الشعر العربي القديم. وقدمت الباحثة أولريكه فرايتاغ، مديرة مركز الشرق الحديث في برلين، قراءة في شعر اليافي ومعانيه ومدلولاته وأهميته للمرأة السعودية والعربية معتبرة أنه يفتح آفاقاً واسعة أمامها، بدءاً من إرساء الثقة بالنفس ووصولاً إلى تعزيز شخصيتها القادرة والمستقلة. وعلى الأثر، قرأت الشاعرة بعضاً من قصائدها المنشورة في الكتاب الجديد الذي وقّعته بينما قامت المستشرقة كلاوديا أوت التي أشرفت على ترجمة القصائد بقراءتها باللغة الألمانية أمام الحضور. وقالت في قصيدة «خذ من يدي... يدك»: «هل رأيت البحر يترجل عن أمواجه؟/ هل أبصرت سفينة تبحر في غير ماء؟/ هل شاهدت نورساً يطير فوق الصحارى؟/ فكيف تريدني أن أترجل عن عذابك/ وأطير بعيداً عن هفواتك/ وأبحر في غير بحرك؟!». وفي ردّها على أسئلة الحضور، أكدت اليافي وجود حركة نسائية أدبية واجتماعية متعاظمة في بلدها، علماً أنها شاركت بنشاط كبير في إصدار أول مجلة للمرأة في السعودية عام 1988، وترأست تحرير مجلة «نجوم الخليج» عام 2006. وكُرّمت الأديبة السعودية في مناسبات عدة في بلدها، وشاركت في ملتقيات أدبية وشعرية في بيروت والقاهرة وباريس ولندن. وللشاعرة علاقة خاصة وحميمة مع ألمانيا التي خصتها بقصيدة في المناسبة، وهي تتحدث الألمانية أيضاً بعدما عاشت فيها في سبعينات القرن الماضي لسنوات عدة مع زوجها أسامة بن عبدالمجيد شبكشي الذي درس الطب في حينه، وأصبح لاحقاً وزيراً للصحة في بلده، وهو سفير المملكة الحالي في ألمانيا.