يثير مصطلح «حقوق الطفل» العديد من ردود الفعل المخيفة في بعض المجتمعات وخصوصاً العربية منها، فالقوانين الدولية التي صادقت عليها دول العالم لازالت تقاريرها السنوية الصادرة من المنظمات المعنية تعلن أن هناك الكثير من التجاوزات والانتهاكات التي تمارس ضد الأطفال، لذا كان لزاماً على الدول بأجهزتها الحكومية والمدنية المشاركة بفعالية عالية من أجل تثبيت هذه الحقوق وتحقيقها لضمان كرامة الأطفال. وفي «برلمان الطفولة» بصحيفة «الحياة»، كان العمل ومنذ سنوات لتحقيق وتأدية هذه الرسالة، إذ تم إصدار فيلم «مزنة» الذي يعنى بأحد الحقوق الهامة التي ما يزال أطفال العالم يعانون منها وهو حق عدم تشغيل الأطفال كعمالة، نظراً لما يترتب على انتهاك هذا الحق من مشكلات تنتشر في المجتمعات ومنها، العنف والتحرش والإيذاء البدني والنفسي وتعرض الطفل لمخاطر الطريق والمارة والآليات، وانتشار الأمراض والانحرافات والعديد من الظواهر كالتسرب من المدرسة وتعاطي المخدرات واستغلال الكبار وانتشار جرائم الأحداث. واستطاعت رئيسة برلمان الطفولة الزميلة هيا السويد إخراج عمل فني، عبارة عن فيلم قصير يعرض حالة الطفلة «مزنة» التي تحدثت في الفيلم عن معاناتها اليومية في العمل والبيع في أحد الأسواق لمساعدة والدتها، لتسرد في دقائق للمشاهد أحلامها التي خطفت منها فهي تحلم بالراحة واللعب والدراسة، وأن تكبر وهي لا تعمل. عرضت في الفيلم طفولتها المنكسرة تحت إلحاح العوز والحاجة تفادياً للفقر ومساعدة الأم المعيلة، صور الفيلم «مزنة» كحالة متكررة وكأنما هي رسالة موجهه تناشد المجتمع بكافة مؤسساته انتشال الطفولة من البؤس والفقر وتوفير الحياة الكريمة للأسرة والطفل داخل أسرته واحترام إنسانية الأطفال وصيانتها. الفيلم حقق خلال ثلاثة أيام من عرضه على موقع «يوتيوب» نحو 8 آلاف مشاهدة ، ويعتبر الفيلم ضمن سلسلة أفلام، تعهد برلمان الطفولة بتنفيذها على عاتقه بمشاركة صحيفة «الحياة» بهدف الانتصار لقضايا الطفولة ونشر ثقافة حقوق الطفل واحترامها، مثّل الأدوار في الفيلم أطفال البرلمان: رغد البصري ، وريم البصري ، ورنا البصري ، وريم الدوسري ، ووالد الطفلة «مزنة» سلطان البصري، وتمت المعالجة التربوية من قبل أسماء العبودي، وترجمة العنود الزايد ونورة العبداللطيف، وتصوير وإخراج هيا السويد.