حضّت طهران الاتحاد الأوروبي الذي يطبّق الأحد المقبل حظراً على وارداته من نفطها، على «التعقّل» والاهتمام بشؤون دوله، محذرة من أن تلك العقوبات «العدائية» ستضرّ بالمحادثات بين الجانبين في شأن الملف النووي الإيراني، وتجعلها «على مسار خاطئ». أتى ذلك بعد تأكيد الاتحاد أن حظراً فرضه في 23 كانون الثاني (يناير) الماضي، على استيراد نفط من إيران، سيُطبّق مطلع تموز (يوليو) المقبل، وذلك قبل يومين من جولة محادثات على مستوى الخبراء في اسطنبول، بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي. وباتت كوريا الجنوبية أول مستهلك بارز في آسيا لنفط إيران، يعلن وقف وارداته من نفطها مطلع الشهر المقبل، بسبب حظر يفرضه الاتحاد الأوروبي على التغطية التأمينية للناقلات التي تنقل الخام الإيراني، فيما أفادت الوكالة الدولية للطاقة بتراجع صادرات النفط الإيراني بنسبة 40 في المئة، خلال الشهور الستة الأخيرة، إلى 1.5 مليون برميل يومياً. وقال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي: «اعتدنا على العقوبات، ولا شيء جديداً في ذلك. آمل بأن يأخذ الاتحاد الأوروبي ذلك في الاعتبار، وأن يتصرّف بمزيد من التعقل والحكمة، لأن أحداً لا يستفيد من صدام، والسبيل الصحيح هو التعامل بين الدول، اذ قد تختلف في ما بينها، لكن يمكننا أن نتعاون أيضاً». ولفت الى أن الحظر النفطي على بلاده، يأتي في وقت تواجه أوروبا أزمة مالية، مشدداً على «أهمية البحث عن شريك يمكن الاعتماد عليه للحصول على الطاقة، وهذا شريان حياة بالنسبة إلى أي بلد. دول أوروبية كثيرة استفادت من العلاقات الجيدة معنا». وأضاف ان «محادثات موسكو سارت في الاتجاه الصحيح، ونأمل بتسوية القضايا من خلال التعاون». واستدرك أن «الإفادة تكمن في الانخراط، وأعتقد بأن (الغرب) في مسار خاطئ». وأشار إلى أن المحادثات «قد تتعثر أحياناً، وقد لا تتقدّم العملية في السهولة التي يرغب فيها الجميع، ولكن بما أنها في الاتجاه الصحيح، وأن الجانبين يرغبان في تسوية المسألة، أرى ضوءاً في نهاية النفق». كلام صالحي أتى خلال زيارة لافتة لقبرص التي تتولى الشهر المقبل الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي. ونقل إلى الرئيس القبرصي ديميتريس کريستوفياس، «رسالة شفوية» من نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد. وقال: «وجدنا مواقف الرئيس القبرصي وأفكاره قريبة جداً من (مواقف) نجاد». وأشاد صالحي بالعلاقات السياسية «المتنامية» بين إيران وقبرص، مذكّراً بأن بلاده كانت من «أوائل الدول التي اعترفت رسمياً باستقلال قبرص عن الاستعمار البريطاني». وأضاف: «نظراً إلى الظروف الخاصة بقبرص وقربها من الشرق الأوسط، فهي ترغب في اتخاذ خطوات للتقريب بين إيران والاتحاد الأوروبي، خلال توليها رئاسته الدورية. إيران دولة مهمة، والاتحاد يحتاجها».