طهران، بروكسيل - «الحياة»، أ ب - حذر الاتحاد الأوروبي من الإفراط في التفاؤل، بعد اتفاقه مع طهران أمس، على اجراء محادثات مع ممثلي الدول الست في مطلع تشرين الأول (أكتوبر) المقبل في مكان لم يُحدد بعد، وسيكون اللقاء الأول بين الطرفين منذ اكثر من سنة، لمناقشة رزمة الاقتراحات التي سلمتها ايران لممثلي هذه الدول. وفي وقت لم تركز اقتراحات ايران على برنامجها النووي، أكد رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» علي أكبر صالحي أن طهران ستحاول خلال المحادثات، طمأنة المجتمع الدولي الى سلمية برنامجها النووي. وقال صالحي ل «الحياة» أن إيران ستتطرق «في شكل غير مباشر» الى ملفها النووي، مشيراً الى ان كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين سعيد جليلي سيقدم خلال لقائه المنسق الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، إجابات أولية وشروحات للدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) حول تساؤلاتها المرتبطة بالنقاط الواردة في رزمة الاقتراحات الإيرانية. وأكد رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» علي أكبر صالحي ان «المفاوضات غير المشروطة مفتاح تسوية الخلافات». وقال في مستهل المؤتمر السنوي للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا امس، ان «الدول المستكبرة ترفض بصلف سعي دولة مثل ايران الى استيفاء حقوقها السيادية، وتزيد على ذلك بإطلاق تهديدات مستمرة بمهاجمة منشآتنا النووية»، مشدداً على ان ايران «واثقة من قدرتها على الدفاع عن نفسها». واتهم واشنطن بتكديس «أسلحة مرعبة ومروعة في الخليج الفارسي» بحجة الدفاع عن مصالحها، فيما تنفي حق طهران في تطوير برنامج نووي للاستخدام السلمي. في الوقت ذاته، شدد محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي انتهت فترة ولايته امس، على ضرورة «استنفاد كل الخيارات قبل استخدام القوة» ضد ايران، ودعا المجتمع الدولي الى تفويض الوكالة ومجلس الأمن وليس اتخاذ اجراءات من طرف واحد، معتبراً ان العقوبات اثبتت عدم جدواها. تزامن ذلك مع اعلان علي اكبر جوانفكر ابرز مستشاري الرئيس محمود أحمدي نجاد ان سلوك الرئيس الأميركي باراك اوباما حيال ايران، «يظهر انه ما زال رهينة المتطرفين الجمهوريين». وقال يوكيو امانو المدير العام الجديد للوكالة الذي تسلم مهماته امس، ان تعزيز نظام حظر الانتشار مطلوب، محذراً من ان العالم يواجه مخاطر الإرهاب النووي، متوقعاً «تسارعاً في هذا الاتجاه». وأفادت وكالات الأنباء الإيرانية بأن جليلي اتفق خلال اتصال هاتفي بسولانا، على بدء المحادثات بين طهران والدول الست مطلع تشرين الأول المقبل، من دون تحديد مكان الاجتماع. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا» عن جليلي قوله لسولانا ان «رزمة الاقتراحات الإيرانيةالجديدة تشكل قاعدة مناسبة للحوار بهدف تحقيق السلام والعدالة والتقدم». وأكدت كريستينا غالاش الناطقة باسم سولانا موعد الاجتماع، مضيفة انه سيكون رسمياً، بمشاركة ممثلين عن الدول الست، لكنها حذرت من الإفراط في التوقعات، نظراً الى الهوة التي تفصل بين موقفي طهران والدول الست حول الملف النووي ومسائل أخرى. وقالت ان «اللقاء خطوة ايجابية في حد ذاته، أجل، لكن يجب ان ننتظر لنرى مدى إيجابيته». والمحادثات ستكون الأولى بين الجانبين منذ اكثر من سنة، إذ تعثرت آخر جلسة أُجريت في جنيف العام 2008، لرفض طهران مناقشة تخصب اليورانيوم، على رغم مشاركة مبعوث أميركي فيها. في فيينا، اعتبر وزير الطاقة الأميركي ستيفن شو الإعلان عن اللقاء مع ايران «خطوة اولى مهمة ونتمنى ان تنجح»، موضحاً ان الولاياتالمتحدة ستشارك فيه. وفي باريس، اعلن الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان وزراء خارجية الدول الست سيعقدون اجتماعاً حول الملف النووي الإيراني في نيويورك الأسبوع المقبل، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. اما وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، فقال رداً على سؤال حول احتمال فرض الاتحاد عقوبات على إيران: «علينا ان نركز على هذا اللقاء الخاص. ما سيحصل لاحقاً، يتوقف على ما سيجري في المفاوضات» الشهر المقبل. واعتبر بيلدت ان رزمة الاقتراحات الإيرانية «ليست في الواقع الوثيقة الأكثر واقعية في تاريخ الإنسانية، لكن هذا الأمر كان متوقعاً بعض الشيء». وقال: «اما لجهة معرفة الى اي مدى سيكون هذا اللقاء خطوة ايجابية، فعلينا ان ننتظر لنرى». في الوقت ذاته، اكد وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية بيار لولوش انه «حذر جداً حيال ما يحصل في ايران. لا يمكننا البقاء في هذا الوضع طويلاً، يجب على الأرجح ممارسة ضغوط» على الإيرانيين الذين اعتبر ان امتلاكهم القدرة على تخصيب اليورانيوم «بنسبة 93 في المئة» اللازمة لصنع أسلحة نووية، ما هي «الا مسألة وقت». في القدسالمحتلة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمام لجنة الدفاع والشؤون الخارجية في «الكنيست»: «أعتقد أن الوقت حان لفرض عقوبات شديدة على إيران. النظام الإيراني ضعيف، والشعب الإيراني لن يلتف حول النظام إذا شعر للمرة الأولى بأن هناك خطراً يحيق بنظامهم، وسيشكل ذلك وضعاً جديداً».