يسعى الكثيرون نحو «التميز»، والإتيان بما لم يأت به الآخرون في مناسباتهم المتنوعة، لتظل أفعالهم عالقة في أذهان الجميع، حتى لو كلفهم ذلك الكثير من المال والجهد، فبات العرسان على سبيل المثال يجتهدون لتبدو مراسم زيجاتهم مميزة، من حيث درجة القصر الذي يحتضن حفلة الزفاف، مروراً بما يقدم للمعازيم، وحتى المظاهر الاحتفالية فيه، كنوع الطعام والطقوس التي تصاحب دخول العروس إلى موقعها بين المدعوات، والمركبة التي تقل العروسين إلى عش الزوجية. كل ذلك يحدث للخروج «بليلة عمر فريدة»، يتحدث عنها الجميع، ولأن الإنسان فطر على حب التميز، فالصغار أيضاً لهم نصيب منه، يتجلى ذلك في مناسباتهم المبسطة. ويقول سليمان: «ابتكرت طريقة مميزة لتقديم مهر عروستي، لتظل ذكرى راسخة بين أهل زوجتي وأقربائي، وحتى أتميز عن غير في تقديم صداق الزواج»، مشيراً إلى أنه قدم المهر بطريقة فريدة استنفد منه التفكير فيها والتنسيق لها كثيراً من الوقت. وأوضح أنه فكر في ترتيب المبلغ بطريقة جديدة، ليبدو المبلغ كزينة بدلاً من استخدام الشرائط والزينة التقليدية، لافتاً إلى أن شقيقاته تحمسن لفكرته في بادئ الأمر، واحضرن سلة وعملوا على تزيينها، بالشكولاتة. وأضاف: «بدأنا بعد ذلك في ترتيب مبلغ المهر بطريقة يتم فيها عرضه بشكل جذاب وملفت للأنظار، وهذا ما حصل، فيوم وصولنا لمنزل العروس لتقديم المهر، استغرب جميع الحاضرين في البداية طريقة تقديم المهر وظهرت علامات التعجب على وجوههم وازداد الهمس فيما بينهم». وزاد: «سألونا عن كيفية ترتيبها ووضعها بالشكل النهائي، ورفضت أن أخبرهم عن ذلك، حتى تبقى علامات الاستفهام لديهم ويحاولوا معرفة الطريقة والصعوبة التي واجهتها في إنجازها». وطور الطلاب احتفالاتهم بنجاحهم، وبعد أن كانوا يضعون صورة الطالب الناجح على الكعكة، أصبحوا يبتكرون أشكالاً غريبة ومخيفة غير تقليدية، ويختلف اختيار الكعكة باختلاف المناسبة، والشخص الذي يختارها، وجرت مسابقات في خارج البلاد لاختيار أبشع «تورته» وكان من ضمن الأشكال التي نفذت صور لأعضاء الجسم وأخرى هياكل عظمية وأمور لا يمكن أن تخطر بفكرنا. أما أم علي فنظمت حفلة مبسطة احتفاءً بنجاح أبناء أسرتها، جمعت خلالها أفراد العائلة والمقربين، وحوت كثيراً من الطرائف والمفارقات.وتقول: «أحضرت هدية لكل ناجح وغلفتها بطريقة بسيطة، وكانت تلك الهدايا عبارة عن الأشياء التي يرفضها أو يطلبها أولادنا». وأشارت إلى أنها قدمت لولدها علبة تونة لأنه يحبها ويطلبها دائماً، وقدمت لابنتها قطعة صابون لأنها ترفض الاستحمام يومياً، وأهدت ابن شقيقتها مشطاً لأنه لا يمشط شعره باستمرار، وإلى بنت أخيها ليمونة لأنها دائماً عصبية حتى تهدأ أعصابها، «كانت التعليقات على الهدايا عند فتحها هي أكثر ما أسعدنا».