هذي المدائن لا تمل من الضجيج طرقاتها تعب وهدأتها زحام الناس لاهثة إلى ما يشتهون وخلف أبواب البيوت الحزن يقتات السكات قد أوصدوا أسماعهم تمترسوا بالصمت ما يغني البكاء تتقاطع الخطوات والآمال يستسقي ربيب الحزن آهات العبور دنيا تدور بهم إلى فلوات أطماع القصور أحزانهم أفراح من سكنوا النعيم أحياء لكن في قبور جباههم مغموسة بالطين عطر اكفهم طهر التراب يا أيها المندس ما بين الجموع ادلق على جوع الطريق سقاء أوردة الحياء وصب قربتك التي حُملتها زمنا تفاخر بامتيازات المكان ضاعت خطاك واهلك الإعصار ما بذروه في سن الفطام لا أنت .. أنت ولا المدينة حقلك المزعوم إن الجوع ينهش مقلتيك هذي المدائن لا تتوب من العيوب ولا تشيب من الذنوب يتمدد الحزن المريب على شوارعها يموت السعد من لهب الرصيف بيت من التاريخ مسكون بأفئدة السعال يفتر عن جوع تكاثر في نداءات القوافل في فحيح العابرين هذي المدائن بات يسكنها الضياع أسوارها تذوي بارتال النحيب في الفجر يكتمل العذاب بؤس يؤرق ما تبقى من حنين كل الوجوه تخشبت أحياء لكن في قبور * شاعر سعودي.