أصيب أربعة عمال ظهر أول من أمس، بضربات شمس «متوسطة»، نقلوا إثرها إلى أحد المستوصفات في مدينة الخبر، بعد أن لوحظ عليهم الإعياء والتعب. وتم إسعافهم على الفور. وأبدت إدارة المستوصف مخاوف من أن يكون أحدهم مصاباً ب«أنفلونزا الخنازير»، فتم إجراء التحاليل اللازمة، والتي أتثبت سلامته من هذا المرض. فيما سارع زملاؤهم إلى إبلاغ الشركة التي يعملون فيها، عن الإصابة. وقال مدير المستوصف عبد المجيد السالم، ل «الحياة»: «كنا نخشى بداية، إصابة أحد العمال ب«أنفلونزا الخنازير»، لأنه كان يعاني من إرهاق شديد وإعياء عام، ولكن تبين نم خلال الفحوصات أن جميعهم مصابون بالإعياء فقط، ويحتاجون إلى فترة راحة، بسبب تعرضهم إلى أشعة الشمس لساعات طويلة، فتم معالجتهم»، مشيراً إلى ارتفاع حالات الإعياء والإصابة بضربات الشمس للعاملين في الأماكن المكشوفة خلال فترة الصيف. وقال: «ليس من الضروري أن تحدث الإصابات بين العاملين فقط، فأحد المرضى كان كبيراً في السن، وكانت تظهر عليه علامات التعب، لجلوسه في ساعات الظهيرة في مكان مكشوف، لبيع البطيخ، وهناك عدد من الباعة الجائلين يعانون من المشكلة ذاتها، خصوصاً المتقدمين في العمر». وذكر السالم، أن هناك «أنظمة تفرض على الشركات مراعاة ظروف العاملين في الأحوال الجوية الصعبة، وتمنع بالعمل في أوقات ترتفع فيها درجات الحرارة»، مضيفاً «نسجل سنويا معدلات مرتفعة للإصابات بمثل هذه الحالات»، منوها إلى ضرورة «الالتزام بما تفرضه وزارة العمل، فضربات الشمس تؤدي أحيانا إلى مضاعفات خطرة، وارتفاع درجات الحرارة يسبب أمراض عدة، يتحمل مسؤوليتها من يفرض عليهم العمل في ظروف قاسية». وكان عدد من شركات المقاولات في الرياض، نفذت القرار الذي أصدرته لجنة المقاولات في «غرفة الرياض»، بشأن إلغاء ثلاث ساعات من العمل أثناء فترة الظهر، وهي من ال12 ظهراً إلى الثالثة عصراً، ليتم تعويض ساعات العمل المُلغاة من طريق مضاعفة الجهد من الساعات المتبقية أثناء فترة الليل والصباح، خصوصاً أن درجات الحرارة بدأت تلامس ال45 درجة مئوية. فيما لا تزال شركات مقاولات في المنطقة الشرقية تحجم عن تطبيق القرار، لأنه «ليس إلزامياً»، بحسب مدير إحدى الشركات، والذي أضاف ان «القرار الذي صدر منذ مطلع الشهر الماضي من «غرفة الرياض» كان مبادرة من قبل الشركات نفسها، والتي أبلغت الغرفة بقرارها»، مضيفاً «لم يصدر بقرار مماثل من «غرف الشرقية»، فأصبح الأمر يعود إلى مالك كل منشأة مقاولات، أو مشاريع»، موضحاً أن «نسبة عالية جداً، توقف العمل خلال ساعات الظهيرة». وأكد على أن مشاريع عدة خلال فصل الصيف «تُنجز في مدة أطول من بقية أوقات السنة، بسبب مراعاتنا لظروف الطقس، علماً بان البعض لا يلتزم»، مضيفاً «ليس بالضرورة أن يكون يُحصر التطبيق على مجال المقاولات، وإنما هناك مهن عدة ينبغي ان يطالها، فالأمر يتعلق بالجانب الإنساني، ولا يعني ذلك التخفيض من قيمة رواتب العمالة، وإنما باتخاذ تدابير أخرى لإنجاز العمل في الوقت المحدد».