يترقب سكان غزة بحذر شديد هدنة الخمسة أيام التي بدأت أمس بداية هشة وسط اتهامات بين الطرفين بخرقها، فيما اتهم الوفد الفلسطيني العائد من القاهرة إسرائيل ب «التلاعب بالألفاظ» لتفادي التوصل إلى اتفاق نهائي ملزم لها، بينما قال قيادي في «الجهاد الإسلامي» إن الحرب أصبحت «الآن وراءنا» وأن فرص التوصل إلى اتفاق دائم «قائمة» و»مشجعة». (للمزيد) وفي هذه الأثناء عقدت الحكومة الأمنية المصغّرة في إسرائيل مساء أمس أول اجتماع لها منذ أسبوع وسط تجدد التوتر مع واشنطن بسبب الكشف عن صفة أسلحة عقدتها الحكومة الإسرائيلية مباشرة مع وزراة الدفاع الأميركية (البنتاغون) دون علم البيت الأبيض ووزارة الخارجية. وكشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو نجح في استخدام آليات بيروقراطية للتحايل على الإدارة الأميركية لإكمال صفقة الأسلحة، ما يسلب أوباما ورقة ضغط على تل أبيب. وأضافت الصحيفة أن أوباما أجرى مع نتانياهو «مكالمة هاتفية متوترة» في هذا الشأن. ووصفت الصحيفة العلاقة الأميركية - الإسرائيلية بأنها في «أسوأ مراحلها» اليوم وأن الإسرائيليين يعتبرون أوباما «ضعيفاً وساذجاً» بينما يعتبر الأميركيون نتانياهو «متهوراً وغير جدير بالثقة». إلى ذلك، قال نائب الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» زياد النخالة ل «الحياة» إن «الحرب الآن وراءنا، ولا يوجد خيار أمامنا في هذه المرحلة الا التوصل إلى اتفاق». وأكد النخالة أن «هذه أولويتنا الآن، لذلك اعتقد أننا ذاهبون إلى اتفاق». وكانت وفود الفصائل الفلسطينية غادرت القاهرة أمس على أن تعود صباح الأحد لتستأنف المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي عبر الوسيط المصري. وعن مستقبل العلاقة بين مصر وحركة «حماس» على ضوء الاتفاق قال النخالة «هناك كسر للجليد، لقد فتحت الأبواب لعلاقات حسنة، وعلينا إيجاد مناخات أفضل من أجل مصلحة الشعب الفلسطيني». لكن عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» عضو الوفد الفلسطيني الموّحد لمفاوضات التهدئة في القاهرة خليل الحية قال، في مؤتمر صحافي عقده في غزة أمس، إن إسرائيل «تتلاعب بالألفاظ والمصطلحات التي استخدمت خلال الحوارات واللقاءات غير المباشرة من أجل التملص من أي اتفاق ملزم يسعى الوسيط المصري إلى تحقيقه بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي». وأضاف الحية أن «الوفد خاض مفاوضات عسيرة وجادة استمرت 13 يوماً للخروج باتفاق يضمن تلبية المطالب الفلسطينية وهي حق وواجب للفلسطينيين وإنسانية وليست سياسية، مؤكداً أن «الوفد كان ولا يزال موحداً خلف المطالب الفلسطينية، ومصمماً على التوصل لاتفاق جدي ينهي معاناة الفلسطينيين». ووصف جولات المفاوضات بأنها «صعبة وشاقة، فنحن لا نفاوض جانباً سهلاً، إنما عدواً متمرساً في المماطلة». وأضاف أن الوفد الفلسطيني «قدم مطالبه الأربعة التي تمثلت في كف العدوان ووقفه بكل أشكاله من اجتياحات وتوغلات واغتيالات واستهداف الأراضي والبنى التحتية والمساجد والمدارس والمستشفيات، وإنهاء الحصار إلى الأبد من دون أن يتملص العدو من ذلك، وإلزام الاحتلال برفع يده عن حقوق الشعب في مياهه وأرضه وكل شيء ليس ملكه وعدم حقه في منع الفلسطينيين من بحرهم ومينائهم وإعادة إنشاء مطارهم للملاحة، وإعادة إعمار غزة وبناء كل الأماكن المدمرة». وقال الجيش الإسرائيلي إن النشطاء في غزة خرقوا الهدنة أمس وأطلقوا ثمانية صواريخ على إسرائيل، وإن الطائرات الإسرائيلية ردت على ذلك باستهداف قاذفات صواريخ ومواقع في القطاع. وجاء اجتماع الحكومة المصغّرة أمس بعد أكثر من أسبوع لم تعقد خلاله الحكومة الأمنية الإسرائيلية اجتماعاً لها في ظل تذمر عدد من أعضائها الثمانية باستثنائهم عن دائرة اتخاذ القرار.