هونغ كونغ - أ ف ب - أسعار العقارات في هونغ كونغ هي من الأعلى في العالم بما فيها... المرقد الأخير. فإزاء ندرة الأماكن في المقابر وارتفاع أسعارها، يعمد عدد متزايد من العائلات في هذه المنطقة الواقعة في جنوب الصين إلى دفن موتاهم في البحر. إلا أن نثر رماد الموتى في البحر يبقى سوقاً ناشئة إذ إن التقليد الصيني ينص على دفن الجثمان. فالقيام بغير ذلك يعتبر انتقاصاً من الميت ويمنع روحه من أن ترقد بسلام على ما يفيد التقليد. إلا أن الذهنية تطورت في السنوات الأخيرة على ما يفيد أليكس شونغ الموظف في شركة دفن موتى تقوم بعمليات نثر الرماد في البحر. ويوضح شونغ: «في البداية لم يكن الناس يتقبلون ذلك، ولم يكن لدينا إلا مركب صغير جداً، أما الآن فنقوم بمراسم كهذه مع 80 إلى مئة عائلة شهرياً. أظن أنه ميل حقيقي والمزيد من الناس سيختارون هذا الإجراء». ويقول مايكل سو وهو مقاول عقاري عند نثر رماد والدته في البحر: «الموت واحد، فمهما كانت المراسم التي نختارها النتيجة هي ذاتها». ويوضح: «بالنسبة إلي عندما اشتاق إلى شخص ما هذا يعني أن ثمة مكاناً، أو فسحة في روحي ألجأ إليها لأصلي من أجله». واعتبر أن «وضع الرماد في البحر أمر جيد». ويشدد لاي ساي-فون رئيس الجمعية الكونفشيوسية في هونغ كونغ على أن الميت يجب أن يدفن في الأرض لأن السماء والأرض والإنسان يشكلون العناصر الثلاثة الأساسية في هذا التيار الفلسفي المنتشر جداً في الصين. ويقول: «يجب أن يدفن الجثمان لأن ذلك يشكل العودة إلى التراب. إلا أن الوضع تغير الآن، ففي الماضي لم تكن هناك مشكلة لإيجاد أرض، أما الآن فأصبح من شبه المستحيل دفن الموتى في الأرض بسبب نقص الأمكنة». وتضع الحكومة في تصرف العائلات عبارة زادت قدرتها الاستيعابية مطلع السنة الحالية لتصل إلى 200 راكب. ومع أن عدد الجنازات من هذا النوع يبقى قليلاً جداً (661 في 2011) لكن اللافت أنها تضاعفت أربع مرات في غضون أربع سنوات. ويكلف شراء قطعة أرض في مدفن خاص حوالى 26 ألف يورو. أما في المدافن العامة فينطلق سعر امتياز لست سنوات من مستوى 327 يورو. وبعد ست سنوات تنبش الرفات وتحرق وتوضع العظام المتبقية في مكان أصغر بكثير في المدفن. لكن حتى أماكن وضع الجرار الجنائزية تفتقد إلى الأماكن.