حصد المنتخب السعودي النقاط الثلاث في افتتاح البطولة العربية، إذ حقق فوزاً عريضاً على نظيره الكويتي بثلاثة أهداف من دون رد، سجلها كل من محمد السهلاوي (هدفين)، وعيسى المحياني (هدفين)، ليتصدر «الأخضر» مجموعته الأولى، إذ يلعب الخميس المقبل مع الطرف الثالث في المجموعة المنتخب الفلسطيني. بدأت المباراة وسط رغبة واضحة للمنتخب السعودي بتسجيل هدف الأفضلية، عطفاً على التكتيك ذي النزعة الهجومية، الذي فرضه الهولندي فرانك ريكارد بإشراكه لمهاجمين في خط المقدمة، هما محمد السهلاوي وعيسى المحياني، مع الاعتماد على مساندة ظهيري الجنب للاعبي خط الوسط في حال التقدم للأمام، وكاد المحياني أن يفتتح التسجيل بعد دخوله لمنطقة الجزاء الكويتية وتأخر في التصويب بعد محاولاته للمراوغة قام المدافعون بتخليصها (19). أعطت تحركات عبدالمجيد الرويلي راحة أكبر للاعبي المنتخب المضيف بلمساته المميزة ومشاركته الفاعلة في خط الوسط، وتوج جهوده بصناعة مميزة، إذ أرسل كرة عرضية هوائية وجدت المتمركز محمد السهلاوي وضعها ذكاء في أقصى الزاوية اليسرى لحارس المنتخب الضيف نواف الخالدي ليتقدم «الأخضر» بأول أهداف المباراة (21). سيطر الهدوء بعد ذلك على مجريات الشوط، واتضح الحذر جلياً على الفريقين من خلال تراجعهما للخلف والاعتماد على الكرات الطولية، والمرتدات في بعض الكرات، وهي ما كادت أن تثمر هدفاً آخر للسعودية بعد تمريرة خادعة من الرويلي للمندفع من الخلف منصور الحربي الذي توغل لمنطقة الجزاء وسدد الكرة بكل قوته، ولكن يقظة نواف الخالدي حالت من دون ولوجها للمرمى (31). وفي ظل اعتماد الفريقين على إمداد المهاجمين بالكرات الطويلة، أرسل الدفاع «الأزرق» كرة للوحيد في خط المقدمة يوسف ناصر، انطلق من خلالها وسط مضايقة من عقيل بالغيث وسدد الكرة زاحفة، إلا أن الحارس خالد شراحيلي أمسك بها بسهولة (35). بعد ذلك لم تظهر فرص حقيقية في المباراة، واختار الطرفان العودة إلى غرف الملابس من دون أي فرص جديدة. مع شوط المباراة الثاني، تكرر ما حدث عند بداية المباراة، إذ عادت الرغبة السعودية في التسجيل مجدداً وتعزيز هدف التقدم، ومن كرة متحركة يتوغل عبدالمجيد الرويلي من العمق ويتجاوز أكثر من لاعب ويقتحم منطقة الجزاء، وقبل أن يترجم مجهوده يتعرض لإعاقة من المدافع عامر معتوق، ولم يتردد حكم المباراة من احتساب ركلة جزاء وإقصاء المدافع الكويتي بالبطاقة الحمراء، وتقدم عيسى المحياني لتنفيذ الركلة وصوبها زاحفة قام الخالدي بصدها لتعود من جديد للمحياني، الذي أودعها في المرمى الخالي كهدف ثانٍ «للأخضر» (49). تواصلت التهديدات لأصحاب الأرض على مرمى المنتخب الكويتي، إذ كان الهجوم كثيفاً، وبعد تمريرات متبادلة بين عيسى المحياني، الذي مرر لمحمد السهلاوي وقام الأخير بإعادتها له (هات وخذ)، وبنجاعة عالية تخلص المحياني بمهارة من المدافع وسدد الكرة زاحفة على يمين الخالدي مسجلاً هدفه الشخصي الثاني والثالث للمنتخب السعودي (55). ولم تفلح بعد ذلك مساع مدرب المنتخب الضيف في إعادة لاعبي فريقه في العودة للمباراة، إذ أجرى ثلاثة تغييرات لم تغير شيئاً من الوضع، وبقيت الحال على ما هي عليه، مع تحفظ المنتخب السعودي بعد ضمان النتيجة، وعلى رغم التحفظ يتعرض المدافع عقيل بلغيث لإصابة لم يستطع على إثرها إكمال المباراة، ما حدا بالمدرب ريكارد لاستبداله بحسن خيرات (70). أشرك ريكارد بعد ذلك كلاً من عبدالملك الخيبري بديلاً لعبداللطيف الغنام، وأحمد عكاش عوضاً عن فهد حمد، وشهدت المباراة كماً كبيراً من البطاقات الصفراء على الجانبين. وقبل أن تلفظ المباراة أنفاسها الأخيرة، يسجل محمد السهلاوي هدفاً رابعاً للمنتخب السعودي برأسية جديدة تلقى تمريرتها من أحمد عكاش (94).