طرابلس، بنغازي - أ ف ب - أعلن رئيس الحكومة الليبية عبدالرحيم الكيب الخميس أن بلاده تريد التوصل إلى حل لقضية الأعضاء الأربعة في وفد المحكمة الجنائية الدولية المعتقلين في ليبيا «وفق القوانين الدولية والليبية». وقال إن الحكومة «ما زالت ملتزمة التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية في كل ما يتعلق بالإجراءات ضد سيف الإسلام القذافي (المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية) وحقه في الدفاع». لكنه اتهم مجدداً الأعضاء الأربعة في وفد المحكمة الجنائية، وهم محامية أسترالية (ميليندا تايلور) وزميلان إسباني وروسي ومترجمة لبنانية، الذين اعتقلوا في السابع من حزيران (يونيو) في الزنتان (170 كلم إلى جنوب غربي طرابلس) بالمس بالأمن القومي الليبي. وأكد أنه يجب حل هذه المسألة «في إطار احترام القوانين الدولية والليبية. مقابل ذلك، تنتظر الحكومة الليبية من المحكمة الجنائية الدولية أن تضمن الأخلاقيات المهنية لوفدها الذي جاء إلى ليبيا وأن تحترم القانون الليبي وسيادة الدولة». وأوضح أن بلاده سمحت بزيارة وفد المحكمة لسيف الإسلام القذافي لإفساح المجال له للقائه في مكان اعتقاله ومساعدته على إيجاد محام. وقال أيضاً إن «المحامية ميليندا تايلور سلّمت المتهم وثائق تمس الأمن القومي الليبي وهذا يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون. الوثائق لا علاقة لها بالمحكمة الجنائية الدولية وليست على صلة بالاستشارة القانونية». على صعيد آخر، قتل مجهولون بالرصاص القاضي الليبي جمعة حسن الجازوي الذي أمر باعتقال اللواء عبدالفتاح يونس أحد أعمدة نظام معمر القذافي المخلوع والذي انضم إلى التمرد واغتيل في ظروف مضطربة، بحسب ما أعلن نجل القتيل. وأكد علي الجازوي، إبن المستشار جمعة حسن الجازوي المتهم بقضية اغتيال رئيس أركان الجيش الليبي السابق اللواء عبدالفتاح يونس، «وفاة والدي في بنغازي أثناء ذهابه لصلاة العصر». واتهم علي الجازوي «أنصار وعائلة عبدالفتاح يونس بقتل والده بتحريض من اتباع نظام معمر القذافي»، مؤكداً أن «عائلته لن ترتكب أي حماقة أو ردة فعل غير صحيحة». وفي السياق ذاته، أكد مصدر طبي بمستشفى بنغازي ل «فرانس برس» أن «جثة المستشار جمعة الجازوي وصلت مصابة بطلق ناري بالجهة اليمنى وخرجت الرصاصة من الجهة اليسرى». يذكر أن المستشار جمعة حسن الجازوي هو من أصدر أمر القبض على اللواء عبدالفتاح يونس قبل مقتله كونه كان رئيس اللجنة التي شكلها المكتب التنفيذي لبحث الاتهامات التي وجهت إلى يونس. وأكد خالد الجازوي الناطق باسم المجلس المحلي لمدينة بنغازي مقتل المستشار جمعة، مؤكداً انه «أحد المتهمين الرئيسيين في قضية مقتل رئيس أركان الجيش اللواء عبدالفتاح يونس العبيدي». وقال خالد الجازوي ل «فرانس برس»: «أتمنى أن لا تحصل أي مشاكل بعد اغتيال المستشار جمعة». كما أكد المدعي العام الليبي المستشار وليد سواني أن رئيس اللجنة المكلفة التحقيق مع اللواء يونس إبان القبض عليه في تموز (يوليو) 2011، المستشار جمعة حسن الجازوي العبيدي، «هو أحد المتهمين في القضية إضافة إلى نائب رئيس المكتب التنفيذي الدكتور علي العيساوي وستة قادة ومسؤولين سابقين للثوار». وأوضح مصدر أمني في اللجنة الأمنية العليا في بنغازي أن الذين «اغتالوا القاضي جمعة كانوا يركبون سيارة أطلقوا منها الرصاص باتجاه الجازوي وهو ذاهب إلى المسجد لأداء صلاة العصر»، مؤكداً أن «هوية منفذي الاغتيال لم تعرف بعد». يشار إلى أن اللواء يونس شارك بالانقلاب الذي حمل العقيد معمر القذافي إلى السلطة عام 1969 وكان وزيراً للداخلية قبل انشقاقه في بداية الثورة في شباط (فبراير) 2011.