عبّر الوفد الوزاري الأوروبي، الذي جال على المسؤولين اللبنانيين أمس، عن مخاوفه على لبنان في ضوء الأزمة السورية، وقال وزير الخارجية السويدي كارل بيلت لوكالة «رويترز»: «هناك خوف واضح (من انتقال أعمال العنف)، ربما يكون القلق اكبر مما نريد أن نقوله»، مؤكداً ان «لبنان في موقف حساس يحتاج فيه الى الموازنة بين القوى المختلفة في المجتمع اللبناني التي تنظر في الاتجاهات المختلفة للصراع السوري». وشدد على ان «الرسالة للبنان هي أن من المهم جداً تطوير الحوار الوطني بين القوى المختلفة، ونحن ندعم هذا من جانبنا». ونبه وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي، الى ان «الشرق الاوسط غير مستقر اكثر من المعتاد، وفيما تنزلق سورية إلى حرب اهلية فإن آخر ما نحتاجه في لبنان هو العودة الى الأيام الخوالي السيئة». وجدد الوفد الوزاري «التزام الاتحاد الأوروبي الحرص على سيادة لبنان وأمنه واستقراره وتطوره»، لافتاً الى «استمرار الدعم والمساعدة له في شتى المجالات ومساعدة الجيش اللبناني لتمكينه من مواصلة القيام بدوره في حفظ وحدة لبنان والسلم الأهلي فيه». وكان الوفد الوزاري الذي يضم ايضاً وزير خارجية بلغاريا نيكولاي مالادينوف، زار الرئيس اللبناني ميشال سليمان، وأبدى الوزراء، في حضور سفيرة الاتحاد الاوروبي لدى لبنان انجيلينا ايخهورست، تقديرهم ل «الدور الذي يقوم به من اجل منع انعكاسات الاوضاع في المنطقة، ولا سيما منها الوضع في سورية على الداخل اللبناني، والتقدير كذلك لإعادة اطلاق الحوار بين اللبنانيين الذي هو حاجة وضرورة في هذه الفترة». ولفت سليمان، بحسب بيان للمكتب الإعلامي في القصر الجمهوري، الى «ان الدستور اللبناني المنبثق من اتفاق الطائف، يضمن الحرية والديموقراطية ومشاركة كل الفئات في ادارة الشأن العام، عكس ما هو واقع الحال في بعض الدول المحيطة التي تشهد اضطرابات ومطالب سياسية». وأكد «ان لبنان يؤمن بالقيم الانسانية والديموقراطية والحريات العامة ومحاربة الارهاب ونبذ العنف والتطرف، والجيش اللبناني من خلال وحدته يحفظ وحدة الوطن وسلمه الاهلي ويعمل مع قوات «يونيفيل» في الجنوب على تنفيذ القرار 1701، كما يقوم بمهام على مساحة الوطن لضبط الحدود والاوضاع في الداخل». وأمل سليمان «في استمرار الحوار بين اللبنانيين»، لافتاً الى «ان جلسة الإثنين ستكون منطلقاً لإحراز تقدم في مناقشة جدول الأعمال»، كما أمل «في ان يبقى في تقدم مطرد». واوضح سليمان ان المشاركين في هيئة الحوار الوطني «أجمعوا على أمرين أساسيين: اولهما تحييد لبنان عن انعكاسات الوضع في سورية، وثانيهما عدم اقامة منطقة عازلة قد تستعمل معبراً لتهريب الاسلحة والمسلحين اليها». وأشار الى «ان استقبال لبنان النازحين من سورية قرار إنساني، وفور استتباب الامور وعودتها الى طبيعتها، سيعود هؤلاء الى بيوتهم وأملاكهم وأرزاقهم». وشكر «للدول الثلاث وللاتحاد الاوروبي الدعم المستمر والمتواصل للبنان في شتى المجالات، وخصوصاً مشاركة بعض دول الاتحاد في قوات «يونيفيل» تنفيذاً للقرار 1701». بري والحوار في سورية والتقى الوفد الاوروبي رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في حضور مسؤول العلاقات الخارجية في حركة «أمل» طلال الساحلي والمستشار الاعلامي علي حمدان. واكد الوزراء، وفق البيان الاعلامي لمكتب لبري، «حرصهم على استقرار لبنان وأمنه في ظل التطورات الجارية في المنطقة، لا سيما في سورية، وعبروا عن دعمهم وتأييدهم الحوار بين القيادات اللبنانية وأهميته على صعيد تعزيز هذا الاستقرار». وأبدى بري «قلقه ومخاوفه من مسار الأزمة السورية في غياب الحوار الكفيل وقف العنف في سورية». لجنة الخارجية والحياد وكان الوزراء الثلاثة التقوا لجنة الشؤون الخارجية النيابية في المجلس النيابي برئاسة النائب عبداللطيف الزين، الذي قال بعد اللقاء: «كان بحث معمق حول الاوضاع اللبنانية بشكل عام، خصوصاً النأي بالنفس عن الاوضاع القائمة في سورية وفي المنطقة بكاملها، وعرض الزملاء الأوضاع القائمة، وخصوصاً في شمال لبنان وما يعود للتحركات في المخيمات الفلسطينية، لا سيما في شمال لبنان، وكذلك ما قاساه لبنان من اللجوء اليه، وكان مطلباً لحل قضية اللاجئين الفلسطينيين والعودة بهم الى بلادهم فلسطين، وكذلك من تدفق اللاجئين السوريين الى لبنان، والذي تجاوز عددهم حالياً ال30 الفاً. وعرض الوفد الوزاري الزائر تصوره وتأييده موقفَ لبنان في حياده مرحلياً. كما شرحنا للوفد ان لا عدو للبنان الا اسرائيل، وهناك تخوف من الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة على ارضنا ومياهنا، وشرح كل نائب على حدة للوفد وجهة نظره حول الاوضاع القائمة في لبنان». وختم الوزراء جولتهم اللبنانية بمؤتمر صحافي عقدوه مساء في فندق «فينيسيا» في بيروت. سليمان مجتمعاً مع الوزراء الاوروبيين (دالاتي ونهرا)