طلب رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى «جميع الأفرقاء السياسيين في لبنان، التبصر في واقع المرحلة الراهنة واستقراء المستقبل، والعمل من خلال الحوار الهادئ والرصين على الحفاظ على السلم الأهلي وإبقاء البلاد في منأى عن ارتدادات ما يحصل من حولنا». واعتبر في موقف وزعه المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري، «أن ذلك لا يتحقق إلا من خلال التحاور والتفاهم وإطلاق عجلة مؤسسات الدولة بما يعيد العمل إلى الانتظام العام ويبقي كل الأمور في إطار الهدوء والاستقرار المطلوبين بقوة في هذه الفترة». وأمل سليمان في كلامه أمام زواره في بعبدا أمس، «في أن تكون خطوة المصالحة الفلسطينية، وكما كان لبنان يطالب، بادرة أمل لخطوات يقوم بها الطرفان من أجل تعزيز وحدة الصف الفلسطيني لمواجهة التحديات وبما يساعد الشعب الفلسطيني على استعادة حقوقه وتحرير أرضه وقيام دولته المستقلة». وعرض سليمان مع وزير الداخلية مروان شربل الوضع الأمني وما تقوم به الوزارة من أجل الحفاظ على الاستقرار الداخلي. واطلع من وزير الخارجية عدنان منصور على الأجواء العربية والتطورات السائدة راهناً، وكذلك على الاتصالات الجارية لعقد القمة العربية الدورية المقبلة في بغداد. وبحث سليمان مع عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي يوسف خليل «الأوضاع العامة وعدداً من الملفات السياسية المطروحة للنقاش». وتطرق مع كل من الوزيرين السابقين ريمون عودة وسليم وردة «إلى الواقع القائم على الساحة الداخلية وأهمية الحفاظ على الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي». قائد «يونيفيل» وزار القائد الجديد لقوات «يونيفيل» الجنرال الإيطالي باولو سيرا سليمان الذي «تمنى له النجاح في مهمته من أجل استمرار الهدوء في الجنوب من خلال قيام يونيفيل بواجبها بالتعاون والتنسيق مع الجيش اللبناني ومواصلة تنفيذ احترام القرار 1701». كما زار سيرا رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جان قهوجي. وذكر المكتب الاعلامي ل«يونيفيل» من الناقورة، أن الاجتماعات التي أجراها سيرا هي «الرسمية الأولى التي يعقدها مع كبار المسؤولين اللبنانيين بعد تولّيه قيادة «يونيفيل» وجرت خلالها مناقشة المسائل المتعلقة بتنفيذ ولاية يونيفيل بموجب قرار مجلس الأمن 1701، مع التركيز بشكل خاص على التعاون بين يونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية». وقال الجنرال سيرّا: «تشجعت كثيراً بحفاوة الاستقبال الذي لقيته من الرؤساء والدعم القوي الذي عبّروا عنه لمهمتنا. وأكدت لهم استمرارية عمليات يونيفيل والتزامي الشخصي بلبنان وولايتنا بموجب القرار 1701». وأضاف: «يونيفيل هنا تلبية لدعوة من حكومة لبنان، وكل جهودنا ونشاطاتنا تجري بالتنسيق مع مضيفينا. إن عملنا جنباً إلى جنب مع القوات المسلحة اللبنانية أدى إلى تحسن كبير في البيئة الأمنية في الجنوب، وأنا عازم على المضي قدماً في هذه الشراكة الإستراتيجية، وأعوّل على الدعم المتواصل من قيادة الدولة، اذ إن مشاركتها أساسية لنجاح مهمتنا. ويأتي بالمقدار نفسه من الأهمية بالنسبة الي بناء علاقات قوية مع سكان جنوب لبنان والحفاظ عليها، وهم الذين رحّبوا بنا بينهم وسلامتهم في جوهر عملياتنا».