حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من تداعيات الأزمة الاقتصادية، ولفت إلى أن مناقشات قادة بلدان مجموعة العشرين خلال قمتهم الأخيرة في المكسيك، «دلت على إجماع الشعور بالقلق». وأكد بوتين، في افتتاح الدورة ال 16 لمنتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، الذي يحلو للروس أن يطلقوا عليه وصف «دافوس روسيا»، عزم بلاده على «مواصلة عملية تحديث الاقتصاد الروسي، ووضعه بين أقوى خمس اقتصادات عالمية في السنوات العشر المقبلة». وعرض بوتين على المشاركين نتائج أعمال اللقاء الأخير لمجموعة العشرين الذي استضافته المكسيك، متحدثاً عن تدابير إضافية يتخذها المجتمع الدولي لمواجهة الأزمة. كما تطرّق إلى «تدابير أساسية»، موضحاً أن روسيا «ستتخذها لتطوير الاقتصاد الروسي والمجال المصرفي وتحسين المناخ الاستثماري». اللافت أن بوتين ألمح في كلمة الافتتاح، إلى آليات ينوي اتخاذها لمواجهة الفساد في روسيا، الذي وصفه ب «الخطر الأساس» على خطط تطوير البلاد. واعتبر أن «عمليات تخصيص نزيهة وعادلة وموجهة إلى الفصل بين استخدام أدوات السلطة لممارسة الأعمال التجارية والاقتصادية، ستشكل إجراءات قوية لمواجهة الفساد وتحدياته». وأكد أن «الفساد من دون أي مبالغة هو التهديد الأخطر على خطط تطوير روسيا، وأخطاره أعلى بكثير من تقلّب أسعار النفط». وأعلن بوتين، أن موسكو «تنوي فتح أبواب المنافسة أمام المستثمرين الأجانب للمشاركة في عمليات التخصيص»، لكن أكد أن بلاده ترحب «بشركاء استراتيجيين على مستوى عال من الجدية». وأشار تحديداً إلى «نوايا لتخصيص قطاع الاتصالات بين قطاعات أخرى». ونقلت مصادر في الكرملين، أن بوتين ينوي استغلال اللقاء الدولي الذي يشارك فيه ممثلون من 80 بلداً لإجراء سلسلة لقاءات وجلسات نقاش مع رؤساء 50 شركة أجنبية وروسية عاملة في مجال الطاقة، ومع الحائزين على جائزة «الطاقة العالمية 2012» البريطاني رودني جون علام والروسيين بوريس كاتورغين وفاليري كوستيوك. وسيتحدث بوتين خلال اللقاء عن آفاق تطوير قطاع الطاقة الروسي. ويشارك في أعمال المنتدى من العالم العربي، الأردن والعراق والكويت ولبنان والإمارات والسعودية. ويُنتظر -وفق المنظمين- أن يشهد المنتدى توقيع 50 اتفاقاً في المجالات المتنوعة. وكان الرئيس الروسي انتقد في مقال نُشر أخيراً، ضعف التنسيق الدولي في مواجهة الأزمة العالمية، وحذر من «تحول مجموعة العشرين إلى ناد جديد للنخبة لا طائل منه». ولفت إلى أن بلاده، التي اعتبرها «سادس اقتصاد في العالم لجهة معدل القدرة الشرائية، عززت في السنوات الأخيرة منظوماتها المالية وموازنتها». وأشار إلى أنها «تشغل المرتبة الثالثة في مجال احتياطات الذهب، كما تعادل وتيرة نمو الاقتصاد الوطني نسبة 4.3 في المئة، وهي أعلى نسبة بين الاقتصادات الكبرى في أوروبا». وأكد أن المنظومة المصرفية الروسية «غدت أكثر ثباتاً حيال التقلبات في سوق المال العالمية، خلاف ما كان عليه الوضع عام 2008».