أ ف ب - احتجز مسلح زعم انتماءه إلى تنظيم «القاعدة» أربعة رهائن داخل مصرف «الائتمان الصناعي والتجاري (سي آي سي) في مدينة تولوز جنوب غربي فرنسا التي شهدت في آذار (مارس) الماضي عمليات قتل نفذها «الجهادي» الجزائري الأصل محمد مراح، وأسفرت عن مقتل 7 أشخاص. ودخل الرجل المصرف في الساعة 10,10 (8,10 بتوقيت غرينتش) من اجل تنفيذ محاولة سطو على الأرجح، ثم احتجز نفسه بعد فشل العملية مع أربعة أشخاص بينهم مدير المصرف، قبل أن يفرج عن امرأة محتجزة بعد ساعات. وشكلت الشرطة جهازاً لمحاورة الخاطف، وأرسلت وحدات تدخل خاصة من بوردو (جنوب غرب) ومرسيليا (جنوب شرق) إلى تولوز. كما فرضت طوقاً أمنياً قطره 200 متر حول المصرف، من اجل إبعاد المتطفلين. وكان مراح الذي قال انه من «القاعدة» أيضاً زرع الذعر في تولوز عبر قتله ثلاثة عسكريين من أصل مغربي وأربعة يهود بين 11 و 19 آذار، ثم قتله عسكريون داخل شقة تحصن بها في 22 من الشهر ذاته. وكشفت عمليات مراح الثغرات في نظام مكافحة التجسس الفرنسي الذي واجه انتقادات لعدم أخذه على محمل الجد مسألة زيارة مراح باكستان وأفغانستان. وفيما شبّه الرئيس السابق نيكولا ساركوزي «الصدمة» التي شعر بها البلد ب 11 أيلول (سبتمبر) 2001 في الولاياتالمتحدة، حذر الإمام المحافظ في تولوز، عبد الفتاح رحاوي، في شريط فيديو بث على «يوتيوب»، الشباب المسلم في فرنسا من الانجرار مثل مراح إلى أعمال عنف «تنتج من اجراء بعض المتعصبين قراءة خاطئة للإسلام». وأول من أمس، دان عبد الغني مراح أحد أشقاء محمد مراح جرائم شقيقه، واصفاً تصرف والده الذي رفع دعوى ضد الشرطة الفرنسية بتهمة «قتل» ابنه، بأنه «غير لائق». وقال لمجلة «لوبوان»: «يحاول والدي تحميل مسؤوليات في مقتل ابنه خلال العملية التي استهدفت شقة لجأ إليها، لكن المسؤول الأول عن هذا الرعب هو نفسه. وحين يتحدث أقول لنفسي اسكتوه». وأضاف: «هذا عار كبير. معركته ليست معركتي. يجب أن يسأل عن أخطائه هو التي حولت ابنه إلى وحش مليء بالكراهية». وسأل مراح: «أين كان والدي طوال السنوات التي احتجنا فيها إليه»؟ في إشارة إلى ترك والده فرنسا وعودته إلى الجزائر، و»حين لجأ ابنه إلى الشقة، هل عرض أن يأتي ليفاوض على استسلامه»؟ وأوضح الشاب الذي اكد تأثره بألبير شنوف، والد مظلي قتله شقيقه في مونتوبان رفض إبداء كرهه على رغم المأساة: «كنت أود أن يكون والدي من هذه النوعية. هو يبحث عن الحقيقة، سأساعده كما سأساعد كل العائلات من اجل الإضاءة على هذه المأساة التي كان يمكن تفاديها»، متحدثاً عن «إنذارات» لم تجد آذاناً مصغية. وأضاف: «لا أطلب العفو لأن ما ارتكبه شقيقي محمد لا يمكن غفرانه. لقد ارتكب جرائم عنصرية. انه أندريس بريفيك فرنسي»، المتطرف اليميني الذي قتل 77 شخصاً في النروج الصيف الماضي.