منذ عام 1398 وحتى يومنا الحاضر، دأب ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، محافظاً على ما جرت عليه عادته الأسبوعية في استقبال المواطنين من أهالي منطقة الرياض وغيرها من المناطق الأخرى. واعتاد ولي العهد الأمير سلمان منذ أعوام عدة على استقبال المواطنين في قصره في المعذر مساء كل اثنين، تأكيداً على تواصله مع المواطنين، فكان مجلسه يشهد حضوراً اجتماعياً من كل شرائح المجتمع من أمراء، علماء، وزراء، تجار، مثقفين، أدباء، وإعلاميين. وفي هذا الصدد، يقول أحد العاملين بمكتب الأمير سلمان في وزارة الدفاع ومرافقه منذ 30 عاماً الإعلامي والشاعر حميدي بن نفجان الغيداني في تصريح إلى «الحياة» أمس، أن ولي العهد الأمير سلمان متمسكا منذ عام 1398ه - ولم يزل - بسنة الملك عبدالعزيز (يرحمه الله) في فتح مجلسه للمواطنين بشكل دوري، وهي سنة حسنة استمرت في أبناء المؤسس لمعرفة أحوال المواطنين وتحسس ظروفهم وحاجاتهم من خلال اللقاء المباشر بهم، وهو ما خلق علاقة مباشرة ومتينة بين المواطن والمسؤول. وأضاف الغيداني: "ولي العهد الأمير سلمان كان - ولا يزال - مثالاً رائعاً في التواصل مع المواطنين، إن كان بحكم مسؤولياته الوظيفية أو من خلال مسؤوليته الاجتماعية ومشاركته في مناسبات المواطنين أفراحاً وأحزاناً، وكان - ولا يزال - له دور كبير مع أبناء المملكة ولقائه بهم". وأوضح الغيداني أن علاقة ولي العهد الأمير سلمان مع أهالي الرياض متينة جداً، لأنها بنيت على الطابع الأسري أكثر من الطابع الرسمي، وهو الذي يشعر نحو الأهالي شعور الأب والأخ والصديق لجميع مواطني الرياض وكل بيت في الرياض حظي بزيارة من لدنه، وهو ما أعطى شعوراً عند الناس في الرياض أنهم عائلة واحدة. وبيّن الغيداني أن مجلس ولي العهد الأمير سلمان هو امتداد للتقليد الإسلامي المعروف أو ما يطلق عليه اليوم بسياسة "الباب المفتوح"، وكثير من المواطنين، ولا سيما كبار السن يرون في أن هناك انسجاماً بين نهج الأمير سلمان وأسلوب والده المؤسس الملك عبدالعزيز (يرحمه الله) في استقبال المواطنين وتلمس حاجاتهم، والحرص على حلها، من دون تمييز بين كبير وصغير. وقال الغيداني: "منذ 30 عاماً وأنا أعرف ولي العهد الأمير سلمان وملازماً له، وإلى اليوم وأنا اكتشف مميزات جديدة في شخصيته، وزاد بالقول: "خص الله في ولي العهد الأمير سلمان بخصائص مكنته من الجمع بين الناس وألفتهم بين بعضهم وتقريب أهالي منطقة الرياض من حاضرها وباديتها، منها مخافة الله ثم المعرفة بمعناها الشامل وخبرته في الأنساب، إضافة إلى أنه في المجالات كافة تجد أن الأمير سلمان يتمتع بقدر عالٍ بها". ويبين الغيداني أنه في مجلس ولي العهد الأمير سلمان الأسبوعي تثار قضايا في الشأن العام والمجتمع التي يصغي لها بشكل جيد ويدلي بدلوه، شارحاً وجهة نظره بعمق وتبصر، بعيداً عن قيود البرتوكولات الرسمية كحاكم لمنطقة الرياض ورجل دولة. وأشار الغيداني إلى أن ولي العهد الأمير سلمان في السابق لم يكن أمير منطقة الرياض فقط، وخدماته لم تقتصر على الرياض وحدها، بل إن مواطنين قدموا إليه في إمارة منطقة الرياض في أعوام ماضية كانوا يكنونه ب"أمير المملكة"؛ لكونه كان يستقبل يومياً كل المواطنين القادمين من مختلف مناطق المملكة من شمالها حتى جنوبها ومن شرقها حتى غربها. وذكر الغيداني أن ولي العهد كان يلبي مطالب القادمين إليه من شفاعة ومساعدات مادية أو إنسانية أو طبية، فهو رجل ب"شخصية متكاملة"، فيه من الإنسانية بمعناها الحقيقي الشيء الكثير ومن الحزم بأسمى معانيه والعدل، فكل المعاني الجميلة تجدها في شخصية ولي العهد الأمير سلمان. وكشف الغيداني عن تعمد بعض مراجعي الأمير سلمان إغضابه لأنهم يعرفون أن غضب الأمير سيأتي إليهم بحقهم، وأنه كان يبتسم على رغم ذلك، ولا يفعل أمراً يعكر مزاج مراجعيه، بل إنه يبقى على حلمه وعطفه بهم ويأمر بتلبية حقوقهم ومتطلباتهم كافة فوراً. وتمنى من المجتمع السعودي الدعاء للأمير سلمان أن يمنحه المزيد من العون والتوفيق.