دأب صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع محافظا على ما جرت عليه عادته الأسبوعية في استقبال المواطنين من أهالي منطقة الرياض وغيرها من المناطق الأخرى. ويلتقي الليلة في قصره في المعذر جموعا من المواطنين للسلام عليه، وتناول طعام العشاء على مائدته. وحدد وزير الدفاع مساء الأحد من كل أسبوع لاستقبال المواطنين عوضا عن مساء الاثنين؛ نظرا لارتباطه بانعقاد جلسات مجلس الوزراء التي ستستأنف غدا بعد إجازة عيد الأضحى المبارك. وهي الجلسة الأولى التي يحضرها الأمير سلمان بن عبدالعزيز بصفته وزيرا للدفاع، خلفا لأخيه الراحل الأمير سلطان بن عبدالعزيز (يرحمه الله). واعتاد الأمير سلمان من أعوام عدة على استقبال المواطنين في قصره في المعذر مساء كل اثنين تأكيدا على تواصله مع المواطنين. فكان مجلسه يشهد حضورا اجتماعيا من كل شرائح المجتمع من أمراء، علماء، وزراء، تجار، مثقفين، أدباء، وإعلاميين. وفي هذا الصدد، يقول صاحب السمو الأمير سعود بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، الذي اقترب من شخصية الأمير سلمان بن عبدالعزيز منذ عام 1398 ه ولم يزل «سن الملك عبدالعزيز (يرحمه الله)، سنة حسنة في أبنائه في تقصي أحوال المواطنين وتحسس ظروفهم واحتياجاتهم من خلال اللقاء المباشر بهم، وهو ما خلق علاقة مباشرة ومتينة بين المواطن والمسؤول. والأمير سلمان كان ولايزال مثالا رائعا في التواصل مع المواطنين، إن كان بحكم مسؤولياته الوظيفية أو من خلال مسؤوليته الاجتماعية ومشاركته في مناسبات المواطنين أفراحا وأحزانا، وكان ولايزال له دور كبير مع أبناء الأسرة ولقائه بهم». وأضاف «العلاقة بين الأمير سلمان وأهالي الرياض متينة جدا بنيت على الطابع الأسري أكثر من الطابع الرسمي، وهو الذي يشعر نحو الأهالي شعور الأب والأخ والصديق لجميع مواطني الرياض وكل بيت في الرياض حظي بزيارة من لدنه، وهو ما أعطى شعورا عند الناس في الرياض أنهم عائلة واحدة». مجلسه هو امتداد للتقليد الإسلامي المعروف، أو ما يطلق عليه اليوم بسياسة «الباب المفتوح». وكثيرون يرون فيه الانسجام مع أسلوب والده المؤسس الملك عبدالعزيز (يرحمه الله) في استقبال المواطنين وتلمس حاجاتهم، والحرص على حلها دون تمييز بين كبير وصغير. تتوالى الأعوام والأيام نتداولها، فهذا الديدن استمر لعقود، فالمكان هو المكان.. والأمير سلمان بن عبدالعزيز بقي هاجسه مدينة الرياض، هو محبها وعاشقها وباني نهضتها الحديثة، وأسلوبه في استقبال المواطنين، تكريسه الاهتمام للبت في قضاياهم. فهو صاحب ذاكرة حاضرة ويقظة ذهنية تدقق وتفحص في الوجوه وتربط بين الأحداث وأصحابها. ولم يحدث طيلة العقود الماضية أن تخلف الأمير سلمان بن عبدالعزيز عن استقبال المواطنين إلا في حالات استثنائية، أو خلال أوقات تواجده خارج المملكة. وإذا حدث هذا الاستثناء، فإن الأمير سلمان ينوه عادة في الصحف معتذرا عن استقبال المواطنين قبل يوم لقائه الأسبوعي المعتاد، وهو ما يعكس حرصه في تواده ووشائجه مع مواطنيه. يتوافد على قصر الأمير سلمان بن عبدالعزيز خلال لقاءاته شرائح متنوعة من المواطنين، ولا تطرح القضايا في مجلسه لأن الأمير سلمان لا يحبذ صفة الرسمية في جلسته الأسبوعية عندما كان أميرا للرياض؛ تأكيدا على حميمية اللقاء وأجوائه التي يداعب فيها الأمير سلمان مواطنيه، بل إن الطروحات الاجتماعية هي التي تسود اللقاء. في إحدى جلسات الأمير سلمان الأسبوعية تقدم رجل بشكوى كونه أمير منطقة الرياض، فما كان منه إلا أن طيب خاطر الشاكي، وقال له «ليست هذه الجلسة مكانا لاستقبال القضايا الرسمية، ويمكنك مراجعتي صباح الغد في قصر الحكم». وفي مجلس الأمير سلمان الأسبوعي تثار العديد من قضايا الشأن العام والمجتمع التي يصغي لها بشكل جيد ويدلي بدلوه، شارحا وجهة نظره بعمق وتبصر، بعيدا عن قيود البرتوكولات الرسمية كحاكم لمنطقة الرياض ورجل دولة. ووزير الدفاع هو الابن ال25 للملك المؤسس، مرجعية لتاريخ الدولة السعودية بكل مراحلها ومتابعا نهما لجميع القضايا المحلية والإقليمية والدولية. إذ أنه يمتلك رصيدا معلوماتيا وذاكرة استثنائية فريدة لا يجاريها أحد. وللدلالة على ذلك، قدم مواطن من إحدى محافظات الرياض يوما إلى مكتبه يشكو جهة حكومية، قال له الأمير سلمان وسط جمع من المراجعين في مكتبه قبل انتقاله إلى قصر الحكم بعامين «أولم تأتني قبل عام في نفس القضية، وأحلتك للشرع ليفصل في قضيتك».. وهو ما يعني أن الأمير سلمان يمتلك استحضارا وسرعة بديهة لا تتوافر إلا في الرجال العظام ممن في قامة سلمان بن عبدالعزيز. وعلى مدى عقود عاصر الأمير سلمان بن عبدالعزيز ملوك المملكة، بدءا من عهد والده الملك المؤسس، مرورا بمن خلفوه من أبنائه من بعده الملوك: سعود، فيصل، خالد، وفهد، يرحمهم الله، إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وهو ما أكسبه تجربة ثرية في شؤون الدولة والمجتمع ليحظى بثقة خادم الحرمين الشريفين وتسميته وزيرا للدفاع.