واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيدها العسكري ضد قطاع غزة خلال الساعات الأخيرة، فقتلت أربعة فلسطينيين، إضافة إلى شهيدي أول من أمس، ما يرفع عدد الشهداء إلى ستة خلال ال 48 ساعة الماضية، فضلاً عن شهيدين يُعتقد أنهما مصريان وجدا عند الحدود المصرية - الإسرائيلية قرب معبر كرم أبو سالم جنوب شرقي مدينة رفح جنوب قطاع غزة. ورداً على التصعيد الإسرائيلي، أطلقت «»كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، عشرة صواريخ «غراد» على مواقع إسرائيلية، وذلك في خروج عن التهدئة المعلنة التي التزمتها لأشهر خلت. وأعلنت مصادر طبية فلسطينية أمس أن طواقم الإسعاف انتشلت صباح أمس جثماني شهيدين سقطا في منطقة «كيسوفيم» في دير البلح وسط القطاع، وذلك بعد ساعات على استشهاد مواطنين ليل الاثنين - الثلثاء في منطقة السكة في بلدة بيت حانون شمال شرقي القطاع. وقالت مصادر محلية إن طائرة استطلاع من دون طيار أطلقت صاروخاً صوب مجموعة من المواطنين في منطقة السكة، ما أدى إلى استشهاد مواطنين، أحدهم من حركة «حماس»، وإصابة 3 آخرين بجروح. وهذه الغارة هي الثانية التي تستهدف البلدة نفسها، إذ قتل في وقت سابق ناشطان في حركة «الجهاد الإسلامي» بعد استهدافهما بغارة جوية بينما كانا على متن دراجة نارية. وتأتي الغارتان بعد ساعات من تسلل مجموعة مسلحة من مصر إلى إسرائيل أسفرت عن سقوط شهيدين من المهاجمين وعامل عربي إسرائيلي كان يعمل في تشييد الجدار الفاصل الإسرائيلي على الحدود مع ومصر. ورداً على الغارات الإسرائيلية، أعلنت «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، مسؤوليتها عن إطلاق عدد من الصواريخ على عدد من المواقع الإسرائيلية. وقالت إنها «تمكنت من قصف مغتصبة رعيم الصهيونية بعشرة صواريخ غراد ... رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلية المتكررة». وأشارت إلى «جاهزية مجاهدينا للرد على العدوان الإسرائيلي والتصدي لأي حماقة يقدم عليها الاحتلال الغاصب بكل ما في حوزتنا من وسائل». واعتبرت أن «العدو الصهيوني يتغوّل على شعبنا يوماً بعد يوم، وينفذ سياسته الإجرامية الممنهجة ضد أهلنا وأرضنا في قطاع غزة الصامد المجاهد، وسيدفع العدو ثمن ذلك». وأشارت إلى «ارتفاع وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية الشهر الأخير في شكل ملحوظ». كما أعلنت «كتائب أبو علي مصطفى»، الجناح العسكري ل «الجبهة الشعبية» في بيان «مسؤوليتها عن استهداف موقع عسكري للاحتلال شرق غزة بخمس قذائف هاون»، موضحة أن ذلك يأتي في إطار «الرد الطبيعي على العدوان المتواصل على شعبنا». من جهتها، أعلنت اسرائيل حال الطوارئ أمس في البلدات الإسرائيلية الواقعة في مرمى الصواريخ الفلسطينية بعد سقوط عدد من الصواريخ قرب مدينة عسقلان شمال القطاع وبلدات أخرى شرقه، من دون وقوع مصابين أو أضرار. وأصدرت قوات الاحتلال تعليمات إلى سكان المنطقة الحدودية باللجوء إلى الملاجئ والغرف الواقية من الصواريخ. إلى ذلك، كشف تقرير للقناة الإسرائيلية العاشرة ليل الاثنين - الثلثاء تفاصيل العملية العسكرية التي نفذت فجر أول من أمس قرب معبر كرم أبو سالم على الحدود المصرية - الإسرائيلية. وقال إن «منفذي العملية فجروا عبوة ناسفة على السياج الأمني وكانوا يخططون لزرع عبوة أكبر حتى تأتي وحدة من الجيش الإسرائيلي وتفجيرها، كي تكون عملية ذات أهمية كبيرة». وأضاف أن «منفذي العملية على الأرجح من بدو سيناء، وليست لحركة الجهاد الإسلامي أو حماس يد في العملية، ومن المستحيل ربط العملية بقطاع غزة»، مشيراً إلى أن «أوساطاً في الحركات الإسلامية المصرية تسعى إلى توتير الوضع بين إسرائيل ومصر». ونفت مصادر عسكرية إسرائيلية أن يكون هدف العملية أسر جندي إسرائيلي لمبادلته بأسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال. من جانبها، كررت إسرائيل مطالبتها مصر ب «تطبيق السيادة المصرية على سيناء» في أعقاب عملية التسلل، وقال رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال بيني غانتس خلال جوله له أمس على الحدود مع مصر، إن أعمال بناء الجدار على الحدود الجنوبية لإسرائيل مع مصر تتواصل بوتيرة جيدة على رغم حوادث إطلاق النار على إسرائيليين من سيناء». وأضاف أن ثمة مشكلة أكبر من «المشكلة العملانية... تتمثل في حقيقة ما يجري داخل سيناء حيث تتزايد عمليات إطلاق النار وحيث يتم بناء قاعدة إرهابية... وعليه، فإننا نتوخى من مصر فرض سيادتها في سيناء». ونقلت صحيفة «معاريف» عن أوساط عسكرية رفيعة المستوى توصيفها لمنطقة سيناء بأنها «تتحول تدريجاً إلى جنوب لبنان آخر... لكن مع فارق جوهري واحد هو أن إسرائيل تتعامل مع المشكلة في منطقة الحدود الجنوبية مع دولة يربطها بها اتفاق سلام (مصر)، بينما تتعامل في منطقة الحدود الشمالية في غياب دولة، في مقابل حزب الله». وتابعت أن «المداولات التي شهدتها المؤسسة الأمنية في الأيام الأخيرة خلصت إلى تقديرات مفادها أن سيطرة «الإخوان المسلمين» على الحكم في مصر «من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد التوتر في منطقة الحدود الجنوبية»، مضيفة أنها لا ترى النظام المصري الجديد يسارع إلى معالجة الأوضاع المتدهورة في سيناء حيال انشغاله بقضايا داخلية. شرطي من "حماس" يتفقد آثار غارة اسرائيلية دراجة نارية في دير البلح (رويترز)