قتلت فرقة خاصة من الجيش الجزائري أمس، 3 مسلحين تحصّنوا في مسكن عائلي في بلدة أولاد رياح في ولاية تلمسان (500 كلم غرب البلاد) في عملية نوعية لم تشهدها المنطقة من قبل، وذلك بعد حصول قوات الأمن على معلومات استخباراتية عن تسلل متشددين إلى البلدة القريبة من الجبال المحاذية للحدود مع المغرب. وأشارت المعلومات إلى تحرك تنظيم إرهابي قوامه 20 مسلحاً في منطقة الحدود الغربية، حيث مشّط الجيش أدغال وادي يسّر، بخاصة المكان المسمى تيلوة، القريب من الحدود مع ولاية سيدي بلعباس. ويُعتقد أن المسلحين الثلاثة ينتمون للمجموعة التي نفذت الهجوم الدامي ضد حامية عسكرية في غرب البلاد، وأودت بحياة 7 جنود قبل نحو شهر، واللافت أن منفذي العملية ابتعدوا عن المواقع التقليدية لنشاط السرايا المرتبطة بتنظيم «القاعدة» لاسيما في منطقة القبائل واختاروا سيدي بلعباس التي كانت مجرد ممر للعناصر الإرهابية. وذكر شهود أن أحد الإرهابيين الذين قُتلوا كان ينشط في جبال ميزاب (غرداية) والتحق بالجماعات المسلحة في عام 1994 وكان يتردد على مسقط رأسه، فنصبت قوات الأمن مكمناً له انتهى بقتله رفقة ابن أخيه صاحب المنزل إثر تبادل للنار دام لساعات. وعُلِم أن عائلة المعني حاولت مرات عدة إقناعه بتسليم نفسه وترك العمل المسلح ولكن من دون جدوى. فقضى الجيش عليه في عملية «أولاد رياح» برفقة ابن أخيه ومسلح آخر متحدر من ولاية سيدي بلعباس. ولم تُسجَّل أي خسائر في صفوف القوات الحكومية، اذ لم تستغرق عملية الاقتحام سوى بضع دقائق وتمّت من دون أن يشعر سكان البلدة، سوى بعد مغادرة سيارة الإسعاف التي نقلت جثث المسلحين. من جهة أخرى، اعتقلت القوات الفرنسية العاملة في مالي 3 «جهاديين» في تومبوكتو شمال البلاد. وقال مصدر في القوات الفرنسية إن المشتبه بهم الثلاثة «كانوا يشكلون خلية في القطاع». ومن بين المعتقلين شخص مقرب من الجزائري يحيى أبو همام، قائد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في الساحل. في المقابل، (أ ف ب) دعت الرباطالجزائر أمس، إلى الانخراط في محاربة الجرائم العابرة للحدود، «بخاصة تجارة المخدرات من دون أي مزايدة عقيمة»، وذلك على خلفية الاتهامات الجزائرية المتوالية للمغرب بإغراقها بالمخدرات التي تُستَعمل عائداتها في تمويل الجماعات الإرهابية. وأسفت الرباط ل «عدم وجود أي اتصال أو لقاء أو تبادل للمعلومات بين المسؤولين الجزائريين والمغربيين»، مشيرةً إلى أن «التعاون المثالي مع إسبانيا، حقق نجاحاً معترفاً به، وقد يشكل مصدر إلهام» للجانبين.