أكد مستثمرون وعاملون في قطاع السفر والسياحة السعودي أن الاضطرابات السياسية التي تشهدها دول عربية، حرمت السياح السعوديين من وجهات سياحية رئيسة خلال الصيف. وتوقع هؤلاء في حديثهم إلى «الحياة» حدوث انخفاض في أعداد المسافرين بنسبة تصل إلى 35 في المئة، نتيجة لقلة عدد أيام الإجازة قبل رمضان وانحسار الخيارات المتاحة في الدول الأوروبية الغالية التكاليف، مشيرين إلى أن ماليزيا وبريطانيا وفرنسا هي أبرز الوجهات في هذا الصيف. وقال المدير العام لمجموعة «الطيار» للسفر والسياحة، ناصر الطيار، إن الاضطرابات السياسية ألقت بظلالها على سوق السفر فقلّصت من الخيارات السياحية أمام المسافر السعودي وأجبرته على التوجه نحو أوروبا والدول الآسيوية. وأضاف ان «الثورات العربية كان لها تأثير كبير في سوق السفر، إذ كانت مصر من أكثر وجهات السفر التي يذهب إليها السياح السعوديون، لكن عدم وجود الأمن بعد الاضطرابات السياسية تسبب في عزوفهم عن الاصطياف فيها، وكذلك الحال مع سورية وتونس ولبنان». وتوقع أن يشهد هذا العام نقصاً في أعداد السياح السعوديين في الخارج بنسبة تزيد على 35 في المئة، نتيجة لقلة عدد أيام الإجازة قبل رمضان. وتابع أن في العام الماضي كان عدد السياح السعوديين نحو خمسة ملايين سائح، واعتقد أنهم لن يزيدوا في صيف العام الحالي عن ثلاثة ملايين سائح، وأن ظروف سوق السفر العربية هذه المرة تختلف عن قبل. وأشار إلى أن بكتيريا الخضار التي انتشرت في أوروبا لم يكن لها أي تأثير في إقبال السعوديين على الدول الأوروبية، خصوصاً بعد أن أعلنت تلك الدول تقلّص مخاطر هذا المرض وانحساره. ووافقه الرأي المدير العام لوكالة «الرياض» للسفر والسياحة، وليد السبيعي، الذي اوضح ان عدد المسافرين السعوديين إلى أوروبا ارتفع هذا العام لندرة الوجهات السياحية عربياً. وتابع: «ستكون ماليزيا وتركيا وبريطانيا وفرنسا، إضافة إلى سويسرا وإيطاليا، أبرز الوجهات السياحية للمسافرين السعوديين»، مؤكداً أن الثورات السياسية التي شهدها الوطن العربي مطلع العام الحالي حرمت السياح السعوديين والخليجيين من خمس وجهات سياحية، هي القاهرة وشرم الشيخ والإسكندرية وسورية وتونس، بسبب ضعف الأمن. ونفى أن يكون هناك انخفاض في عدد المسافرين، مبيناً أن عددهم سيزداد بسبب وجود موسمين للسفر هذا العام، أحدهما تموز (يوليو) الذي يسبق شهر رمضان، والموسم الثاني في عيد الفطر، متوقعاً أن يصل عددهم في موسم الصيف إلى مليوني سائح سعودي في الخارج. وأكد الاستشاري السياحي في وكالة «صقور زهران» للسفر والسياحة عبدالله الشاطري أن الوجهات الأوروبية كانت تقتصر على نخبة معينة من المسافرين الميسورين، لكن هذه المرة شهدت إقبالاً كبيراً من جميع الفئات، إضافة إلى ماليزيا ودبي التي توفر للمسافرين السعوديين الراغبين بيئة محافظة.