أكد عضو نادي الرياض الأدبي بندر بن عثمان الصالح أن الوطن لم يفقد نايف الوزير، بل فقد نايف المثقف والمفكر والمعلم والمربي. وأضاف الصالح: «لن أتكلم عن جهود نايف الأمنية، لكن سوف أتطرق إلى الجوانب الحية الأخرى في حياته، وهي الجوانب الاجتماعية والثقافية والتربوية، إذ كان حريصاً على أبنائه جداً، حيث كان يتابعهم ويتابع دراستهم ويأتِ بنفسه للمدرسة للسؤال عنهم، ويتابعهم في جميع المواد حتى في اللغة العربية، وفي المواد العلمية، إذ كانت المدرسة التي كان يدرس فيها أبناؤه هي معهد الأنجال، وأصبحت الآن معهد العاصمة، حيث كان يتعامل مع أبنائه أباً ومعلماً، إضافة إلى متابعته تحصيلهم الدراسي في المنزل»، وأشار الصالح إلى ثقافة الأمير نايف: «كان رحمه الله بحراً في مختلف العلوم في التاريخ وفي جغرافية المملكة العربية السعودية، كان مثقفاً ثقافة مبنية على رزانة عقل، ثقافة أخذ توجيهاتها الأبوية من تربية الملك عبدالعزيز رحمه الله، ثم أخذها من المجتمع الذي يعيش فيه، يجالس المعلمين ويجالس العلماء ويجالس المفكرين، ويجالس الأدباء، فهو إذا جالس المفكر أو الأديب يتجاذب معه الحديث ينسجم معه المفكر يجد بحراً من الفكر، بحراً من الطراز الأول استطاع أن يملك المفكرين والأدباء في الأدب السعودي من خلال قدرته على الاستماع والتعبير بمستوى المتكلم نفسه»، وتابع الصالح: «هذا الكلام عن الأمير نايف حقيقي، وليست فيه مجاملة، وأنا لست موظفاً عنده ولست أعمل في وزارة الداخلية، أنا حقيقةً جلست معه كثيراً، وانتقلتْ ثقافته كلها إلى أبنائه من خلاله كأب وكمعلم. الأمير نايف عند الحديث عنه يجب أن يكون الحديث عنه كرجل تربوي من الطراز الأول، يجب ألا نأخذ فقط الشق الأمني أو الوطني فقد عرف عنه نحو 60 عاماً في المجال الأمني، استطاع أن يجد له مجالاً آخر يملك فيه الآخرين في مجتمع متكدس يضم الأدباء والمعلمين والمفكرين والعلم، والأمير نايف كان يكرر عبارة جميلة جداً، هي أنه ليس لدينا شيء اسمه رجال دين في قواميس المملكة، نحن جميعنا علماء دين، هذه الكلمة كان يمقتها ولا يحب أن يسمعها، حيث يقول لا يوجد شيء اسمه رجال دين، كلنا رجال دين في المملكة، وله بصراحة مقولات كثيرة جداً مشرفة في الفكر وفي الأدب، رجل قارئ من الطراز الأول، فنحن فقدنا معلماً ومربياً».