في مواجهة تنامي النفوذ التجاري للصين في أفريقيا، كشف الرئيس الأميركي باراك اوباما استراتيجيته الخاصة بتنمية افريقيا من اجل ترسيخ الأمن والديموقراطية، في شكل يوازي جهود محاربة تنظيم «القاعدة» الذي يسعى الى تكثيف نشاطه من مالي الى الصومال، ما حتم زيادة الجيش الأميركي منذ العام 2007 طائرات التجسس التابعة له في بلدان شمال شرقي افريقيا. وتهدف الاستراتيجية الى تشجيع تنمية الامكانات الاقتصادية «الهائلة» للقارة لاخراج ملايين من سكانها من دائرة الفقر، وهي تركز على اربع نقاط: تعزيز المؤسسات الديموقراطية وتحفيز النمو والاستثمارات واعطاء السلام والأمن اولوية وتشجيع التنمية. واكد اوباما، أول رئيس للولايات المتحدة من أصول افريقية، اهمية افريقيا لبلاده وأمن المجتمع الدولي وازدهاره، علماً ان استراتيجيته الجديدة اتت بعد نحو ثلاث سنوات على تحديده اولوياته الخاصة بالقارة خلال رحلة اليها، كانت الوحيدة له اثناء ولايته. وفيما شدد البيت الابيض على التقدم الذي تحقق في افريقيا خلال ولاية اوباما «عبر مواكبة ولادة دولة جنوب السودان، ودعم عودة الديموقراطية في ساحل العاج، وارسال قوات خاصة لمساعدة القوات الافريقية في اعتقال المتمرد الاوغندي جوزف كوني»، لمّح مسؤول في ادارة أوباما رفض كشف اسمه، الى احتمال اضطلاع الصين بدور لتأمين سلام دائم في السودان. كذلك، اعلن البيت الابيض «تجاوب اوباما مع الأزمات الانسانية التي عصفت بالقرن الأفريقي والساحل»، مذكّراً باعلانه الشهر الماضي خطة غذائية وزراعية قيمتها ثلاثة بلايين دولار لمساعدة القارة. وتجاوز حجم التبادل التجاري بين الصين وافريقيا 120 بليون دولار في 2011، في مقابل 82 بليون دولار بين الولاياتالمتحدة والقارة، ما يجعل الصين تقدم رأسمالاً يشكل «حاجة حيوية» للاقتصاد الأفريقي يتوقع ان تعززه باستثمارات جديدة وعلاقات اقتصادية اوسع. واكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن اوباما يؤمن «ايماناً عميقاً» بمستقبل افريقيا. وشددت على ان ستة او سبعة من اقتصادات القارة حققت اعلى نمو في العقد الأخير، وقالت: «اريد ان يسمع جميع الأميركيين خصوصاً ارباب الأعمال ان افريقيا تجلب افضل نسبة عائدات للاستثمارات غير المباشرة في العالم». وزادت: «في الولاياتالمتحدة يستهوينا الوصف الذي يطلق علينا بأننا بلد يتيح فرصة للجميع، وهذا واحد من عناصر عزتنا الوطنية. وفي القرن الحادي والعشرين، ستتأمن فرصة للجميع في افريقيا».