الرياض، بيروت، اسطنبول، دمشق، جنيف - «الحياة»، اف ب، رويترز، ا ب - بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، خلال اتصال هاتفي تلقاه من الرئيس الاميركي باراك اوباما امس في العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة. وذكرت «وكالة الانباء السعودية» انه تم عرض الأوضاع الراهنة في الساحتين الإقليمية والدولية. وتواصلت الاشتباكات بين قوات النظام السوري والمعارضة واوقعت أمس 25 قتيلاً وفق «المرصد السوري» في مختلف انحاء البلاد أمس وبقي الحل السياسي بعيداً عن التوقعات بانتظار الاجتماع المتوقع لمجموعة الاتصال الدولية الخاصة بسورية نهاية الشهر الجاري في جنيف وسط انباء عن اجتماع فصائل غالبية المعارضة السورية اليوم وغداً في اسطنبول. وبدأ نهار أمس بتفجير انتحاري اوقع 14 جريحاً قرب مقام السيدة زينب في دمشق ودخول فريق من المراقبين الدوليين الى مدينة الحفة في الشمال الغربي لسورية حيث لم يجد فيها اثراً للبشر بل «مدينة محروقة ومدمرة». واصدرت منظمة العفو الدولية أمس تقريراً ذكرت فيه إن القوات الحكومية السورية تقتل المدنيين في هجمات منظمة على بلدات وقرى فيما يصل إلى حد الجرائم ضد الانسانية. وقال مراسلان لوكالتي «رويترز» و»اسوشيتدبرس» رافقا قافلة المراقبين الى بلدة الحفة «إن المراقبين وجدوا البلدة مهجورة والمباني الحكومية محترقة والمتاجر منهوبة وعثروا على جثة في الشارع من دون سكان على الاطلاق». وقالت المنظمة، في تقرير من 70 صفحة تناول مذابح في أماكن أخرى، بعدما زار باحثون تابعون للمنظمة 23 بلدة وقرية في محافظتي حلب وإدلب بين نيسان (ابريل) وايار (مايو) وأجروا مقابلات مع أكثر من 200 شخص، بينهم كثيرون قتل أقارب لهم أو دمرت منازلهم، إنها توصلت إلى نماذج متكررة من الوحشية ضد المدنيين خلال شهرين من زيارات من دون تصريح إلى مناطق القتال. وقالت دوناتيلا روفيرا، مستشارة المنظمة لوكالة «رويترز»: «في كل بلدة وقرية ذهبت إليها كان هناك نمط مشابه... الجنود يدخلون بأعداد كبيرة ويقومون بمداهمات قصيرة لكنها وحشية للغاية ويقومون بعمليات اعدام خارج القانون لشبان، ويحرقون منازلهم، ومن يعتقلونهم يتعرضون للتعذيب في الحجز». وقدمت المنظمة «مزيداً من الأدلة على أن أعمال القتل غير القانونية والمتعمدة جزء من هجوم منظم وواسع النطاق ضد السكان المدنيين يُنفذ بطريقة منظمة وفي إطار سياسة الدولة لذا فإنها تصل إلى حد الجرائم ضد الانسانية». وفي جنيف، قال ديبلوماسيون إن القوى الكبرى تعمل لعقد «اجتماع ازمة» في شأن سورية في جنيف في 30 حزيران (يونيو) لمحاولة إعادة خطة متعثرة للسلام الى مسارها الصحيح. وقال احد الديبلوماسيين «ان مشاركة ايران نقطة شائكة في طريق تنظيم الاجتماع». وامتنع احمد فوزي الناطق باسم الوسيط الدولي - العربي كوفي أنان عن تأكيد الموعد. وفي كابول، حض وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ روسياوايران على ممارسة نفوذهما على سورية لانهاء النزاع. والتقى هيغ مع نظيريه الروسي والايراني في كابول على هامش مؤتمر حول مستقبل افغانستان واكد ضرورة تطبيق خطة انان. وجاء في بيان لوزارة الخارجية البريطانية ان «وزير الخارجية طلب من روسيا ممارسة كامل نفوذها على النظام السوري للتوصل الى حل سلمي للوضع من خلال عملية سياسية، وان هيغ ابلغ نظيره الروسي سيرغي لافروف انه يرحب مبدئيا بخطة موسكو لعقد مؤتمر دولي بشان سورية، الا ان مشاركة ايران في المؤتمر قد لا تكون ممكنة». وقال هيغ «ان روسيا ترغب على ما يبدو في حل الازمة الا ان موقف ايران مختلف، ولذلك فان مشاركتها في اي مؤتمر امر صعب». وذكرت الخارجية البريطانية ان هيغ دعا ايران، في لقاء وصفته بانه وجيز، الى «استخدام نفوذها لدعم التطبيق التام لخطة انان». وفي اسطنبول، يجتمع ممثلون عن مختلف تيارات المعارضة السورية اليوم وغداً للبحث في سبل تجاوز الخلافات ما بين فصائل معارضة للنظام السوري. وقالت مصادر «ان اعضاء اللجنة التنفيذية للمجلس الوطني السوري والمجلس الوطني الكردي ومجموعات صغيرة مثل تلك التي يقودها زعيم احدى العشائر نواف البشير، سيشاركون في الاجتماع الذي سيبحث في سبل انهاء حالة التشرذم في صفوف المعارضة قبل مؤتمر كبير للمعارضين السوريين سيُعقد في القاهرة تحت رعاية الجامعة العربية» في موعد لم يتقرر بعد. وقال مصدر ديبلوماسي تركي ان ممثلين من «مجموعة تنسيق» من بلدان عربية وغربية ستجري اتصالات مع المعارضة السورية لمناسبة هذا الاجتماع الذي سيعقد في ظل الرئيس الجديد للمجلس الوطني عبد الباسط سيدا. وبث تلفزيون «رويترز» فيلماً وثائقياً قال فيه ان حفلة زواج ثلاثة عرسان، في بلدة سرمدا قرب ادلب، تحولت الى تظاهرة صاخبة مناهضة للرئيس بشار الأسد شارك فيها «الجيش السوري الحر» الذي تولى تأمين الحفلة. وقال أحد العرسان الثلاثة «الجيش الحر يشاركنا فرحتنا وان شاء الله وباذن الله ندعي له من كل قلوبنا انه يشارك كل السوريين فرحتهم بالنصر الكبير».