الشدة لباس تقليدي مشهور في مدينة تلمسانالجزائرية التي تقع في أقصى الغرب الجزائري. تتزين به العروس يوم زفافها. ويصل وزن هذا اللباس إلى 15 كلغ، لأنه مرصع بكثير من المجوهرات ومطرز بخيوط ذهبية. ويبلغ سعره حوالى 4 آلاف دولار. ويعتبر لباس الشدة أرقى لباس تقليدي في حضارة الزيانيين، ويعود تاريخه إلى القرن الحادي عشر. يتكون من فستان حريري واسع الأكمام مصنوع من قماش رقيق وشفاف يسمى القطيفة، ومنمق بحبات من اللؤلؤ ومرصع بالبرقة والدانتيل المطرز الذي يطلق عليه التلمسانيون الفتلة، وهو خيط ذهبي يصنع في تلمسان ذاتها. وسمي هذا الثوب بالشدة لكون الخيوط والمجوهرات مشدودة ومتماسكة بعضها مع بعض. وللباس الشدة تاج ملكي مخروطي الشكل، يطرز بالفتلة ويغطى الجزء السفلي منه بقلادة من الذهب الخالص. ويزين بالأحجار الكريمة مثل الياقوت والزمرد والألماس ويرفق على مستوى العنق بقلادة. أما الأذنان فتزينان بأقراط مخرزة كبيرة الحجم تسمى بالقرص، ويوضع حول الخصر منديل يسمى المثقلة، يتميز بخيوط ذهبية عريضة. وفي منطقة الصدر يلبس قفطان قصير يطلق عليه الجوهر، وهو مرصع بنحو 50 صنفاً من المجوهرات التلمسانية التقليدية الذهبية التي تسمى الزرارف. أما الشاشية وهي القبعة التي توضع على الرأس، فلها نوع آخر من التطريز يسمى المجبود وهو خيط رفيع جداً ذو لون ذهبي. والواقع أن لباس الشدة يتألف من 12 قطعة متناسقة فيما بينها ومحكمة أبرزها الشاشية والقفطان والبلوزة. وصنفت الشدة لباساً إنسانياً عالمياً من جانب منظمة اليونسكو عام 2012، لقيمته التاريخية والجمالية والحضارية، ولأنه لباس ملكي كان يرتديه قديماً الملوك الزيانيون في المدينة العريقة. ومن مزايا هذا اللباس أنه يجمع بين حضارات عدة تعاقبت على مدينة تلمسان وشكلت في نهايتها الشدة التلمسانية. فالفوطة مثلاً هي من الحضارة الأمازيغية فيما أصل القفطان من الحضارة العثمانية و البلوزة من الحضارة العربية، في حين أن الشاشية من الحضارة الأندلسية. واستطاع الزي أن يحتفظ بكل هذه المكونات عبر الأجيال. الشدة زي توارثه التلمسانيون عبر الأجيال وصانوه من رياح التغيير فبقي أحد مصادر فخرهم واعتزازهم.