إنتقدت وزارة الخارجية السورية، اليوم الثلاثاء، تدخل الإدارة الأميركية "السافر" في الشؤون الداخلية السورية، ودعمها المعلن للمجموعات "الإرهابية المسلحة". ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر مسؤول في الخارجية السورية أن "الإدارة الأميركية تابعت تدخلها السافر في الشؤون الداخلية للجمهورية العربية السورية ودعمها المعلن للمجموعات الإرهابية المسلحة والتغطية على جرائمها وتشويه الحقائق حول سورية في الأممالمتحدة وممارسة أقصى درجات الإبتزاز على دول العالم والمجتمع الدولي لمحاصرة سورية واستهداف مواقفها وصمودها ودفاعها عن الشعب السوري ومؤسساته". وأضاف المصدر "لقد انعكس ذلك في تصريحات تصعيدية خلال الأيام الأخيرة بشكل خاص إنسجاماً مع التصعيد الذي يقوم به الإرهابيون في مختلف أنحاء سورية وقتلهم للعشرات من الأبرياء وهجماتهم الإرهابية على عدد من المدن السورية بما في ذلك مدينة الحفة و غيرها". وأوضح أن "هذه التصريحات تجلّت في أبشع صورها من خلال البيانات التي صدرت عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية بتاريخ 11-6-2012 والتي ادعت فيها قلق الإدارة الأميركية على الأوضاع في عدد من المدن السورية". وقال المصدر إن "تصريحات المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية التي أعربت فيها عن قلق الولاياتالمتحدة من إحتمال إرتكاب مجزرة جديدة في الحفة، إنما تدعو فعلاً إلى القلق من إحتمال قيام مجموعات مسلحة بارتكاب مثل هذه المجزرة كما تبيّن من الإتصالات الهاتفية التي جرت بين المجموعات المسلحة وقياداتها في تركيا". وأكد أن هذه "التصريحات الأميركية تقلب الحقائق وتزوّر ما يجري على الأرض وتشجع المجموعات الإرهابية المسلحة على ارتكاب مزيد من المجازر والعنف والإرهاب ليس في الحفة فحسب بل في جميع أرجاء سورية". وأشار المصدر الى أنه "عندما تقوم هذه المجموعات المسلّحة بمهاجمة الحفة والإعتداء على سكانها وحرق المؤسسات العامة وتدمير المدارس وتعطيل إمتحانات الشهادات العامة وطرد السكّان الآمنين من منازلهم وإغلاق المؤسسات الحكومية بالقوة، لا نرى من المتحدثين الأميركيين سوى تجاهل من يقوم بهذه الأعمال الوحشية والتغطية عليها وممارسة التضليل الإعلامي لصالح المسلحين تحت عناوين مختلفة لتشويه ما يجري على أرض الواقع في سورية". وشدّد على أن "مَن يدعم المجموعات المسلحة بالمال والسلاح ويغطي على جرائمها، إنما يساهم بشكل مباشر في سفك الدم السوري مهما أعلن من تصريحات". وأشار المصدر إلى أن "خطة المبعوث الدولي كوفي أنان طالبت جميع الأطراف بوقف العنف واستجابت الحكومة السورية لذلك، لكن المجموعات المسلحة التي تدعمها أميركا وعدد من عملائها في المنطقة أعلنوا منذ البداية تشكيكهم بخطة أنان وعملوا مع حلفائهم في المجموعات المسلحة على انتهاك بنود هذه الخطة". وأضاف أن "التفاهم الأولي الذي تم التوقيع عليه بين الحكومة السورية والأممالمتحدة بتاريخ 19-4-2012 ينص على حق الحكومة السورية في استخدام قواتها للحفاظ على الأمن والقانون والنظام كما ينص على وقف كل أعمال العدوان من قبل المجموعات المسلحة والعناصر ذات الصلة على تشكيلات وقواعد الجيش العربي السوري وكذلك على وقف أعمال العدوان على مؤسسات ومباني الحكومة وبناها التحتية وعدم إعاقة إستئناف تقديم الخدمات العامة". وأكد المصدر أن "التفاهم الأولي يفرض على المجموعات المسلحة الإلتزام بوقف كل الأعمال غير القانونية وفقاً للقانون السوري ومن ضمنها الإغتيالات والخطف وتخريب الممتلكات العامة والخاصة، وكذلك الكف عن إبراز السلاح بكل اشكاله وجوانب أخرى كثيرة يبدو أن الجانب الأميركي والمجموعات المسلحة لا يجهلونها لكنهم لم ينفذوا حرفاً واحداً منها منذ وصول بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا وحتى الآن". وتابع المصدر"أنه وانطلاقاً من مسؤوليتها أمام شعبها وحرصها على سيادة سورية وصيانة إستقلالها ووحدتها وسلامة أرضها كما ورد في قرار مجلس الأمن 2042، فإن الحكومة السورية توضح أنها لم تمارس إلا دورها ومسؤولياتها في الحفاظ على أمن وسلامة مواطنيها". وكرّر التأكيد على أن "إحترام الحكومة السورية لخطة المبعوث الدولي كوفي أنان واستعدادها لتنفيذ إلتزاماتها وممارسة مسؤولياتها بما ينسجم مع المهام الملقاة على عاتقها، ولن تسمح للمجموعات المسلحة ومن يدعمها في الداخل والخارج بالإعتداء على المراقبين الدوليين أو تهديدهم ومنعهم من ممارسة مهامهم كما فعلت المجموعات المسلحة وحماتها". وأكّد المصدر "حرص سورية على أمن شعبها وتوفير الحماية له حتى تحقيق الأمن والإستقرار في أنحاء سورية كافة".