كشف المدير العام لميناء جدة الإسلامي الكابتن ساهر طحلاوي، عن خفض أعداد الحجاج والمعتمرين والزوار القادمين إلى ميناء جدة الإسلامي إلى نسبة ال60 في المئة، إذ كانت تقدر أعدادهم قبل عام 1425 وهي السنة التي وقعت فيها حادثة عبارة السلام (95) ،أكثر من مليون حاج أو معتمر أو زائر، فيما لا يزيد عددهم الآن عن 400 ألف حاج. ولفت طحلاوي في حوار مع «الحياة» إلى أن أعداد الرحلات السياحية القادمة إلى الميناء محدودة جداً، داعياً إلى تكثيفها خصوصاً وأن مدينة جدة من أهم الوجهات السياحية في المملكة. وعزا مدير ميناء جدة الإسلامي الاشتراطات الأمنية المكثفة في الميناء إلى الاشترطات العالمية التي يتطلبها رسو سفن الركاب والبضائع. فإلى تفاصيل الحوار: بداية هل هناك امتداد للشراكة بين المؤسسة العامة للموانئ والقطاع الخاص في إقامة مشاريع مثل محطة بوابة البحر الأحمر للحاويات؟ - في البداية سأتحدث عن محطة الحاويات، وهي أحدث محطة حاويات تم إنشاؤها في ميناء جدة الإسلامي بنظام (BOT ) الذي تنفذ بموجبه أهم محطات الحاويات في الموانئ المحورية الإقليمية والعالمية (البناء والتشغيل وإعادة التمليك) للدولة ممثلة في المؤسسة العامة للموانئ من قبل شركة البحر الأحمر المحدودة وبأحدث المواصفات والمعايير الهندسية والفنية، وتحتوي على أربعة أرصفة بطول 100.50 متر، وهي ذات غواطس (أعماق) تصل إلى 18 متراً، وجُهزت بأحدث معدات المناولة على السفن «الأوناش» الجسرية المتحركة (GANTRY CRAEN)، وهي تناول السفن الأحدث جيلاً والتي تتجاوز أطوالها 370 متراً، وبعرض يستوعب مالا يقل عن 22 حاوية وحمولة تتجاوز 14 ألف حاوية قياسية، وتصل حمولة «الونش» الواحد 85 طناً، وقدرته التشغيلية (رفع / إنزال) أربع حاويات في آن واحد. ماذا تحتوي هذه المحطة؟ - تحتوي على العديد من المعدات الأخرى الأرضية في مقدمها «أوناش» الساحة (RTG ) التي تحقق أعلى معدلات المناولة للحاويات بعد تفريغها من السفن إلى وسائط النقل ثم إلى ساحات التخزين والمعاينة والتسليم في أوقات قياسية ورص الحاويات إلى ارتفاع خمس رصات وأخرى متعددة الأغراض، وبلغت كلفة إنشائها مايقارب من ال2.2 بليون ريال تحملتها الشركة المنفذة بالكامل، وذلك يندرج في مفهوم الشراكة بين المستثمر والمؤسسة العامة للموانئ، وستعود ملكيتها بالكامل للموانئ بانتهاء فترة العقد حسب برنامج عقود الإسناد التجاري الصادر بالأمر السامي رقم 7/ب/16941 وتاريخ 16/11/1417 القاضي بإسناد إدارة وتشغيل الأرصفة والمعدات في الموانئ إلى القطاع الخاص لإدارتها وتشغيلها بأسلوب تجاري. هل يعني ذلك أن المؤسسة العامة للموانئ في حاجة إلى موازنة مضاعفة؟ - إن أي زيادة في موازنة المؤسسة العامة للموانئ سنوياً، لا علاقة لها بمثل هذه المشاريع بشكل مباشر، إذ إن هذه المشاريع وما يماثلها ينفذها مستثمرون من شركات القطاع الخاص، وإنما لتلبية حاجات مشاريع التطوير وإعادة البنية التحية والتوسعة ورفع الطاقة التشغيلية في الموانئ وإعادة تأهيل بعض الموانئ وتنفيذ العديد من المشاريع التنموية التي تمكنها من مواكبة التطور السريع في استراتيجيات سوق النقل البحري، ويجعلها قادرة على المنافسة القوية التي تشهدها الموانئ المحورية الإقليمية والعالمية. في كل موسم نجدكم تضاعفون من الاحتياطات الأمنية فهل يعني ذلك حدوث اختراقات في الفترة الماضية ؟ - الميناء يعتبر مرفقاً حكومياًَ وحيوياً وحتى في ظل إدارته وتشغيله من جانب القطاع الخاص وبأسلوب تجاري، وأرصفته وساحاته المختلفة والمتعددة العامة والخاصة تعد منطقة جمركية، وهو من المرافق الحكومية التي يجب أن تحظى بأعلى درجة من الاحتياطات والتدابير والترتيبات الأمنية في جميع الأوقات، وبتضافر الجهود كافة التي تبذلها كل جهة من الجهات الأمنية المختصة العاملة بالميناء إلى جانب إدارة الجمرك كل حسب اختصاصها ما يحول دون إمكان اختراقه أمنياً، لا سيما خلال موسمي العمرة والحج. هل هذه هي احتياطاتكم فقط؟ ليس ذلك فحسب، وإنما قيام المؤسسة العامة للموانئ باتخاذ الإجراءات كافة اللازمة لتطبيق قرار المنظمة البحرية الدولية (IMO) المتعلق بتطبيق المدونة الدولية لأمن السفن والموانئ (ISPS ) والتأكد من أن السفن كافة القادمة للميناء مستوفاة لمتطلبات المدونة الدولية لأمن السفن والموانئ والتفتيش على شهادات الخاصة بها وإدراجها ضمن بنود التزامات عقود شركات محطات الشحن والتفريغ المتعاقدة مع الميناء، كل ذلك يندرج تحت بند الاشتراطات الأمنية. هل تقدمون التدريب والتأهيل في الميناء لطلاب كلية علوم البحار لدى جامعة الملك عبد العزيز؟ - أود أن أوضح أنه كان من بين أقسام كلية علوم البحار قسم يُعنى بالدراسات البحرية ثم تحول أخيراً إلى كلية تحمل مسمى «كلية الدراسات البحرية» ومتخصصة في تدريس النقل البحري والملاحة البحرية وإدارة وتشغيل الموانئ وكل ما يتعلق ب «اللوجستيات» والتخطيط والنقل البحري وما تقدمه من خدمات عديدة ومختلفة، وهناك علاقة وطيدة جداً ومستمرة وتعاون مشترك وقائم بين إدارة ميناء جدة الإسلامي وكلية الدراسات البحرية. بماذا أثمر هذا التعاون؟ - أثمر عن قيام مركز التدريب لدى ميناء جدة الإسلامي بتقديم العديد من البرامج والدورات التدريبية المتخصصة لطلاب كلية الدراسات البحرية، تقديم برامج في مجال علوم الدراسات البحرية، وبرامج تدريبية وتطبيقية مكثفة في «اللوجستيات» وتخطيط استراتيجيات النقل البحري، وإعداد وتنظيم برامج زيارات ميدانية للميناء وإطلاعهم على طريقة وأسلوب إدارته وتشغيله وجميع خدماته المختلفة والمتعددة على أرض الواقع، وإطلاع طلاب الكلية على مرافق الميناء كافة وتجهيزاته المختلفة وتعريفهم بالمعدات الميكانيكية العاملة على السفن أو في الخدمات الأرضية، وكذلك تعريفهم بالقطع والتجهيزات البحرية، كما أن الزيارات المتبادلة بين إدارة الميناء وعمادة الكلية تُنسق دائماً مع مركز التدريب والتطوير الإداري في الميناء. ونحن في الميناء نثمن لعمادة الكلية إبداء رغبتها وإتاحة الفرصة لنا في إلقاء عدد من المحاضرات لطلابها الذين أتاحت لهم إدارة الميناء فرصة توظيفهم لمن يرغب العمل منهم في الميناء، أو في الشركات المتعاقدة مع إدارة الميناء، ولقد أثبتوا كفاءتهم وجدارتهم في الأعمال كافة التي أوكلت إليهم. هل يستقبل الميناء السياح من طريق البحر؟ - في الواقع أن أعداد السفن السياحية والسواح القادمين عليها التي تؤم ميناء جدة الإسلامي لا تزال محدودة جداً كما أن الميناء مجهز تماماً لاستقبال أية أعداد من السفن السياحية، ولعلها فرصة سانحة لدعوة المستثمرين إلى تقديم برامج سياحية منظمة لمحافظة جدة التي تتوافر فيها كل مقومات السياحة والمناطق السياحية الأخرى في المملكة. هل تسمحون بزيارة الميناء لمن يرغب؟ - تسمح إدارة الميناء بالزيارة لكل من يرغب من الجهات المختلفة وخاصة طلاب الجامعات والمعاهد والكليات والمدارس في مراحلها المختلفة، وكذلك نرحب بأي وفود ترغب في زيارة الميناء. متى يبدأ الميناء باستقبال الحجاج والمعتمرين القادمين من طريق البحر ومتى يودعهم وهل هناك أوقات ذروة لقدومهم وأخرى يكون التوافد فيها أقل؟ - عادة ما يبدأ توافد الحجاج القادمين من طريق البحر في شهر ذي القعدة من كل عام، أما المعتمرون فإن توافدهم يبدأ مع مطلع شهر صفر وحتى نهاية شهر رمضان من كل عام، أما أوقات الذروة فهي في الأيام الأخيرة من حلول الموسمين، وعودتهم إلى بلدانهم في الموسمين عقب انتهائهما مباشرة حسب الأنظمة والتعليمات. ماهي انعكاسات حادثة عبارة السلام (95) على أعداد الحجاج والمعتمرين القادمين عبر ميناء جدة؟ - لو قارنا بين أعداد القادمين العام الماضي وبين القادمين قبل ثمانية أعوام ؟ أي قبل حادثة العبارة السلام (95) في مطلع عام 1425، فإن أعداد المعتمرين والحجاج والركاب كانت أكثر من مليون راكب، تراجعت أعدادهم سنة تلو الأخرى وأصبحت ما بين 350 ألف إلى 400 ألف ما بين راكب ومعتمر وحاج وزائر، أي إن التراجع في أعدادهم تجاوز ما نسبته ال60 في المئة، كما أن ميناء «ضباء» وبحكم قربه من الموانئ المصرية والذي يختصر ثلث المسافة البحرية وميناء ينبع التجاري الذي يختصر نصف المسافة مقارنة بميناء جدة استقطبا أعداداً من الركاب والمعتمرين القادمين عبر ميناء جدة الإسلامي نتيجة لتلك الميزة النسبية المتمثلة في اختصار المسافة البحرية والتسهيلات التي تمنحها شركات الطيران التجارية من جمهورية مصر العربية الذين يصل أعدادهم إلى أكثر من 70 في المئة من إجمالي أعداد الركاب القادمين والمغادرين عبر الميناء إلى جانب الركاب القادمين والمغادرين من جمهورية السودان.