رداً على الخبر المنشور في صحيفة «الحياة»، العدد «17955»، بتاريخ «11 رجب 1433ه»، (1 حزيران/ يونيو 2012) بعنوان «قطار جامعة نورة... طول عرباته 3788 متراً وتقوده 39 سعودية». المفارقة العجيبة أن ترى المرأة في المملكة العربية السعودية تقود القطار الإلكتروني قبل أن تقود السيارة العادية! فالسعودية هي أول دولة تقود فيها المرأة القطار قبل أن تقود السيارة! ومع أن التدرّب على قيادة السيارة لا يحتاج إلى تدريب في الدنمارك وإيطاليا والمملكة المتحدة وغيرها من الدول التي تدرّبت فيها السعوديات اللواتي سيقدن قطار جامعة الأميرة نورة، كما ورد في الخبر، وإنما يحتاج فقط إلى تدريب داخل المملكة نفسها، كما هو في كل دول العالم غنيهّا وفقيرها. إذا كانت المرأة قادرة على تعلم قيادة القطار ذي الأنظمة الإلكترونية الحديثة، وقادرة على تشغيله، وإصلاح أعطاله، ومتابعة أمور راكبيه، فحتماً هي قادرة على قيادة السيارة، التي لم تعد قيادتها أمراً صعباً، خصوصاً مع وجود نظام «الجير» الأتوماتيكي الذي عمّ وساد، فلاخوف من تعطّل السيارة مع المرأة في الطريق مادامت تقود سيارة حديثة أتوماتيكية، التي نادراً ما تتعطل، ومادام لديها هاتف نقال تستطيع الاتصال به مع أحد ذويها للمساعدة في حال تعطل سيارتها، ومادامت تتوكل على الله، علماً بأن عدد الحوادث التي يتسبب فيها الذكور أكثر من التي تتسبب فيها الإناث، كما تشير إحصاءات الكثير من الدول في العالم. فهل يعقل أن يقود طفل عمرهُ 15 عاماً أو 16 عاماً السيارة فقط لأنه ذَكر؟! ولا يُسمح للمرأة الراشدة العاقلة، التي تُربي الأجيال وغير المتهورة، أن تقود السيارة فقط لأنها أنثى! فلم كل هذه المفارقات؟! آندي حجازي كاتبة وأستاذة جامعية [email protected]