يتساءل المحبون للطائف، هل تراجعت السياحة هناك؟ ولماذا تراجعت؟ وكيف تحولت إلى وضع «محزن»، كما يصفه داود الشريان على الملأ في برنامجه «الثامنة»، والجميع يدندن على أيام خلت لهذا المصيف المأنوس، المدينة التي تسمى عروس المصايف. في البدء لا بد أن أسجل شاردة صغيرة، وهي انقلاب حال من تسمى عروس المدن، ولدي شاهدان، عروس البحر الأحمر التي تنتظر حملة إنقاذ الأمير خالد الفيصل ليعود بياض فستانها وألق حضورها، والطائف عروس المصايف التي لا يزال الطقس السد المنيع أمام انهيارها على خريطة السياحة المحلية والداخلية. في الطائف مواقع على رؤوس الجبال في منطقتي الشفا والهدا لها «مطلات» لو كانت في دول أخرى لسميت «مطلات الذهب»؛ لأنه يمكنك أن تشاهد البحر أو ساعة مكة منهما بمنظار مكبر إذا كان الجو صافياً، لكنها مابين الإهمال، وبين إدارة وتشغيل شركة سياحية، لا بد أن نعترف أنها بمقاييس الأداء الاقتصادي ليست ناجحة. الشركة التي يفترض أن تكون عملاقة، ليست ناجحة، لأن أغلب مسؤوليها ليسوا متخصصين في السياحة، ولأنها أمضت سنوات طوالاً في حال تشبه الشركة الورقية، وعندما أفاقت كانت بعض مدن المملكة والخليج قد أخذت من حصتها السوقية ما لا يمكن تعويضه. في الطائف «عقبة» يفترض أنها تربط منطقة الشفا بالبحر، أسمع عنها منذ عشر سنوات، وأرى العمل انطلق فيها من ثمان سنوات، ولا تزال معطلة ومتعثرة لأسباب لا يعلنها أحد. وفي الطائف يلفت نظر القادم من خارجها أن معظم مواقع السياحة ومشاريعها يحمل اسماً أو اثنين، أو ثلاثة، ويتهامس أهلها عن هذه الحظوة التي ربما قللت المنافسة فقل الإبداع، وربما تكون محض صدفة، لكن المستثمرين إجمالاً يغيبون غياباً واضحاً. بقية من أسر خليجية وسعودية لا زالت تؤم الطائف بحثاً عن أقرب بقعة جغرافية باردة من الحرم المكي الشريف، وبقية من شبابها وأهلها تعود إليها من مدن العمل والتعلم، ولولا هذا «التليفريك» الذي كان حسنة شركته السياحية الوحيدة، لنسينا أنها مدينة سياحية. عناوين المشاريع كثيرة، لكن إنجازها بطيء أو متعثر، ولعل أمير المنطقة الذي يتمتع بخبرة طويلة في إحياء روح المدن شهدناها في أبها البهية، ونشهدها في مكةوجدة، لعله يعيد الطائف «حبيبته» إلى منصة العروس في محافل الاصطياف. [email protected] @mohamdalyami