يؤشر تصعيد كبار المسؤولين الإسرائيليين لهجتهم ضد سورية على خلفية «الإبادة الجماعية» التي يرتكبها النظام السوري ضد شعبه، بحسب توصيفهم، إلى أن الدولة العبرية ربما حسمت موقفها من الأحداث في سورية لجهة دعم إسقاط النظام، وذلك بعد أكثر من عام فضّل به أركان الدولة العبرية بطلب من رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو عدم إطلاق تصريحات في هذا الشأن. وكانت وسائل الإعلام العبرية أفادت سابقاً أن صناع القرار السياسي في إسرائيل منقسمون على أنفسهم في شأن الموقف المطلوب من الدولة العبرية إعلانه. فالمعارضون دعم إسقاط النظام يبررون موقفهم بالمخاوف من تدهور الأوضاع داخل سورية وانعكاساتها الخطيرة على إسرائيل، ومن مجيء نظام إسلامي متطرف، فيما يرى الداعمون إسقاط النظام أنها فرصة لإضعاف المحور الثلاثي «سورية – حزب الله – إيران». وعلى امتداد نحو عام، لاذ سدنة الدولة العبرية بالصمت من الأحداث في سورية خصوصاً بعد الانتقادات الداخلية الممزوجة بالتهكم من وزير الدفاع ايهود باراك على توقعه قبل عام بسقوط النظام السوري خلال أسابيع. وكان باراك قال بصريح العبارة إن «سقوط ألأسد سيلحق الضرر بتلك المحاور الراديكالية وسيجعلها أضعف إلى حد ما. وسيضعف حزب الله وسيضعف حماس... وهذا أمر جيد لكن ليس فقط لإسرائيل إنما للشرق الأوسط بمجمله». وقبل شهر، حذر قائد المنطقة العسكرية الشمالية في الجيش اللواء يئير غولان من أن «الحرب الأهلية الدائرة في سورية الآن من شأنها أن تحولها على المدى البعيد إلى دولة فاشلة تعج بالحركات الإرهابية، وثمة احتمال كبير بأن يكون نشاط هذه الحركات الإرهابية موجهاً نحو إسرائيل من خلال استعمال ترسانة أسلحة الدمار الشامل الموجودة في حيازتها». لكن الموقف تبدّل في اليومين الأخيرين هجوماً عنيفاً على النظام السوري، مع إطلاق الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز انتقادات للمجتمع الدولي على «عجزه إزاء المذابح التي يقترفها النظام في دمشق»، داعياً إلى تدخل عسكري فوري على غرار التدخل الدولي في ليبيا قبل عام للإطاحة برئيسها الراحل معمر القذافي. واعتبر «وقوف العالم متفرجاً على صور أطفال صغار في النعوش هو فضيحة عالمية». وتابع أنه خلافاً للعالم المتفرج «فإننا نحن الإسرائيليين بالذات، جيران الشعب السوري نبدي حساسية لما يحصل»، مضيفاً أن إسرائيل تكنّ عظيم الاحترام للمتمردين. وصباح أمس أطلق النائب الأول لرئيس الحكومة شاؤول موفاز تصريحات مماثلة ودعوة صريحة للتدخل الدولي العسكري معتبراً صمت العالم على «الجرائم ضد الإنسانية وإبادة شعب، يتناقض مع المنطق الإنساني برمته»، منتقداً روسيا على دعمها سورية و «مواصلتها تسليح نظام الأسد الإجرامي»، واصفاً هذا الموقف بأنه «عديم المسؤولية، في أحسن الأحوال، ومشاركة في القتل، على أسوأ تقدير». وأشار إلى إنه ليس في وسع إسرائيل التدخل في المذابح التي تقع ليس بعيداً عن حدودنا، «لأسباب مفهومة... لكن للغرب بقيادة الولاياتالمتحدة مصلحة لوقف هذه المذابح». وقال الوزير موشيه يعالون إن «نظام الأسد ساقط عاجلاً أم آجلاً... وموقفنا حساس ولا يجب علينا أن نُظهر مع أي طرف نحن... لكن قلوبنا مع الشعب السوري». وبعد ساعات، كسر نتانياهو صمته وقال في افتتاح الاجتماع الأسبوعي لحكومته إن «ما يحصل في سورية هو ذبح مدنيين، ليس على يد الحكومة السورية فحسب إنما يساعد في ذلك إيران وحزب الله.. وعلى العالم أن يرى محور الشر هذا». وأضاف: «إننا نرى صوراً فظيعة لأطفال ومسنين... وجدير بالعالم أن يفهم طبيعة البيئة التي نعيش فيها». في غضون ذلك أفاد مراسل «فرانس برس» أن نحو ألفين من العرب في إسرائيل تظاهروا السبت تضامناً مع السوريين الذي يتعرضون لقمع من جانب نظام الرئيس بشار الأسد، مطالبين بتنحيه. وقال المراسل إن المتظاهرين لبوا دعوة الحركة الإسلامية في قرية طمرة العربية في الجليل رافعين صوراً لأطفال قتلوا في أعمال العنف في سورية. وهتف المتظاهرون «ليسقط الأسد» و«سورية حرة» و«الأسد يذبح شعبه».