اعلن رئيس الهيئة التنفيذية ل «القوات اللبنانية» سمير جعجع انه يرفض الخضوع لفحص في الوطنية لجهة موقفه من اسرائيل، واذ اقر بالتضحيات التي قدمها «حزب الله» في مقاومته اسرائيل، اكد ان «احداً لا يحاول القفز فوق هذا الواقع». ونبه الى «ان بقاء مقومات دولة لدى «حزب الله» الى جانب الدولة يؤدي الى تقسيم كامل الى سلطتين موجودتين على ارض واحدة، ستتنازعان على السلطة. واكد جعجع استعداده لفتح ملف المفقودين اللبنانيين في لبنان «لان من مصلحتنا ان نذهب الى حقائق الحرب بعدما الصقت كل اوساخ الحرب ب القوات». واكد جعجع في حديث اجرته معه «الحياة» في مقره المحصن أمنياً في شكل لافت في معراب (جبل لبنان)، ان تسلمه حقيبة وزارية في الحكومة المقبلة «غير مطروح، والبحث الدائر الآن لتشكيل الحكومة لم يصل بعد الى مرحلة الاسماء، انما لا يزال محصوراً في شكل الحكومة». ورأى ان المنطق القائل ان الوقت يمضي وعلى الاكثرية ان تدبر نفسها في تشكيل الحكومة، «يوحي وكأن الحكومة هي للاكثرية وليست لبلد بكامله امامه». وأيد جعجع تشكيلة 16- 10 - 4 للحكومة المقبلة، واعتبر قول الامين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله انه لا يريد ضمانات، «كلاماً اعلامياً وموجهاً الى الاوساط الخارجية». واذ جدد جعجع القول ان الانفتاح على سورية «يجب الا يكون على حساب لبنان»، طالب دمشق بأن تحسن علاقتها مع لبنان «من خلال ايجاد حل لنقطتين موجعتين: المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية والمعسكرات الفلسطينية خارج المخيمات». ما هي مطالب «القوات اللبنانية» من الحكومة، وهل من ضمنها أن يكون سمير جعجع وزيراً بحقيبة أساسية؟ - لا، هذا ليس صحيحاً ولم يطرح في أي وقت. كل مطالب «القوات» هو أن تكون هناك حكومة. وصراحة، إلى الآن لم يصل البحث الى توزيع الحقائب ولا اسماء الوزراء ولا عدد وزراء «القوات»، وهذا ليس عندنا فقط بل لدى كل الفرقاء، إلا فريقاً واحداً يريد توزير أحد الراسبين في الانتخابات النيابية. وهذا أمر اتفق عليه رئيس الجمهورية (ميشال سلميان) والرئيس المكلف (سعد الحريري) منذ اللحظة الأولى، بأنه ليس منطقياً أن يوزّر الراسب. أي أن الناس أخرجوه من الباب وأنت تدخله من الشباك، وبحسب علمي، لا «حزب الله» طرح أسماء وحقائب، ولا «حركة امل» أو«القوات» أو «الكتائب»، أو اي أحد. ورأينا في شكل الحكومة واضح. أُجريت انتخابات نيابية غاية في الوضوح، والأكثر مثالية بين كل الانتخابات التي أجريت منذ 40 عاماً. كلنا كنا متفقين على أنها استفتاء حول الطروحات السياسية المختلف عليها، والرئيس (نبيه) بري قال قبل الانتخابات إنها استفتاء على المقاومة تحديداً. وظهرت نتيجة هذا الاستفتاء، فلماذا لا تريدوننا أن نشكل حكومة انطلاقاً منها؟ قبل ذلك بأشهر وحتى سنوات، دعا السيد حسن نصرالله والعماد ميشال عون مرات عدة، إلى الذهاب الى انتخابات مبكرة، ولاحقاً راح السيد نصرالله يقول نحن صبرنا طويل ويمكننا ان ننتظر وبعد سنة أو سنتين ستجرى انتخابات ومن يربح يشكل حكومة كما يريد. ربحنا الانتخابات ولا نريد أن نشكل حكومة كما نريد، بل نريد أن يشارك فيها كل الفرقاء. هذا رأينا ك«قوات لبنانية»، أي أن يشارك كل الفرقاء لكن ليس بشروط الأقلية، بل أن يكونوا بالشكل الذي يساعد الحكومة على أن تكون فاعلة ومنتجة. تصور لديك حكومة لا يوجد لديها توجه. اذا اردت ان تكون فيها اقليات معطلة، فكيف يكون لديها توجه؟ لدينا مئة مشكلة تتطلب حلولاً ليس أولها مشكلة الكهرباء وليس آخرها الوضع المعيشي. الناس يريدون حكومة تستطيع ان تتخذ قرارات. لتتخذ قرارات خطأ أفضل من أن لا تتخذ. من هذا المنطلق رأينا يجب تشكيل الحكومة من دون أثلاث معطلة. رهان على الوقت هناك مناخ يتحدث عن عامل الوقت، ماذا ينتظر الجميع لينطلق قطار التأليف؟ - كل فريق لديه حسابات معينة. فريق 8 آذار أجرى حسابات بأنه اذا ترك العملية كما هي سيأتي وقت ويستسلم الرئيس المكلف ويعطيهم ما يريدونه. حساباتهم أن الرئيس المكلف هو الأكثرية وليدبروا انفسهم وبالتالي الوقت يمضي على الأكثرية وليس عليهم. وكأن لا وجود لبلد ولا لأناس ولا عمل يجب ان ينجز، وكأن الحكومة للأكثرية وكأن الحكومة لسعد الحريري وليس للبلد كله. هذا معنى رهان فريق 8 آذار على عامل الوقت، لأن الرئيس المكلف مع عامل الوقت يشعر بأنه يستنزف وبالتالي سيصبح مطواعاً أكثر وبالتالي سيفرضون عليه الثلث المعطل. لو يقبل فريق 8 آذار بالطرح الذي يطرحه عليهم رئيس الجمهورية او الرئيس المكلف، غداً تشكل حكومة. مسألة الحقائب تفاصيل لن يقف أحد عندها، ليس جوهر المشكلة وزيراً زائداً أو ناقصاً، بل جوهرها هو إما أن تكون هناك إمكانية لاتخاذ قرارات بسرعة معقولة وإما لا. والنقطة الثالثة والأهم والتي يطرحها البعض بأننا نريد مشاركة فعلية. ستكون هناك مشاركة فعلية لأن الثلثين لن يكونا في يد 14 آذار، بل سيكونان بيد 14 آذار ورئيس الجمهورية الذي منذ توليه مهامه، يحاول أن يأخذ مواقف وسطية. وهو في كل النقاط، لم يحاول إلا أن يكون سوياً وأن يكون موقفه بين الفريقين. لم يتخذ موقفاً لمصلحة 8 آذار، ولا لمصلحة 14 آذار، في التشكيلة المطروحة 16-4-10، ستكون أكثرية الثلثين مع 14 آذار والرئيس. وفي هذه التركيبة سيكون ل 8 آذار ثلاثة أرباع ثلث معطل. ونظراً إلى العلاقة القائمة بينهم وبين رئيس الجمهورية، وبالتالي سيبحث، بما أنه اصبح الميزان والمفتاح في يده، في كل الأمور عن الحلول التي تتلاءم وشخصيته وموقعه. فهل هذا يضير 8 آذار؟ وهل هذا استئثار من 14 آذار؟ هذا يجب أن يضيرنا نحن باعتبارنا ربحنا أكثرية في الانتخابات ويجب أن نأخذ الثلثين. بين صيغة 16-4-10 و15-5-10، أيها تفضل؟ - 16-4-10. لكن حتى الآن لم نصل إلى هنا، ولا يزال فريق 8 آذار يصرّ على أن يكون لديه 11 وزيراً في شكل واضح أو غير واضح. لماذا تتمسك المعارضة بالثلث المعطل؟ مم تخاف؟ - من أجل كل شيء يمكن أن يطرح على طاولة مجلس الوزراء، بدءاً من تعيين مدير عام وانتهاء بالاستراتيجية الدفاعية مروراً بالمحكمة الدولية. لتكون لديهم امكانية السيطرة عبر الثلث المعطل، إذا لم يكونوا راضين عن أي قرار. لكن السيد نصرالله قال إنه لا يريد ضمانات لا حول السلاح ولا حول المحكمة الدولية؟ وبالتالي لا يحتاج إلى الثلث المعطل؟ - ولا حول ولا قوة إلا بالله. تصور أن السيد نصرالله يقول «دخيلكم» نريد ضمانات! طبعاً هذا كلام اعلامي، وما قصده هو ضمانات أخرى. الضمانات كانت مطروحة بديلاً من الثلث المعطل. أول ما بدأت مسألة تشكيل الحكومة كان الطرح مطلب الثلث المعطل، واذا لا تريدون اعطاءنا الثلث المعطل اعطونا ضمانات. طبعاً هذه الأمور تطرح في مجالس معينة وفي أشكال ديبلوماسية. وأتصور أن مسألة الضمانات يطرحونها في الأوساط الخارجية وليس الداخلية لأنهم يعتبرون أن لا طرف داخلياً قادراً على اعطائهم ضمانات حول أمر ما. عندما رأوا أن لا أحد مستعداً لاعطائهم ضمانات، طلع السيد نصرالله وقال إنه لا يريد ضمانات. عند تأليف الحكومة السابقة حصلت خلافات كبيرة بين قوى 14 آذار على المقاعد في التمثيل المسيحي. - ليس خلافات بل تسابق، هناك نواب مسيحيون كثيرون مستقلون ولو كانوا متحالفين اما معنا او مع تيار «المستقبل» أو مع «الحزب التقدمي الاشتراكي». هذا الموضوع لم يعد مطروحاً منذ بداية تشكيل الحكومة وبخاصة على أثر ما جرى في المرة السابقة. وهذا الأمر تخطيناه انطلاقاً من تجربة الحكومة الماضية وكذلك من الثقة التي تعززت أكثر ومن التفاهم على مشروع سياسي واحد للمرحلة المقبلة. المصالحة المسيحية أجواء التقارب والمصالحات التي تظلل عملية تشكيل الحكومة، يبدو أنها لا تشملكم... - لأننا لسنا على اختلاف مع احد. لكن هناك أناساً مختلفون معكم. دعوتكم إلى التلاقي والمصالحة بينكم وبين النائب سليمان فرنجية بعد الانتخابات لا تتم ترجمتها إلى أفعال؟ - منذ دخلنا في اتفاق الطائف ووصلنا إلى السلم الأهلي اعتبرنا أن الحرب أصبحت وراءنا. ماذا أفعل أكثر من ذلك؟ من يود أن يجتمع بي فأنا حاضر في أي وقت من الأوقات. فهل يحتاج الأمر إلى هذا الحجم؟ أين المشكلة؟ لقاء مصالحة مع النائب فرنجية؟ - نحن عز الصحبة، لماذا نريد المصالحة؟ يعني لا اتصالات الآن للقاء بينكم وبين فرنجية؟ - لا. كانت لجنة المطارنة ولجنة الرابطة المارونية تتحرك بينكما بعد حادث الكورة، للقاء بينك وبين فرنجية؟ - أكثر من مرة طرح علي أن اللجان تعالج الأمر لكن ينقصها لقاء بينك وبين سليمان فرنجية، وقلت انا مستعد في أي وقت. ثم قالوا إن فرنجية يقول إن هناك ضرورة لوجود العماد عون، فقلت لهم العماد عون لا علاقة له إذا كان للقاء طابع خاص انطلاقاً من وضع الشمال. ثم عادوا وقالوا إن فرنجية مصر على الأمر، فقلت لهم لا مشكلة عندي ونعقد اللقاء متى أردتم. ثم عادوا وقالوا إن اللقاء غير ممكن الآن لئلا يؤثر في الانتخابات، فقلنا لهم ساعة تشاؤون قبل الانتخابات أو بعدها، لكنهم ذهبوا ولم يعودوا حتى الآن. أنا ليست لدي مشكلة. حصل تباين بينكم وبين النائب وليد جنبلاط حول التقارب على الساحة الاسلامية، فهل هذا من مظاهر التفكك الآتي ل 14 آذار؟ - في ما يتعلق ب 14 آذار فان أمانتها العامة تنطق باسمنا جميعاً، خلافاً للمحاولات التي جرت خلال الأسبوعين الماضيين بتصويرها وكأنها حزب بمفرده، بينما في الواقع هي تتحدث باسم كل قوى 14 آذار خصوصاً أن الأمانة العامة تكونت بقرار جماعي، والتباين ليس موجوداً، وما قصده وليد جنبلاط هو أن أحداث 7 أيار (مايو) لم تحصل على الساحة المسيحية. انما طاولت الساحة الاسلامية وبالتالي كان يدعو إلى إنهاء ذيول هذه الأحداث بالتحديد، فقط لا غير. ليس تحالفاً؟ - لا، ومصادر الحزب التقدمي الاشتراكي وكذلك مصادر «حزب الله» ومصادر 14 آذار اوضحت أن هذا ليس دعوة الى إحياء الحلف الرباعي. قال النائب جنبلاط إن على اقطاب ثورة الأرز استيعاب معادلة البحر وسورية واسرائيل من حول لبنان وأمامه، كيف تنظرون إلى هذه المعادلة؟ - سنستوعبها. سنستوعب البحر كله. طبيعي أن تؤخذ المعطيات الجيواستراتجية في الاعتبار، لكن الأهم أن يأخذها الآخرون المعنيون في الاعتبار. وهنا أتحدث عن الأخوان السوريين ليتصرفوا معنا كدولة مستقلة ذات كيان. مثلاً، ظللنا 60 عاماً نعمل ونطالب بالعلاقات الديبلوماسية، وظل الاخوان السوريون يراوغون ويتحدثون عن التاريخ والجغرافيا وشعب واحد في دولتين وبعد آلاف الشهداء قبلوا بالمبدأ. ثم تبع ذلك آلاف الاتصالات الدولية بأنه يجب أن تترجم العلاقات الديبلوماسية، حتى اتفق على مبدأ قيام السفارتين. بعد ذلك، أُجريت مفاوضات اقليمية ودولية مجدداً حتى عين السفيران. بعد ذلك أُجريت مجموعة اتصالات ومحادثات حتى أرسل السفيران، فجاء السفير السوري الى لبنان رفع العلم واقفل الباب وعاد الى سورية. كانوا ينتظرون نتائج الانتخابات لئلا يقال إنهم يتدخلون فيها. - طلعت النتيجة ولم تعجبهم. حتى تتشكل الحكومة؟ - اذا شكلت الحكومة من دون ثلث معطل فسيقولون ان ليست هناك وحدة وطنية فكيف نرسل السفير... ما أقوله طبيعي أن البحر أمامنا وسورية في شرقنا وهناك نحو 350 كيلومتراً حدوداً معها، نحن نقدر هذا الأمر ولكن المطلوب أن تقدر سورية الأمر أيضاً. المطلوب أن تقبل سورية بتحسين علاقتها معنا. حتى هذه اللحظة هناك نقطتان موجعتان: مسألة المعتقلين، والمعسكرات الفلسطينية خارج المخيمات. في موضوع المعتقلين لماذا لا يقول الاخوان السوريون ماذا حصل معهم من منطلق انساني؟ ليقولوا ما لديهم أن هؤلاء موجودون عندنا، وهؤلاء توفوا بهذه الطريقة وهذه التواريخ وانتهى الأمر. أما في ما يتعلق بالمعسكرات الفلسطينية، فماذا يفعل المعسكر (التابع ل«القيادة العامة») في الناعمة؟ هل يقاتل اسرائيل هنا أم يشوش على مطار بيروت؟ على الأقل هذه الأمور البسيطة تحل ليصبح الوضع طبيعياً بين لبنان وسورية. الوضع ليس طبيعياً بين لبنان وسورية ليس لأن فريقاً يريده كذلك، بل لأن كثيراً من تصرفات الاخوان السوريين ليست مقبولة. لبنان وطن. هذه النقطة اذا اتفقنا عليها معهم كل الباقي يحل. وهذه المسألة في الجوهر لم أر أننا اتفقنا عليها. ثمة وجهة نظر في 14 آذار تقول إن زيارة الرئيس الحريري لسورية، يجب أن تكون مرتبطة ببحث هذه المسائل، وثمة وجهة نظر تقول يجب ان تتم الزيارة اولاً لاستعادة الثقة ثم تبحث هذه المسائل؟ - هل الثقة أمر قائم بحد ذاته؟ الثقة لها علاقة بالمواضيع المطروحة. الرئيس المكلف بعد أن يشكل حكومته يطرح الأمر. الموضوع يجب أن نخرجه من أطره السابقة، الأطر الشخصية وكأن السوريين مصرون على أن يشكلوا «لوبي» شخصيا لكل سياسي. لماذا لا ننجزها نظيفة شفافة واضحة المعالم كما يجب. يشكل الرئيس المكلف الحكومة، وتأخذ الثقة، وتجتمع ويطرح عليها الموضوع ويقول نريد القيام بكل ما يجب لنطبع العلاقات مع سورية ويطرح ما لديه من مواضيع ويسأل من لديه موضوع آخر لاضافته. يشكل من المواضيع أجندة يرسلها الى المسؤولين السوريين ويقول لهم أنا أريد زيارتكم للسلام عليكم وبحث هذه الأمور... هكذا يفترض أن تحصل. وما يقال عن استعادة الثقة، فهل هي فقدت لأن الخلاف شخصي؟ اعتبرت أن إصرار فريق في المعارضة على توزير راسب في الانتخابات غير منطقي، بينما هناك راسبون من 14 آذار، ألا يمكن توزيرهم؟ - لسنا مع المبدأ. هذا لا يعني أننا مختلفون لأنهم يطرحون توزير راسبين ولا يقبلون بتوزير راسبين من عندنا. المبدأ كله نرفضه. ليست عندنا شخصية أكفأ وأفضل من الدكتور فارس سعيد، وعلى رغم ذلك لا أطرح توزيره، لأنه خاض الانتخابات وفشل بغض النظر عن الأسباب. دعوت الى اعتماد توجهات جديدة بعد الانتخابات ما هي؟ - ثورة الأرز – 2. لكن الرئيس بري يدعو إلى خلط اوراق 8 و14 آذار؟ - اذا كان لديه طرح جدي يمكن على اساسه خلط الاوراق فليطرحه. الرئيس بري وأنا، لا يوجد بيننا أي خلاف شخصي، لكن هو في موقع وأنا في موقع سياسي آخر، ولنفترض أننا نريد أن نخلط ماذا نفعل؟ نظرته الى الاستراتيجية الدفاعية معروفة، وكذلك نظرتنا، اذا جلسنا معاً وبقيت نظرتانا مختلفتين ماذا نكون فعلنا؟ لا شيء. لهذا أقول الطروحات السياسية نفسها لا تزال موجودة وبالتالي سنكمل النضال لترجمة نظرتنا السياسية بالدولة ومؤسساتها. ما الجديد الذي ستقدمه ثورة الأرز – 2؟ - ليس أمراً سهلاً وسط معطيات تعيش فيها، أن تحضر نفسك للقفزة الثانية التي اسمها ثورة الأرز – 2، التي يجب أن نذهب إليها آجلاً أو عاجلاً. كبداية، الناس رأوا، كما رأينا، أن هناك حاجة إلى ثورة الأرز – 2، لذلك جددوا الثقة بثورة الأرز. الآن أخذنا ثقة الناس، ويجب أن نتصرف فيها بشكل يوصلنا إلى تحقيق أهدافنا من دون أن ينفجر الوضع في البلد، خصوصاً أن فيه فرقاء صبرهم قليل وغيظهم شديد ويترجمونه في الشارع. علينا أن نمشي بين هذين الحدين. حد ترجمة اهدافنا وتجسيدها والحد الثاني الحفاظ على السلم الأهلي في لبنان، لذلك تأخذ الأمور وقتاً اكثر مما يجب ونمشي بتأن كبير وهذه مسؤولياتنا للوصول الى تحقيق اهدافنا بأقل ضرر ممكن. هم يلتقون مع السيد نصرالله؟ - يلتقون عنّا جميعاً. هل حاولت لقاءه؟ - حين يلتقي به سعد الحريري ووليد جنبلاط كأننا جميعاً التقينا به. مفوضون من قبلكم؟ - حسب، بأشياء وأشياء. هل حاولت طلب اللقاء؟ - لا يوجد أي مانع، لكن في انتظار موضوع اللقاء. الدردشة لمجرد الدردشة لا أعتقد أن السيد نصرالله هاوي دردشة ولا أنا أيضاً. انا من اوقف العلاقة مع اسرائيل دائماً الطرف الآخر لديه سؤال يريد جواباً واضحاً حوله ويتعلق بموقفكم من إسرائيل، وكيف تقومون تعامل «حزب الله» مع العدو (الاسرائيلي) ومن خلال تجاربكم مع اسرائيل في اجتياح 82 وحرب الجبل، الا تعتقد أن «حزب الله» على حق بالاحتفاظ بسلاحه؟ - أولاً نرفض كل الرفض أن يخضعنا احد لفحص بالوطنية إن كان لناحية موقفنا من اسرائيل أو من غيرها. اذا أردت العودة إلى أيام الحرب فسأقول حكماً ورد في القرآن: لحم الخنزير محرم إلا على المضطر. لذا لا نعود إلى أحداث الحرب لأننا إذا أردنا أن نفنّد ماذا فعل كل فريق لبناني وأين كان وبمن استعان وبمن استجار فسندخل في موضوع لا يناسب كثراً. وإذا أفصحت عن بعض الأسرار التي أعرفها مباشرة عن أي فريق من الفرقاء الموجودين في الساحة، فنعود مجدداً إلى فتح ملفات الحرب. لذا لنضع هذا الأمر جانباً. لكن سأقول أمراً واحداً أن الشخص الذي أوقف أي علاقة كانت موجودة بين ما يسمى «المنطقة الشرقية» واسرائيل هو أنا. لنفترض أن العلاقات كانت موجودة بأي شكل من الأشكال والشخص الذي جاء وعلى أيامه بدأت تتراجع وتتراجع حتى انتهت كلياً هو أنا. وهذا ليس في سياق الدفاع عن النفس، بل في سياق الحقائق التاريخية. أما في ما يتعلق ب«حزب الله» وطريقة مواجهته اسرائيل، فإن مواجهتها ليست عمل «حزب الله» وحده، ولا يقدم له أحد تكليفاً ليدافع عن لبنان وحده أو عن الأمة الاسلامية أو عن الأمة العربية. هذا الأمر، بما يتعلق بلبنان، هو عمل كل اللبنانيين وبالتالي يفترض بالدولة اللبنانية أن تكون مولجة فيه. إذا كانت الدولة اللبنانية تقصّر في هذا المجال، فنغير مسؤولين فيها لا أن نوجد تركيبة موازية تقوم هي بالعمل. الأمر الثالث، أليس على استراتيجية مواجهة العدو أن تأخذ في الاعتبار كل فرقاء المجتمع؟ هم يرفضون الخصخصة في كل المجالات إلا في مجال مواجهة إسرائيل؟ هذا الأمر خصخص وهم التزموه ونحن علينا أن نفعل المطلوب منا، وهم يرون أي استراتيجية وأي شكل وأي اوقات وأي وسائل إلخ. هذا أمر غير مقبول. نحن لا نوافق على الطريقة التي يتصرف فيها «حزب الله»، ومواجهة اسرائيل أمر لها علاقة بالدولة اللبنانية ككل، هي تضع الاستراتيجيات المناسبة وتؤمن لها الوسائل المناسبة لتواجه بها. «حزب الله» قدّم تضحيات وشهداء وأصبحت لديه قدرة حقيقية على الوقوف في وجه اسرائيل؟ - تضحيات «حزب الله» وشهداؤه لا يمكن تجاهلهم ولا أتصور أن فريقاً لبنانياً حاول القفز فوق هذا الواقع أو تنكر لهؤلاء الشهداء ولتضحيات الحزب. أما في ما يتعلق بمقوماته الحقيقية لمواجهة إسرائيل، فهذا صحيح، لكن يبقى السؤال: من هو المشرف على إدارة هذه المقومات وفي يد من يقع قرار السلم والحرب؟ يقولون في يد إسرائيل؟ - هذا غير صحيح. ما أقوله هو أن هذه المقومات يجب أن تربط بشكل من الأشكال بمؤسسات الدولة اللبنانية وأن يكون قرار السلم والحرب داخل هذه المؤسسات، وإلا فستبقى العملية خارج الدولة وخارج اجماع الشعب اللبناني. وبالتالي مهما كان هناك من مقومات ومهما استطاع «حزب الله» مواجهة اسرائيل، فلن يستطيع المواجهة كما يجب من دون إجماع الشعب اللبناني. لو كنت مكان نصر الله... لو وضعت نفسك مكان السيد نصرالله، ومن خلال تجربتك، كم كان صعباً عليك أن تسلم الى الدولة اللبنانية ما كان لديك وهو كان يشبه الدولة؟ هل تعتقد أن السيد نصرالله قادر على القيام بالأمر نفسه بهذه البساطة وهو يواجه عدواً كبيراً؟ - أولاً مواجهة العدو الكبير تتطلب أن نكون جميعاً فيها ولا يمكن أن تبقى محصورة بالسيد نصرالله و«حزب الله». أما في ما يتعلق بصعوبة الأمر فهو فعلاً صعب. هذه تجربة مررت فيها، لكن أي أمر غير شرعي وقانوني، سيأتي وقت ينتهي فيه. لكن اذا توقفنا عند صعوبة الأمر، فهذا يعني أن الوضع سيبقى على حاله، هنا دولة وهنا «حزب الله» وهو مسلح ولديه كل مقومات الدولة هناك. يجب أن ننتبه، هذا الأمر مع الوقت يؤدي الى تقسيم كامل، أي أن السلطتين الموجودتين على أرض واحدة ستتنازعان على السلطة، وهذا ما جرى خلال السنوات الأربع الأخيرة. مؤسسات الدولة تحاول أن تأخذ قرارات اكثر فأكثر ودولة «حزب الله» تجرب أن تأخذ أكثر فأكثر من قرارات، وبالتالي فان الوضع غير طبيعي. لبنان معني بجانب ما بمواجهة إسرائيل. لا أتصور أنه مكلف من قبل الدول العربية والأمة الإسلامية كلها بمواجهة إسرائيل وحده. وكذلك الأمر بالنسبة إلى مصر فهي معنية بجانب وكذلك السعودية والأردن وسورية وقبلهم جميعاً الفلسطينيون معنيون. سياسة «حزب الله» كما يبدو إلى الآن وخلفيته الايديولوجية وسياسته المعلنة، يبدو كأنه يحصر بنفسه عملية مواجهة إسرائيل. لبنان لا يتحمل مواجهة كل جوانب الأزمة مع إسرائيل، وصولاً إلى استعادة القدس الشريف. هذا الجانب لا يوجد أي تفاهم بين «حزب الله» وبقية اللبنانيين عليه. أنا كلبناني لو سئلت هل تريد أن تتحمل كل هذه التبعات فأجيب لا، لأنه ليس حقاً ولا منطقاً وليست لدي الإمكانات الاقتصادية المطلوبة لمواجهة كهذه. وبالتالي فان «حزب الله» بأيديولوجيته واستراتيجيته يحمل الشعب اللبناني أكثر كثيراً من طاقته ويضعه في مواجهة لا يقدر عليها. وهناك أمر آخر أيضاً، شئنا أم أبينا وعلى رغم انتباه السيد حسن ومعظم مسؤولي «حزب الله» إلى طرح الأمور المطلوبة في الوقت المطلوب وعدم طرح بقية الامور في كل الأوقات، وهو أن جانباً في نضال «حزب الله» له علاقة بقيام الأمة الإسلامية بمفهومه. وهذا أمر أيضاً غير مقبول خصوصاً في لبنان لأن لبنان ليس كذلك. حتى لو قال إنه لا يريد، فأنا أضيف إنه لا يريد الآن أن يطرح الأمر، لكن هذا لا يعني أن الأمر ليس مطروحاً بل هو في صلب وجودهم. لديهم نظرة معينة للعالم كله وليس فقط للبنان. في البلد نقاش حول جانبين: جانب يتعلق بانفتاح وتقارب دولي – اقليمي، عربي – عربي، وهناك جانب يتعلق باحتمالات صدامية بسبب التطرف الإسرائيلي، هل يجب أن يساعد هذا على الانفتاح على سورية لبنانياً لأن هناك انفتاحاً عربياً ودولياً عليها؟ وهل لأن هناك مخاطر اسرائيل يجب ان يشجع هذا الأمر على تفهم وضعية «حزب الله» الآن وبالتالي ايضاً الانفتاح على سورية؟ - نحن في المبدأ وفي كل الأوقات مع الانفتاح على سورية على ألا يكون هذا الانفتاح على حساب وجود لبنان كدولة وأمنه وحرية شعبه والمعتقلين في السجون السورية، هذا من جهة. ومن جهة ثانية لا شك لدينا في نيات الحكومة الإسرائيلية الحالية التي تظهر أنها مستعدة للدخول في مواجهة مع اميركا ولو كانت في البداية على الأرض وستتطور لتصبح مالية ولاحقاً ديبلوماسية، حول موضوع الاستيطان والدولتين. وهناك معطى آخر يحاول البعض تهميشه يجب أن نعمل عليه وهو أنه للمرة الأولى في تاريخ أميركا تقوم ادارة في أول ستة أشهر من أول ولاية بكل هذه الأعمال في هذا المجال. اعتدنا ان نرى رؤساء أميركيين في آخر ستة أشهر من ولايتهم الثانية، يبدأون بالحديث في السلام في الشرق الأوسط ويحاولون التحرك في وقت لا يكون لحركتهم أي اهمية أو تأثير لأن إسرائيل تكون عارفة أن هذا الرئيس راحل ولا يؤثر زعله أو رضاه في اللعبة، بينما الرئيس الحالي (باراك أوباما) وادارته بدآ بزخم كبير جداً. وهذا أمر يجب أن يتوقف عنده كل العرب وكل الدول العربية، ويجب أن نتكوكب جميعاً في الوقت الحاضر حول هذا المشروع الأميركي – الأوروبي المنطلق بزخم كبير، اذ خلال 3 أشهر من تعيين جورج ميتشل أصبح هناك تصور واضح بل بدأت أميركا وأوروبا بالضغط عملياً للوصول إلى خطوات عملية ولم تعد فقط مسألة كلام وأدبيات عن السلام. مسألة استدعاء السفير الاسرائيلي في واشنطن، وكذلك استدعاء السفير في باريس، مرا علينا كبقية الأخبار بينما هما ليسا كذلك بل يعنيان بداية مرحلة جديدة في السياسة الدولية الفعلية مرتكزة أساساً على اميركا واوروبا وخلفهما روسيا والصين. ألا تتخوف من أن تواجه اسرائيل هذا الضغط بحرب ما؟ - بالضبط. أحد الحلول أمام الحكومة الإسرائيلية، بعدما لمست الجدية الأميركية في التعاطي مع ملف الشرق الأوسط، الهروب باتجاه حرب معينة. في هذه الحالة، هل نسهل لها ونؤمن لها الأرض لتذهب في اتجاه حرب أو توتر في الشرق الأوسط؟ من هنا أرى أن التحركات والتصرفات التي حصلت في الجنوب الأسبوع الماضي خطأ مئة في المئة، وكأننا بهذه التحركات نوجد المناخ المطلوب لاسرائيل لتهرب باتجاهه من ضغوط السلم الأميركية – الأوروبية الحاصلة. أحداث الجنوب التي حصلت خطأ بخطأ، لأننا بالفعل نعطي الذريعة لاسرائيل للهروب من الضغط الأميركي – الأوروبي للسلام. اسرائيل لا تحتاج إلى ذريعة؟ - فلنفترض ذلك، هل نقدم لها ذريعة؟ هل إذا ذهب (النائب) قاسم هاشم إلى قطعة أرض لبنانية في كفرشوبا تقع شرق شمالي الخط الأزرق تصبح لبنانية؟ لا. نقدم عريضة رسمية لتحفظ حقك فيها إلى حين مجيء وقت فرز الحقوق. ذهب قاسم هاشم وقد يحضرون غداً دبابة، ماذا تفعل؟ تضربها، وماذا يجرى لاحقاً؟ يأتون بعشرين دبابة، فنضربها، ثم يضربون 10 آلاف صاروخ، وماذا بعد؟ فهل تعود قطعة الأرض؟ لا، بل تعود بالطرق القانونية الديبلوماسية، خصوصاً أن الوضع هناك معقد، حتى أن سكان الجانب اللبناني من قرية الغجر، وهم سوريون، ذهبوا إلى رئيس الحكومة الاسرائيلية ليطلبوا منه عدم الانسحاب وربط الأمر بموضوع الجولان. في سياق حديثك عن الموقف الدولي تجاه التسوية، أليس أفضل أن تترك قضية سلاح «حزب الله» ورقة تفاوض على الصعيد الاقليمي لمصلحة الحل في الشرق الأوسط، طالما أنه موجود وبهذه القوة ويؤذي اسرائيل؟ لماذا لا يستفاد منه في سياق عربي عام كورقة ضاغطة من اجل الحل للقضية الفلسطينية؟ - معك حق مئة في المئة، لكن في هذه الحال يجب ان تستفيد منه الدولة اللبنانية. انا لا أقول أن يؤتى به الآن ويوضع في مخازن الجيش (السلاح)، بل أقول بالمعنى السياسي يعطى ورقة للدولة اللبنانية لنفاوض اولاً على أمورنا ثم نفيد القضية الفلسطينية بقدر ما نستطيع إفادتها. بالنسبة إلي هذا منطقي، لكن شرط أن يكون، من الآن إلى حينها، قرار السلم والحرب بيد الدولة اللبنانية فقط لا غير. لا يمكننا أن نكون عرضة لمفاجآت لا علاقة لنا بها، خصوصاً أن لها علاقة بكل وجودنا. التنافس مع «التيار الوطني الحر» جاءت نتيجته ملتبسة في الانتخابات. فهو وإن خسر جزءاً من جمهوره، زاد عدد أعضاء كتلته ويمثل 50 في المئة من المسيحيين تقريباً؟ - نعم، وكم كان قبل ذلك؟ «التيار الوطني الحر» وحلفاؤه أخذوا 50 في المئة على الساحة المسيحية ونحن مسيحيو 14 آذار أخذنا ال 50 في المئة الأخرى، وهذا صحيح، لكن نحن جئنا من انتخابات 2005 وكنا 25 في المئة، وبالتالي أصبحنا الآن 50 في المئة وبالتالي يمكنك أن ترى بعد سنة أو سنتين أين نصبح. أنا اعتبره تطوراً مهماً جداً مع الأخذ في الاعتبار ان الناس حين تحدد انتماءاتها الحزبية يصبح صعباً عليها كثيراً تغييرها. وعلى رغم ذلك حصل تغيير خلال 4 سنوات، فهذا يعني أنهم رأوا الأمور على حقيقتها. دعوت بعد الانتخابات إلى الاتفاق على نقاط التوافق مع المسيحيين الآخرين وترك نقاط الخلاف جانباً، ما هي مثلاً نقاط التقارب مع العماد عون؟ - اذا افترضنا أن لديه نية جدية لمحاربة الفساد نكون متفقين. واذا كانت هناك نية جدية لاعادة التوازن الى الادارة اللبنانية نكون متفقين، لكن يجب أن تكون نية حقيقية وليس مجرد إيجاد حجة لنهاجم بها تيار «المستقبل». وإذا كان هذا الأمر حقيقياً سننجزه مع «أمل» و«حزب الله» ومع أي كان، وهلم جرا. العماد عون يرى الفساد في السنيورة. حين تحدثت عن العلاقة مع سورية تطرقت إلى ملف المعتقلين فيها، لكن هناك ملف المفقودين اللبنانيين في لبنان لا يزال مفتوحاً، كيف يمكن ان يقفل من جانبك؟ - أولاً يجب ألا نربط الملفين. هذا الموضوع إذا أردنا طرحه فيجب أن تشكل لجنة على مستوى الدولة تضم كل الفرقاء الذين كانوا موجودين أثناء الحرب، ويجلسون ويجرون مقارنة للمعلومات المتوافرة لدى كل منهم. هل لديكم أجوبة جاهزة؟ - في ما يتعلق بنا طبعاً. لا يوجد لدينا أي خوف. فتح الملف يأخذ «القوات» إلى مكان أقل كثيراً من الصورة التي حاولوا الصاقها بها، اما بالنسبة إلى التنظيمات الأخرى فيأخذهم الى أماكن لا تناسبهم. نحن اكثر فريق يناسبنا أن ننبش حقائق وقائع الحرب، لأنه منذ 1989-1990 إلى عام 2005 تعرضنا لحملات تجن كبيرة جداً، تجسدت في وقت من الأوقات بخمس قرارات ظنية رسمية شرعية قانونية بينما هي لا شرعية ولا قانونية. نحن كنا أفضل تنظيم عسكري كان في الحرب اللبنانية، لناحية الانضباط. المسيء في الأمر أنهم ينسبون إلينا أعمالاً قامت بها تنظيمات أخرى. حتى في المنطقة الشرقية إلى عام 1985 كانت هناك تنظيمات مسلحة كثيرة وكل المخالفات التي حصلت ألصقوها ب«القوات اللبنانية»، لهذا من مصلحتنا بالفعل ان نذهب الى حقائق الحرب. الفرقاء الآخرون لم يستهدفهم أحد عندما انتهت الحرب، لأنهم مشوا جميعاً مع سورية وبالتالي أصبحنا نحن المستهدفين فترسخ في أذهان الناس انطباع وكأن كل اوساخ الحرب قامت بها «القوات اللبنانية» لأن الضوء لم يسلط على الآخرين الذين تفاهموا بعضهم مع بعض ومشوا مع سورية وأصبحوا جميعاً في الحكومة، بينما إذا سلط الضوء عليهم مجدداً تظهر الحقائق، لذا أتمنى أن يفتح الملف. واستطراداً، هناك من يتحدث عن ملف مفقودين سوريين في لبنان، علماً أن سورية هي كانت السلطة الفعلية في لبنان. نحن نطرح ملف المفقودين اللبنانيين في سورية لأننا لم نكن سلطة في سورية، واذا كان هناك مفقودون سوريون في لبنان فهل أكون أنا مسؤولاً عنهم؟ واذا لم يعرف السوريون بهم فمن سيعرف؟ أنتم متهمون دائماً بالعودة إلى صيغة الفيدرالية وأحياناً يقال إنكم تخليتم عنها ثم رجعتم إليها، هل توضح الأمر؟ - هذا غير صحيح. من يقل ذلك عليه أن يستدل بشيء ما. خلال فترة الانتخابات اُستخدمت لغة عززت هذا الأمر؟ - ليس صحيحاً، لغتنا كانت لغة 14 آذارية بامتياز وكانت واضحة جداً وليعطي احد مثالاً واحداً. موضوع الفيدرالية لم يعد من ضمن برنامج «القوات»؟ - لا، برنامج «القوات» هو اتفاق الطائف ودستورنا الحالي وتطبيقه كما يجب.