تحظى دعوات ومواقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تجاه العديد من القضايا الدولية والإقليمية باهتمام عالمي، ووفقاً لتقرير واشنطن بحث مركز سابان لسياسة الشرق الأوسط في الولاياتالمتحدة التابع لمؤسسة بروكينجز، مبادرة السلام العربية التي طرحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حينما كان ولياً للعهد عام 2002. وقال السيناتور الديموقراطي جون كيري في مداخلة له، إن المبادرة وضعت إطاراً مناسباً للسلام في المنطقة يقوم على مبدأ الأرض في مقابل السلام. وأوضح كيري وفقاً للتقرير أن مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز يمكن أن تكون أساساً لخريطة طريق إقليمية، للوصول إلى تسوية سلمية تلتزم من خلالها الأطراف المعنية، باتخاذ خطوات إيجابية وتحمل المسؤولية عنها. فيما وصفت مدونة الكونغرس الأميركي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بأنه «زعيم يحمل الصفات النادرة المفقودة في زعماء اليوم، وهي الصدق والموثوقية». وفي مقال له على المدونة قال الباحث والكاتب الأميركي الدكتور روب سبهاني، إنه في 14 شباط (فبراير) 1945 تنبه الرئيس الأميركي روزفلت إلى أهمية العلاقة بين الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية، فحرص على الالتقاء بالملك عبدالعزيز رحمه الله على متن «يو اس اس»، مشيراً إلى أنه منذ ذلك اللقاء التاريخي بين الزعيمين والعلاقات القائمة بين البلدين تخدم السلام والاستقرار العالمي. وقال سبهاني: «إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يتمتع بتصور وبعد نظر لم يرَ له مثيلاً من قبل»، داعياً إلى ضرورة دعوة الملك عبدالله لطرح تصوره ل«كيفية تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، وتعميق جذور التسامح الديني أمام دورة مشتركة للكونغرس، والتوصل إلى إبرام صفقة استراتيجية جديدة بين المملكة والولاياتالمتحدة، كإقرار بما يتمتع به هذا الشريك من إمكانات هائلة». وأضاف أن الولاياتالمتحدة لن تجد منافساً آخر على المسرح العالمي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في التصدي للتطرف والإرهاب، مستشهداً بكلمات لخادم الحرمين الشريفين عبّر فيها عن مرئياته للعالم الإسلامي وقضايا في الساحة الدولية والإقليمية. رؤية خادم الحرمين الشريفين باتت تفرض حضوراً دولياً قوياً، بخاصة في ظل الشطط السياسي التي تعانيه المنطقة، الذي وصفه بعض المحللين السياسيين بأنه «مراهقة سياسية لا تتحمل عواقب مواقفها تجاه شعوبها ولا تجاه أمن واستقرار المنطقة». مستشهدين بمواقفه تجاه مصر وليبيا وسورية والبحرين، وآراؤه في ما تمر به المنطقة من صراعات، مؤكدين أنها مواقف تخدم الاستقرار والأمن والسلم الدوليين، وهو ما أشار إليه رئيس حزب الوفد المصري الدكتور سيد البدوي بقوله ل«الحياة»، إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أصبحت له في قلوب المصريين والعالم العربي مكانة كبرى، خصوصاً أن مواقفه تجاه القضايا العربية تتسم بالاعتدال، ونظرته تتسم بالوسطية، مؤكداً حاجة العرب في الفترة الحالية لرأي قيادي مثل رأيه، يقود نحو الرشد السياسي، وهو ما اتفق عليه عضو المجلس الانتقالي السوري عبدالباسط سيدا الذي أكد ل«الحياة»، أن مواقف خادم الحرمين الشريفين تجاه سورية وانحيازه التام إلى الشعب السوري وتعاطفه ومساندته لسورية في أزمتها لن ينساها السوريون. وفي اليمن أكد رئيس الحكومة اليمنية محمد سالم باسندوة في تصريحات له أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز وقف مع الشعب اليمني في أحلك الظروف، مشيراً إلى أن مواقفه الثابتة أنقذت اليمن من الانهيار. لقد أجمع عرّابي السياسة في المنطقة والعالم على أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تجاوز دوره الإيجابي في المملكة ومنطقة الخليج عامة، نحو رسم خريطة سياسية دولية، مقدماً صورة معتدلة لما يجب أن يكون عليه القائد والراعي الذي يضع نصب عينيه الحفاظ على مصالح وأمن وسلامة رعيته من كل سوء.