أكد صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية حرص المملكة العربية السعودية على جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة سلام ووفاق خالية من النزاعات ومن أسباب التوترات وشدد على دعم المملكة للجهود الرامية إلى جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها سموه اول امس أمام المؤتمر السنوي التاسع عشر لمجلس العلاقات العربية الأمريكية بحضور عدد من السياسيين والباحثين في المراكز الفكرية في الولاياتالمتحدة والدول العربية، وبدأ سمو الأمير تركي الفيصل كلمته بتبيان مواضع الاتفاق بين المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدةالأمريكية تجاه قضايا السلام وإزالة الأسلحة النووية وتعزيز مختلف مجالات التعاون كما أشار إلى ما قد يطرأ من تباين في أسلوب وطريقة ولهجة معالجة هذه القضايا لدى الجانبين، وأشار في هذا الصدد إلى النهج الحكيم والرؤية الواضحة التي تضمنتها مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله للسلام في الشرق الأوسط التي تحقق الإجماع عليها من اثنتين وعشرين دولة عربية ومن ست وخمسين دولة من الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي ودول أخرى على نطاق العالم، وقال إن الولاياتالمتحدة التي اعتبرت مبادرة السلام العربية ركناً أساسياً للسلام لم تتوصل إلى دفع إسرائيل للقبول بها. وعرض سموه جهود المملكة في إحراز اتفاق مكةالمكرمة بين الأطراف الفلسطينية مؤكدا استمرار المملكة في تقديم الدعم السياسي والمادي للسلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس بينما أخفقت الإدارة الأمريكية في كبح السياسات الإسرائيلية الوحشية وأكد اهتمام المملكة والدول العربية بإتاحة الفرصة لإنجاح مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في ظل التجميد الجزئي لبناء المستوطنات. وعرض جهود المملكة لتحقيق الوئام والانسجام السياسي في لبنان من خلال الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وفخامة الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية مؤخراً إلى بيروت لمساعدة الأطراف اللبنانية على تجاوز الخلافات. وتطرق سموه إلى الوضع في العراق فقال إن المملكة واصلت تقديم الدعم السياسي والمعنوي لتحقيق السلام والوفاق في العراق . وأشار إلى المساعدات الإنسانية التي قدمتها المملكة للعراق وإلى دور المملكة في تنسيق جهود دول الجوار لبحث الوضع في العراق ونوه سموه بدعم المملكة لأفغانستان واستضافتها لاجتماعات بين الحكومة الأفغانية وطالبان إلى جانب المعونات المادية والإنسانية التي قدمتها للشعب الأفغاني. وتحدث سمو الأمير تركي عن مساندة المملكة وجميع الدول العربية لجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحه الدمار الشامل وأشار إلى أن المملكة من الدول الموقعة على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية. وأشار إلى دعوة إدارة الرئيس أوباما إلى إزالة الأسلحة النووية على نطاق العالم وقال إن سياسة الولاياتالمتحدة في هذا الصدد تدعم جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية ولكنها تتغاضى عن كون إسرائيل دولة نووية، وعرض سموه سلسلة الجهود والمساهمات التي قدمتها المملكة العربية السعودية من أجل تحقيق السلام والاستقرار وتعزيز التعاون البناء على النطاقين الإقليمي والدولي، وبين أن مواقف المملكة مبنية على الرؤية الواضحة والنهج الحكيم الذي ينتهجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - في سياساته الداخلية والخارجية للقضاء على الإرهاب ونبذ التطرف وأكد سموه في ختام كلمته أهمية العلاقات الوثيقة بين المملكة والولاياتالمتحدة ووصفها بأنها علاقات تاريخية مستمرة عبر جهود الجانبين في تطويرها والسعي المتواصل لتحقيق نتائجها الإيجابية التي تؤكد أهمية المصالح المشتركة والتعاون المثمر القائم بين البلدين في مختلف المجالات.