ا ف ب - اعلنت منظمة الهجرة الدولية الاربعاء انتهاء الجسر الجوي الذي اقامته لترحيل حوالي 12 الف سوداني جنوبي من السودان الى بلدهم، مشيرة الى انه لا يزال هناك الاف السودانيين الجنوبيين في مخيمات عشوائية في السودان بانتظار ترحيلهم. وقالت رئيسة بعثة منظمة الهجرة الدولية في السودان جيل هاكي في احتفال اقيم بمطار الخرطوم بمناسبة مغادرة آخر دفعة من المسافرين، ان "مئة من مواطني جنوب السودان استقلوا آخر طائرة في الجسر الجوي من الخرطوم الى جوبا عند العاشرة صباحا توقيت غرينتش". واضافت انه بهذه الدفعة "نكون قد نقلنا 11,840 شخصا في خلال 24 يوما عبر 79 رحلة وهذه خطوة مهمة". وبدأت منظمة الهجرة الدولية قبل ثلاثة اسابيع نقل مواطني جنوب السودان بعد ان امرتهم السلطات في مدينة كوستي السودانية والتي تقع على بعد 300 كلم جنوبالخرطوم بالمغادرة. واصبحت كوستي مكانا يتركز فيه الجنوبيون العائدون وقد عاش بعضهم على مدى عام كامل في خيام بائسة معتمدين على مساعدات تقدمها منظمات اغاثة اجنبية. وكان والي ولاية النيل الابيض التي تقع فيها كوستي اعلن ان وجود هؤلاء المنتظرين يهدد الامن والبيئة في المنطقة وقد امرهم بالمغادرة بحلول الخامس من ايار/مايو. وزاد هذا القرار من قلق الاممالمتحدة ومنظمة الهجرة الدولية التي ساعدت الاف الجنوبيين على العودة الى جنوب السودان الذي اصبح دولة في التاسع من تموز/يوليو 2011. وعلى الاثر تم تمديد قرار بقاء الجنوبيين في كوستي حتى 20 ايار/مايو، وقد دفع ضيق الوقت منظمة الهجرة الدولية الى تنظيم رحلات جوية لنقلهم. وقالت هاكي ان "معدل الرحلات الجوية ارتفع لاربعة في اليوم". واعلنت مفوضية الاممالمتحدة للاجئين الثلاثاء ازدياد اعداد الجنوبيين الذين يعيشون في خيام بالعاصمة الخرطوم بانتظار تيسر رحلات جوية مماثلة لترحيلهم. وقال مساعد مسؤول الحماية بمفوضية اللاجئين فليب كلندر انه "وفقا لتقديرات قادة تقليديين فان اعداد المنتظرين في نقاط المغادرة بالخرطوم تقدر بحوالي 38 الف شخص". وبحسب هلكي فان "الجسر الجوي رفع من التوقعات في اوساط الجنوبيين الذين يريدون العودة لبلادهم ولكن المال الذي قدمه المانحون لمنظمة الهجرة نفد". وقال سفير جنوب السودان كاو ناك في الاحتفال "ما زال هناك 170 الف سوداني جنوبي موجودين في الخرطوم" رغم القرار الصادر بتسوية وضعهم القانوني او المغادرة. وقضى العديد من هؤلاء الجنوبيين سنوات حياتهم في شمال السودان، وبعضهم جاء طفلا مع اهله عندما فر الملايين اثناء الحرب الاهلية التي دامت 22 عاما وانتهت بتوقيع اتفاق السلام الشامل في 2005 والذي افضى لانفصال جنوب السودان. وقال واني ماثيو (24 عاما) احد المسافرين على متن هذه الرحلة الاخيرة لوكالة فرانس برس "أنا ولدت هنا، وانا وامي قضينا تسعة اشهر في كوستي بعد ان فقدت وظيفتي كعامل نظافة في مكتب حكومي وقد التحقت بهذا العمل بعد ان تركت دراستي في كلية الاقتصاد بجامعة الجزيرة (وسط السودان)". واثر استقلال جنوب السودان في 9 تموز/يوليو 2011 فصلت الخرطوم مواطني الدولة الوليدة الذين كانوا يعملون في وظائفها المدنية والعسكرية. وقال ماثيو "ساعود للدراسة في الجنوب على الرغم من ان زملائي تجاوزوني بثلاث سنوات"، مشيرا الى ان والدته ستلحق به بعد يومين في رحلة مخصصة للشحن. وكان مئات الاف الجنوبيين غادروا السودان من تلقاء انفسهم في الشهور التي تلت الانفصال. وتقول منظمة الهجرة الدولية ان اغلب الموجودين في كوستي ليست لديهم موارد ذاتية للسفر على نفقتهم. وزادت المخاوف بين الجنوبيين خلال شهري آذار/مارس ونيسان/ابريل الماضيين على اثر اندلاع قتال حدودي بين الدولتين. وقال سفير جوبا في الخرطوم لفرانس برس "الان الكثير من الجنوبيين طلبوا من سفارتهم منحهم وثائق ثبوتية وانتقلوا الى نقاط انتظار الترحيل". واضاف "اذا هدأت الاوضاع، الامر سيتغير، وهذا يعتمد على مجريات المباحثات التي تجري الان في اديس ابابا". وبدأت قبل اسبوع في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا مباحثات بين الدولتين حول القضايا العالقة بينهما بوساطة من الاتحاد الافريقي. وقالت هلكي لفرانس برس ان "المجتمع الدولي يقول ان على الدولتين الجلوس ووضع خطة ليس فقط لترتيب عودة الراغبين في العودة ولكن ايضا لتوفيق اوضاع الذين يرغبون البقاء قانونيا".