كابول، بكين - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - قتل 21 شخصاً على الأقل وجرح 22 آخرون في هجوم مزدوج نفذه انتحاريان في موقف مكتظ بعشرات من شاحنات إمدادات القاعدة الجوية للحلف الأطلسي (ناتو) في مطار ولاية قندهار جنوبأفغانستان، لكن من دون أن يتسبب ذلك بسقوط عسكريين. وفجر الانتحاري الأول دراجة نارية مفخخة لدى انتظار سائقي شاحنات ومدنيين دخول القاعدة الجوية، وتبعه انتحاري آخر فجر سيارة مفخخة مستهدفاً أشخاصاً تجمعوا في موقع الاعتداء الأول. وكشف قائد الجيش الأفغاني في المنطقة الجنوبية الجنرال عبد الحميد أن التفجيرين تزامنا مع اجتماع عقده حكام أربع ولايات جنوبية في القاعدة الجوية. وأعلن الناطق باسم حركة «طالبان» قارئ يوسف أحمد مسؤولية الحركة عن العملية، نافياً سقوط ضحايا مدنيين فيها، في مقابل مقتل 17 جندياً من قوات الحلف الأطلسي. ولا تزال قوات «الناتو» تتولى مسؤولية الأمن في قندهار، لكن من المقرر نقل هذه المسؤولية في مدينة قندهار، عاصمة الإقليم الذي يحمل الاسم ذاته، إلى القوات الأفغانية خلال مرحلة التسليم الحالية. إلى ذلك، أعلن مسؤولون أفغان مقتل 17 مدنياً بينهم نساء وأطفال، في غارة جوية شنتها مروحيات الحلف الأطلسي على منطقة ساغاواند بولاية لوغار (وسط). وأوضح المسؤول الأمني في الولاية سيد وكيل آغا، أن قوات الحلف هاجمت منزل الزعيم القبلي بشير اخوندزادا، ما أدى إلى مقتله مع أفراد عائلته وعدد من السكان. أما رئيس المجلس المحلي، عبد الولي وكيل فقال إن «السكان عرضوا جثث الضحايا أمام مكتب حاكم الإقليم لإثبات أنهم مدنيون عاديون، وليسوا متمردين». لكن رئيس خان صادق، نائب رئيس شرطة الإقليم، قال إن «القيادي في طالبان قاري سارداري حل ضيفاً على منزل الزعيم القبلي، وهو ما نفته الحركة. وأقرّ «الناتو» بتنفيذ عملية لاعتقال زعيم من «طالبان» في لوغار، وأشار إلى أن المتمردين هاجموا الجنود الذين ردوا بإطلاق النار، ثم طلبوا دعماً جوياً. وفي ولاية كابسيا (شرق)، أعلن مسؤولون مقتل 6 رجال أمن على الأقل في هجوم شنه مسلحون من «طالبان» على نقطة للتفتيش بمنطقة تاغاب، قبل أن يلوذوا بالفرار، مع ترجيح جرح اثنين منهم. وشهد شرق أفغانستان، تحطم مروحية ل «الناتو» قتل جنديان على متنها. كتلة إقليمية على صعيد آخر، صرح الرئيس الصيني هو جينتاو بأن «كتلة تضم بلاده وروسيا ودول آسيا الوسطى تريد أن تضطلع بدور أكبر في مشكلة أفغانستان». وقال على هامش القمة السنوية لمنظمة شنغهاي للتعاون: «سنواصل إدارة الشؤون الإقليمية بأنفسنا، ونتحسب لهزات تنجم عن اضطرابات خارج المنطقة، وسنضطلع بدور أكبر في إعادة الإعمار السلمي لأفغانستان». وزاد: «سنعزز الاتصالات والتنسيق والتعاون في التعامل مع القضايا المهمة الدولية والإقليمية»، علماً أن دول المنظمة، وهي الصين وروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان، تخشى أن تمتد حالة عدم الاستقرار في أفغانستان إلى دول آسيا الوسطى مع إنجاز انسحاب القوات الأجنبية بحلول نهاية 2014. وفيما يحضر الرئيس الأفغاني حميد كارزاي القمة كضيف، متوقعاً منح بلاده وضع «مراقب» ما يعني مشاركتها في اجتماعات المنظمة من دون امتلاكها حق التصويت، أعلن في كلمة وجهها إلى طلاب جامعة في بكين أن حكومته والصين ترتبان اتفاقاً أولياً في شأن «تأسيس شراكة استراتيجية»، ما يشكل الإشارة الأقوى حتى الآن إلى رغبة بكين في ممارسة دور يتجاوز الشراكة الاقتصادية في أفغانستان. وقال: «لحسن الحظ الشديد أن الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، دولة مجاورة لأفغانستان، لذا تتصدر قائمة أولوياتنا في العلاقات التي سنسعى إلى تعزيزها».