بحث الرئيس اللبناني ميشال سليمان مع رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد الاستعدادات لاجتماع هيئة الحوار الوطني في 11 الجاري. وقال نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري بعد لقائه المطران الياس عوده: «بالنسبة إلى الحوار، هناك قسم كبير من اللبنانيين يعتقد أنه سيحل مشاكل البلد، لكن يقول المثل «من جرب المجرب كان عقله مخرب». مررنا بتجربتين في موضوع الحوار، جزء منه في المجلس النيابي وتم الاتفاق على مواضيع إنما لم ينفذ أي بند منها حتى وجدنا أن بعض الأطراف تراجعوا عما هو متفق عليه. تراجعوا بالنسبة إلى موقفهم من المحكمة الدولية، وفي موضوع سلاح حزب الله، والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات، إضافة إلى موضوع ترسيم الحدود الذي لم يحصل فيه شيء. هم من عطلوا الحوار. الآن القرار لم يتخذ، ولكن سيزور غداً (اليوم) موفدون من 14 آذار رئيس الجمهورية لتقديم بعض التوجهات في هذا الموضوع ثم نجتمع ونقرر». وتمنى مكاري بعد لقائه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، على السيد نصرالله «إيقاف الهدم قبل الكلام عن التأسيس، لأننا اليوم نهدم الدولة في ظل وجود هذه الحكومة غير المنتجة»، وقال: «قبل التخلص من هذه الحكومة وإيجاد حل للسلاح كي لا يكون هناك دويلة داخل الدولة وقبل ان يكون قرار السلم والحرب بيد الدولة، أعتقد أننا سنكون بعيدين جداً من التأسيس». الكتائب سيناقش ورقة «14 آذار» وأوضح عضو كتلة «الكتائب» النائب سامي الجميل بعد لقائه عودة ايضاً حول مشاركة الكتائب في الحوار انها «ما زالت تبحث، وإن شاء الله تتوضح الصورة هذا الأسبوع». وعن الورقة التي سيقدمها موفدون من 14 آذار، أجاب: «من المفروض أن تصلنا اليوم وسنناقشها». وقال النائب بطرس حرب: «نحن نؤمن بالحوار الجدي، حوار تحترم على أساسه قوى 8 آذار القرارات السابقة للحوار، وإلا ماذا ينفع الحوار إذا كنا ننقض كل ما تم الاتفاق عليه سابقاً؟». وأضاف: «أما دعوة السيد نصرالله إلى مؤتمر تأسيسي، فنرفضها، وطرحه أتى وسط عاصفة داخلية وإقليمية، في وقت يستخدم السلاح المنظم من فئة من اللبنانيين، لذلك نرفض الدعوة الى تغيير النظام في لبنان، والحاجة اليوم هي الى تعزيز اتفاق الطائف وتطبيقه». ونفى عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر أن تكون قوى 14 آذار وضعت شروطاً لحضور طاولة الحوار، معتبراً أن «الذي يضع الشروط هو الذي يقول ان هذا الموضوع (السلاح) لا يبحث». وأكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسين الموسوي أن «دعوة نصرالله لمؤتمر وطني تأسيسي، تعتبر مبادرة تاريخية وخريطة طريق، يفترض بالفريق الآخر الذي نعتبره شريكاً لنا في الوطن والمواطنية، أن يتلقفها ويقاربها مقاربة هادئة، خصوصاً لجهة مضمونها وما ترتكز عليه، من إخراج لبنان وأهله من واقع الفرز الطائفي والمذهبي والانقسام السياسي، وهي ترتكز على بناء دولة قادرة وعادلة وقوية، وتؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أن حزب الله بقيادته الحكيمة لم يكن يوماً إلا مع مشروع الدولة». وأوضح أن «طرح المبادرة في هذا التوقيت، يضع الجميع أمام مسؤولياتهم، لأن لا أحد يستطيع العيش وحده أو أن يلغي الآخر، فلا بد من اغتنام هذه المبادرة»، مشدداً على أن «هذه الدعوة هي إلى عقد اجتماعي جديد، ينبني على ما هو موجود من الميثاق الوطني لتركيز الأساس، وبمشاركة كل مكونات المجتمع». وشدد عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب علي خريس (امل) على «الحاجة الماسة في هذه المرحلة الصعبة والحرجة، إلى استئناف الحوار الوطني بين جميع مكونات المجتمع»، واصفًا في الوقت عينه دعوة الأمين العام ل «حزب الله» إلى عقد مؤتمر تأسيسي ب «الطرح الجوهري والجدي لحماية البلد من أية تداعيات سلبية»، ورأى أنّ «هذا الطرح يشكل بداية عملية العبور إلى الدولة». وقال عضو «تكتل التغيير والإصلاح» النائب سليم سلهب: «لو كانت الأجواء مرتاحة لما احتجنا الى الحوار، ولكنه أخف وطأة من الحوارات الاقتصادية والضغوط، ولا خيار آخر لنا إلا الحوار»، داعيًا إلى «التخلي عن بعض الشكليات ومشاركة جميع الأفرقاء والتوصل إلى حلول، وإذا لم يتم التوصل إليها فعلى الأقل نتحاور حول كيفية إدارة خلافاتنا التي يمكن أن تؤثر على البلد». ولفت النائب هاغوب بقرادونيان بعد لقائه ووفد اللجنة المركزية لحزب الطاشناق البطريرك الماروني بشاره الراعي: «البطريرك يدعو دائماً الى الحوار ونحن كطائفة ارمنية وكحزب طاشناق وككتلة نواب الأرمن من اول المنادين بالحوار. وهو يتمنى لنا النجاح في جلسات الحوار». وأشار منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد الى انه «لم تكتمل بعد عناصر المذكرة التي ستقدم لرئيس الجمهورية، وسنؤكد له تمسكنا باتفاق الطائف وعدم اعتبار ما يجري ازمة نظام». ورأى ان «طرح مؤتمر تأسيسي وطني يعني ان كل النظام اللبناني نظام فاشل». «نشكو من التهميش» ووجه متروبوليت بيروت للسريان الأرثوذكس مار اقليميس دانيال كورية، كتاباً الى سليمان اشار فيه الى ان «السريان بخاصة والأقليات المسيحية بعامة يشكون من التهميش والتغييب عن صناعة القرار الوطني»، وقال: «فوجئنا بدعوتكم الى حوار وطني، نؤيده بشدة، لكن من دون ان تلحظوا اي تمثيل للأقليات المسيحية على طاولة الحوار، فلماذا؟».