طهران - أ ب، رويترز، أ ف ب - نفى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الياباني يوكيا أمانو أمس، التسريبات حول انحيازه الى الولاياتالمتحدة، مشدداً على حياده وموضوعيته في شأن الملف النووي الإيراني، كما أعرب عن «قلقه» إزاء «أبعاد عسكرية محتملة» للبرنامج الذري لطهران. في غضون ذلك، أعلن وزير الاستخبارات الإيراني حيدر مصلحي، اعتقال اشخاص يُشتبه بتورطهم في اغتيال العالِم النووي الايراني مجيد شهرياري وجرح العالِم النووي الآخر فريدون عباسي، في هجومين استهدفاهما بينما كانا في سيارتيهما الاثنين الماضي. وقال: «اعتُقل اشخاص مرتبطون بالهجومين الإرهابيين». واتهم الاستخبارات الإسرائيلية (موساد) ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي اي) والاستخبارات البريطانية ب «أداء دور في هذا الحادث، ومع اعتقال هؤلاء، سنجد أدلة جديدة لاعتقال عناصر آخرين». واشار الى ان المعتقلين ينتمون الى «مجموعة كبرى» شاركت في الاعتداءين، وكانت تنوي تنفيذ «عمليات واسعة». (راجع صفحة 7) في فيينا، رحب أمانو باستئناف المفاوضات بين طهران والدول الست المعنية بملفها النووي، في جنيف الأسبوع المقبل، لكنه أكد في كلمته الافتتاحية خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 عضواً، «حاجة الوكالة الى تعاون إيران في توضيح القضايا العالقة، والتي تزيد بواعث القلق في شأن أبعاد عسكرية محتملة لبرنامجها النووي، بما في ذلك تسهيل الوصول الى كلّ المواقع والمعدات والأشخاص والوثائق التي تطلبها الوكالة». وقال: «ايران لم توفّر التعاون المطلوب، لتتيح للوكالة تأكيد ان كلّ المواد النووية في ايران (تُستخدم) في نشاطات سلمية». وأكد أمانو «حياده» في مسألة الملف النووي الإيراني، بعد تسريب موقع «ويكيليكس» برقيات ديبلوماسية أميركية مفادها انه أبلغ واشنطن قبل توليه منصبه العام الماضي، أنه «في صف الولاياتالمتحدة في كل قرار استراتيجي مهم»، بما في ذلك الملف النووي الايراني. واعتبر أن «من غير المناسب» ان يناقش مضمون الوثائق الأميركية المسربة، لكنه أكد أن «ضميره المهني» مرتاح. وقال: «الاتصال بدول أعضاء (في الوكالة)، جزء من حياتنا المهنية اليومية، ولا خطأ في القيام بذلك». وأضاف: «أواجه بحزم انتشار أسلحة نووية، واستند في كلّ شيء الى حقائق. أختار كلماتي في شكل حذر، لكن كلّ ما تتضمنه التقارير (التي يصدرها حول الملف النووي الايراني) يستند الى وقائع». واتهمت فرنسا وبريطانيا وألمانيا ايران بمواصلة «طريق عدم الالتزام والمواجهة» في الملف النووي، والامتناع عن «التعاون الكامل مع الوكالة». واشارت في بيان تُلي خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة الى ان «لا خيار آخر لإيران سوى التطرق الى انعدام الثقة في الطابع السلمي لبرنامجها النووي». وأعربت عن قلقها من ان العرقلة الإيرانية منعت الوكالة الذرية من التحقق من شبهات بقيام طهران بتجارب «مرتبطة بأبعاد عسكرية محتملة». وتطرّق أمانو الى الملف النووي الكوري الشمالي، معرباً عن «قلق بالغ من الأنباء عن بناء (بيونغيانغ) منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم ومفاعلاً جديداً يعمل بالماء الخفيف». وقال: «للأسف ليس للوكالة أي مفتشين في كوريا الشمالية منذ نيسان (ابريل) من العام الماضي، ولم تسمح كوريا الشمالية للوكالة بتطبيق الضوابط (النووية) هناك، منذ كانون الأول (ديسمبر) 2002». الملف السوري على صعيد آخر، أعلن امانو انه بعث برسالة الى وزير الخارجية السوري وليد المعلم في 18 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، طلب فيها من دمشق «توفير إمكان الوصول في شكل سريع الى المعلومات والمواقع» المرتبطة بموقع دير الزور في الصحراء السورية، والذي يُشتبه في انه كان مخصصاً لبناء مفاعل نووي، ودمرته مقاتلات اسرائيلية في ايلول (سبتمبر) 2007. واضاف: «طلبت ايضاً تعاون سورية مع نشاطات التحقّق التي تجريها الوكالة في شكل عام». واشار أمانو الى أن دمشق لم تتعاون مع الوكالة منذ حزيران (يونيو) 2008، في ما يتعلق بدير الزور و3 مواقع أخرى يُعتقد انها مرتبطة بذلك الموقع، لكن المفتشين الدوليين لم يتمكنوا بعد من دخولها. وقال: «نتيجة لذلك، لم تتمكن الوكالة من إحراز تقدم نحو تسوية القضايا المعلقة الخاصة بتلك المواقع». وهذه المرة الأولى التي يتصل فيها أمانو بالحكومة السورية مباشرة، لمناقشة عمليات التحقق التي تقوم بها الوكالة. وقال ديبلوماسي ان امانو «يحاول تحريك الامور».