كان بعض الأطباء يتعاملون قديماً مع الشخص الأعسر (الذي يستخدم يده اليسرى في شكل رئيس بدلاً من اليمنى) على أنه شخص يعاني قصوراً معيناً وأن الخطأ يكمن في أن والديه لم يعوّداه على استخدام يده اليمنى في شؤون حياته المختلفة منذ الصغر. وكان الأمر يصل لدى البعض إلى إجبار الولد الأعسر على استخدام يده اليمنى في الكتابة وتناول الطعام والرسم والتقاط الكرة وغيرها من الأمور التي يجيد تلقائياً القيام بها بيده اليسرى لا اليمنى. وظل الأمر كذلك إلى أن تطور العلم وأثبتت البحوث أن الأعسر لا يميل إلى استخدام يده اليسرى بإرادته، لكن مراكز إعطاء الأوامر لأطرافه في دماغه تكون معكوسة، وهذا لا يعني وجود أي عيب في جسده أو تأثير سلبي في حياته، لأن اليد اليسرى في هذه الحالة تقوم بكل الأمور بكفاءة اليد اليمنى نفسها. فالدماغ يتكوّن من نصفين ملتصقين ويكون أحدهما مسيطراً على الآخر. وعادة ما يكون النصف الأيسر مسيطراً ومتحكماً في الإشارات الصادرة من الدماغ إلى الجسم لدى الأشخاص الذين يستعملون اليد اليمنى أكثر. أما الذين يستخدمون اليد اليسرى فنصف الدماغ المسيطر لديهم يكون الأيمن، وهؤلاء يصعب عليهم استعمال اليد اليمنى في مختلف المهارات الحركية، بينما يستخدمون اليد اليسرى بمهارة كبيرة وتلقائياً. وجاء في دراسة نشرها موقع «ميدل ايست اونلاين» أن المرأة العسراء، يزداد لديها احتمال الوفاة خصوصاً بسبب السرطان وأمراض الاوعية الدموية في الدماغ. وأوضحت أن الدليل ما زال غير حاسم، إلا أن تقارير كثيرة تربط بين استخدام اليد اليسرى واضطرابات مختلفة. لكن في اليوم العالمي للعسر غداً علينا الاعتراف بإيجابيات العسر الكثيرة... فنسبة العُسراء التي لا تتجاوز 10 في المئة من سكان العالم، ضمت المهاتما غاندي، هوغو تشافيز، فيدال كاسترو، بابلو بيكاسو ولودفيغ فان بيتهوفن... ويتميز الاعسر أيضاً بأنه أكثر عرضة للتأثر بالمشاعر السلبية، لأن نصف الدماغ الايمن المتحكم بردود فعل الشخص الاعسر تختلف نسبياً عن الشخص الذي يستخدم اليد اليمنى، فهي اكثر نشاطاً في النصف الايمن. كما أن مستخدمي اليد اليسرى أكثر ديبلوماسية وكياسة، وعلى رغم انهم يشكلون اقلية في المجتمع، فهم يشكلون أكثر من 50 في المئة من عدد السياسيين. فثمانية من رؤساء الولاياتالمتحدة الأميركية أبرزهم رونالد ريغان، بيل كلينتون، جورج بوش الأب والرئيس الحالي باراك أوباما، عُسَراء. أما على مستوى الفن والجمال فنجد أن مارلين مونرو رمز الإغراء في السينما العالمية كانت عسراء، إضافة إلى النجمتين نيكول كيدمان وجوليا روبرتس وغيرهما. ويضاف إلى اللائحة الطويلة الرسام الإيطالي ليوناردو دافينشي صاحب الموناليزا، لاعبة التنس العالمية السابقة مارتينا نافراتينوفا (أميركية تشيخية الأصل)، الأمير البريطاني وليام، نجم هوليوود توم كروز، والكاتبة الأميركية هيلين كيلر.