يطلق الناس على مستخد م ا ليد ا ليسر ى لفظ "ﺃعسر" ﺃو "ﺃشول" ﺃو "ﺃشمل" ﺃو ربما "ﺃيسر.". ومهما تعددت التسميات لصاحﺐ هذه الصفة، يبقى ا لعا مل ا لمشتر ك بين مستخدمي اليد اليسرى جميعا هو تحليهم بعدة ميزات ﺃبرزها الذكاء والإبداع الموسيقي. كثيرون يعترضون على استخدام اليسرى حتى وإن قضت الطبيعة البشرية بذلك، فالأيسر خلق هكذ ا و لا مجا ل للاعتراض على وجوده واستخدامه لها، سواء جاء هذا الاعتراض من الأهل ﺃو من الشخص نفسه. يحكي محمد السيد وهو شخص ﺃعسر ﺃنه رﺃى في منامه من يقول له إن هذه الصفة حميدة ولا داعي لأن يخجل منها ﺃو يعترض عليها. واستيقظ محمد من نومه وهو يتساءل عن تفسير هذا الحلم الغريﺐ. ومحمد ليس وحده الأعسر في دائرة معارفه، فصديقه (سلمان) شاب ﺃعسر اعترف له بأنه عانى كثيرا منذ طفولته من كونه ﺃعسر، فقد كان يستخدم يده اليسرى في كل شيء حتى في تناول الطعام ما كان يوقعه في الكثير من المواقف المحرجة، وفي ﺃحيان كثيرة كان يتعر ض للعقا ب بسبﺐ ذلك، ويذكر ﺃن والده في ﺃحد الأيام وعقﺐ تلبية دعوة للعشاء قام بربط يسراه ما ﺃوقعه في حرج بتناوله الطعام بيمناه التي لا يجيد استخدامها ﺃمام الحضور، كما ﺃنه كان يستخدم يده اليسرى ولا يزال في الكتابة وحمل الأشياء، إذ إنه يشعر بقوة يسراه لذا فهو لا يثق إلا بها كثقة غيره من الناس بيمناهم. ويذكر (محمد السيد) قصة حدثت معه فيقول: "من المتعارف عليه ﺃنه ﺃثناء تكريم الضيوف بتقديم القهوة لهم تكون العملية باليد اليسرى، بينما يكون تقديم قدح القهوة باليمنى، لكنني في إحدى المناسبات اضطررت إلى عكس ا لمتعا ر ف عليه ر غماً عني، فوقعت في حرج كبير ﺃمام الحضور من الضيوف بعد ﺃن وبخني والدي ﺃشد توبيخ، مؤكدا ﺃنه عليّ ﺃن ﺃمسك القهوة كما هو متعارف عليه وﺃقدم القدح باليد اليمنى، وبدﺃت بعد تلك الليلة التعليم الإجباري لطريقة إمساك القهوة وتقديم فنجانها، وكنت وفي كل مرة ﺃتدرب على تلك الفعلة ﺃحرق يدي، وبدلا من سكﺐ القهوة في القدح ﺃسكبها على الأرض ويدي وكل ذلك لأنني ﺃعسر، فأنا ﺃشعر بأن يمناي ضعيفة بالنسبة إلى يدي اليسرى، لذا فإنني لا ﺃعتمد عليها، وإذا حاولت التعامل بها من باب الأدب فإنني ﺃفشل، وكم من ﺃكواب ا لما ء كسر تها بسبﺐ ضعف يدي اليمنى". وتؤكد م. الرويلي ﺃنها لا تخجل من كونها عسراء، وتقول: "ﺃفتخر كثيرا كوني فتاة" شولاء "فأ نا مبد عة في ا لخط ورسامة في الوقت نفسه، و كثير من صد يقا تي وكذلك عائلتي يعتمدون علي فيما يخص الرسم والخط كوني مبدعة في ذلك، فشقيقتي الصغرى تستعمل يد ها ا ليمنى في كل ﺃمورها الأمر الذي انعكس على ﺃسلوب خطها ورسمها فهي لا تجاريني في الأمر برمته". وتضيف: "في إحدى ا لمجلا ت و قعت عيني على كاتبة مشهورة وهي فتا ة عسر ا و ية تمتد ح العسراويين دائما وتقول مفاخرة بنفسها": إ ن الأعسر - بحسﺐ قراءتها من بعض الكتﺐ - يكون متفوقا في الرياضيات وبارعا في الموسيقى، كما ﺃن لديه القدرة على ا لعيش في ا لمجتمع الذي يميل إلى العنف، وغالبا ما يكون المشاهير من المبدعين عسراويين مثل ليوناردو دافنشي وإسحاق نيوتن، كما ﺃن الأعسر يكون من وجهة نظرها ذكيا فطنا سواء كان رجلا ﺃو امرﺃة ولديه مواهﺐ متعددة، بالرغم من ﺃ نها تسمع ﺃ حيا نا من بعض العسراوات ﺃن هنا ك من يسخر منهن خصو صا ممن تتحد ث وهي تشير بيسراها، ﺃو يخيفهن بقصر العمر ﺃو ﺃن هناك ﺃمراضا محتملة ستصيبهن كسر طا ن الثدي".