نستعمل اليد اليمنى في مختلف جوانب الحياة، خاصة في مصافحة الآخرين، وحتى الأشخاص الذين يستعملون أياديهم اليسرى تجدهم يستخدمونها في المصافحة أو تأدية التحية ولكن من بعيد. في الماضي ومع بداية ابتكار الساعات كانت تصمم لوضعها في اليد اليسرى، بل كانت الملابس تفصّل فيها "جيوب" بالجهة اليسرى للساعات، حتى طلب البعض ممن يستعملون أيديهم اليسرى أن تخاط لهم جيوباً في الجهة اليمنى من ملابسهم تسهيلاً لإخراج ساعة الجيب، وبعد ذلك درج تفصيل الثياب ب"جيبين"، ويعدُّ كلٌ من "باراك أوباما" و"أوبرا وينفري" و"بيل غيتس" من مشاهير مستخدمي اليد اليسرى في الكتابة والأعمال اليومية. محال متخصصة والمدهش أنك تجد بأمريكا - مثل اً- بعض المحال المتخصصة في بيع مختلف الأدوات التي صنعت للاستخدام باليد اليسرى، وتشمل هذه الأدوات كل ما يمكن التفكير فيه تقريباً من "فتّاحات العلب" إلى "ساعات اليد" و"ورق اللعب"، وحتى في مجال التعليم حصلت ثورة متفائلة صامتة، ففي وقت مضى كان التلاميذ العُسر في الصف يجابهون الضرب الموجع بطرف المسطرة لإقناعهم بالتحول من اليد اليسرى إلى اليد اليمنى، أمّا الآن فقد حل التعايش السلمي داخل الصفوف وتقبل التربويون الأمر. تعنيف المعلمة وبيّنت "أم صالح" - معلمة - أنّها لم تواجه متاعب في حياتها بسبب استخدامها ليدها اليسرى، مستدركةً: "إذا استثنينا أيام الدراسة وتعنيف معلمتي - سامحها الله -"، مبينةً أنّها كانت تستخدم يدها اليسرى منذ الطفولة، حيث استعصى على والدتها تحويلها لليمنى. حركة تلقائية وقالت "هيام العلي" - طالبه جامعية -: "منذ أن وعيت على الحياة وبدأت أمسك الأشياء أشعر براحة كاملة وبحركة تلقائية خلال استعمالي ليدي اليسرى، صحيح أنّ والديّ في البداية كانا يوجهانني لاستخدام يدي اليمنى، لكني وبشكل لا إرادي وعفوي أعود لليد اليسرى، ومع الأيام تعودا على مشاهدتي، وبالتالي اقتنعا بحالتي وبات الأمر طبيعياً بالنسبة لهما، ولست الوحيدة في المجتمع فهناك العشرات من الرجال والنساء، وعندما كبرت وعلمت أهمية الاهتمام كمسلمة باستعمال يدي اليمنى دربت نفسي على المصافحة بيدي اليمنى والأكل أيضاً، وبصراحة أشعر بأنني لست طبيعيه عندما آكل بيدي اليمنى، لكن لابد من فعل ذلك، خصوصاً إذا كنت موجودة في مناسبة عائلية أو فيها أشخاص لا أعرفهم". ممارسة الأعمال وذكرت "خلود إبراهيم" - موظفة - أنّ أهلها حاولوا كثيراً حثها وتوجيهها لاستعمال اليد اليمنى، لكنّها لم تستطع فسرعان ما تعود لاستخدام اليد اليسرى، حتى إنّ زوجها حاول أكثر من مرة تنبيهها لكنّه مع الأيام اقتنع بأنّه يصعب تغيير ذلك، منوهةً بأنّها تمارس أعمالها اليومية بصورة طبيعية ولم تتأثر بكونها عسراء. أيمن وأعسر ويلاحظ أنّ الأيامن متجانسون في أداء أعمالهم اليدوية، لكن العُسر يتفاوتون فيما بينهم، ويندر أن يوجد شخص يمكن اعتباره أعسر كلياً، فعلى سبيل المثال يمكن أن تكون هناك امرأة تأكل بيدها اليمنى وتمسك بالقلم أو الجوال بيدها اليسرى، بينما تستخدم أخرى يدها اليمنى في شرب الماء لكنّها تعد الطعام في مطبخها بالاعتماد على يدها اليسرى خلال تقطيع الخضار أو الفاكهة وكان هناك فتاة تفتح الباب بيسراها، ومن هنا نكتشف أنّه يمكن لبعض الأشخاص أن يكون أيمناً أو أعسر في أداء عمل معين، وبدا أيضاً أنّ بضعة أشخاص يتحولون من يد إلى أخرى خلال الحياة اليومية، وبعض من تتعب يده اليمنى عندما يكتب على لوحة الكمبيوتر هو معتمدٌ على اليسرى، إضافة إلى ذلك أنّ بعض الناس يستعمل يداً في فك غطاء علبة الحليب وأخرى في فتح باب الثلاجة -مثلاً-، وربما كانت العملية الأولى اختباراً للقوة والثانية برهاناً على البراعة والقدرة على استعمال كلتا اليدين.