من قال إن لعبة «كرة القدم» لا يمكن أن تتطور؟ بهذا السؤال بدأ الإعلامي الصديق إبراهيم البلوشي حديثه معي حول تطوير كرة القدم التي تعتبر اللعبة الشعبية الأولى في العالم، التي قلت عنها إنها تفتقد للابتكار والتجديد، وتعاني من «جمود»، وتحتاج لدماء وقوانين جديدة، وإدخال أفكار مبتكرة تزيد من إقبال الجماهير عليها، وتنفض عنها غبار الزمن. البلوشي رفض فرضية أن كرة القدم لا تتطور، واستشهد في حديثه معي بمسابقة «رد بُل ويننغ 5»، التي لم أسمع عنها قبل حديثي معه، وأخذ يسهب في الحديث عن البطولة والفكرة الحديثة التي ابتكرها فريق «سعودي»، وأعجب بها رياضيون من فرنسا والبرازيل وتركيا، وبدأوا في تطبيقها مع الاعتراف بأنها فكرة سعودية مبتكرة، وطموحة تم تسجيلها واعتمادها دولياً في وقت قصير، وتعتمد فكرة «ويننغ 5»، أو لعبة «الفائزون الخمسة»، التي قام بابتكارها فريق عمل «ريد بل» في المملكة، وأقيمت تصفياتها التمهيدية في مناطق الشرقية، والوسطى، والغربية خلال أيار (مايو) المنصرم، على أن تقام مباراة كرة القدم بين فريقين مكونين من خمسة لاعبين، غير أن كل فريق يخسر إجبارياً لاعباً واحداً مع كل هدف يدخل مرماه، وفي حال انتهاء وقت المباراة المحدد ب«10 دقائق» من دون خروج جميع لاعبي الفريق المتأخر بالأهداف، يتم الاحتكام إلى ركلات الترجيح، التي تشهد هي الأخرى «ابتكاراً»، و«تميزاً»، إذ يسمح للحارس بالخروج من مرماه، و«مناورة» اللاعب الذي يقوم بتسديد ركلة الجزاء، وبذلك يتيح نظام اللعبة الحرية الكاملة لحارس المرمى للدفاع عن مرماه، ولا يقيده بالانتظار في المرمى، وترقب تسجيل الخصم لركلة الجزاء. والعجيب في الفكرة أنها لا تعتمد فوز الفريق الذي يسجل أكثر من الآخر، بل فقط تجبر الفريق الذي يستقبل مرماه هدفاً على «إخراج لاعب»، وهكذا يخسر الفريق المتأخر لاعباً في كل مرة يتم التسجيل في مرماه، ولكن المثير في نظام اللعبة انها تفرض ركلات الترجيح، إذا انتهى الوقت، ولم يخرج جميع لاعبي الفريق المتأخر، أي أن اللعبة المبتكرة تتيح للفريق المتأخر الذي بقي فيه لاعب واحد فقط أن يلعب ركلات الترجيح مع الفريق الآخر، وحتى لو بقي بمفرده في الفريق، بإمكانه أن يفوز على الفريق وحده من دون مساندة زملائه المطرودين بسبب تسجيل الأهداف في مرماهم. وشهدت تصفيات المنطقة الشرقية في البطولة مفاجأة، عندما تمكن اللاعب الوحيد المتبقي من الفريق الخاسر، الذي توجب عليه أن يكون حارساً للمرمى، ومسدداً لركلات فريقه كلاعب وحيد، من تحقيق الفوز لفريقه منفرداً بركلات الترجيح أمام خصمه مكتمل اللاعبين! هذه الحالة بالتحديد أثبتت مدى التشويق والإثارة لهذه اللعبة الجديدة في عالم كرة القدم التي انطلقت للعالمية من المملكة العربية السعودية. ولأصدق ما سمعت دعاني صديقي ابراهيم البلوشي لأشاهد نهائي البطولة «العجيبة» بعيني، لأن «من رأى ليس كمن سمع»، وبالفعل رأيت قوانين جديدة للمرة الأولى تطبق في كرة القدم التي نعشقها جميعاً، ونتمنى أن نشهد تطورها، ويسعدنا أن يكون التطور، والابتكار بعقول محلية، فبعد مباراة مثيرة فاز فريق «الرياضي» بركلات الترجيح على فريق «مومينتو» في المباراة النهائية في جدة بعد تصفيات المناطق للبطولة الأولى من نوعها عالمياً التي أقيمت بإشراف الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وأسعدني كثيراً أن أرى الحضور الجماهيري الكبير من فئة الشبان والمهتمين باللعبة، فهذه هي «التسلية» البريئة، والمفيدة التي نتحدث دائماً عنها، ونؤكد أن شباننا يحتاجونها، فشكراً لفريق «الفائزين الخمسة»، وإلى ابتكارات أكثر رحابة في اللعبة الأولى. [email protected]