هل يمكن القول إن سوق الأسهم لدينا «تغريبية» أو «علمانية» أو «متأمركة» أو «عميلة» أو أي من التهم التي تتجه من اليمين لتقذف الموجهة إليه لأقصى اليسار؟ لماذا أتساءل؟ لأنه دائماً ما «تتبع» أو «تقلد» أو «تحاكي» الأسواق العالمية، والأسواق العالمية كما تعرفون هي في الغالب غربية، وبعضها الشرقية أيضاً تصنف في قائمة المصطلحات أعلاه على أنها والغرب ملة واحدة. لا تعرف سبباً مقنعاً يجعل هذه السوق غربية الهوى، مما يجعل الفكرة تنحصر في أن ما يحدث لها هو مجرد «تعلث» بالأسواق العالمية. فرصة ينتهبها التجار على حساب «اللاتجار» وأسجل حقوق المصطلح الجديد والذي يشمل الموظفين النزيهين في الأرض، وفي الأجواء إذا كانوا من طياري وملاحي الطائرات، وعلى البحر وفي أعماقه، ويشمل «المتسببين» من غير ذوي الرشاوى أخذاً وعطاءً، كما أنه يشكل غالبية نساء المجتمع المتعطلات، ونفراً من عاطليه عطالة اختيارية أو إجبارية. وبالقياس «الحلمنتيشي» أو «الخنفشاري» أعلاه، هل يمكن اعتبار سوق العقار «أصولية» أو بقية القائمة المضادة المتجهة من اليسار إلى اليمين؟ لأنه ومهما هبطت أسواق العالم وعصفت بها الرهونات والتلاعبات، فسيبقى سعر الأرض في بلادنا الشاسعة أغلى من سعر المنزل كاملاً في كثير من بقاع الأرض، بل إن أصحابه لديهم مصل لكل الأمراض التي تصيبه، فالعقار دائماً «يمرض ولا يموت»، بمعنى أن لا مرض يصيبه ليس له دواء عندهم، وإلا لكان قضى بأحدها، لكن يبدو أن برامج الرعاية الصحية لديهم لعقاراتهم وأراضيهم البيضاء النقية من أي رسوم وزكوات، هي برامج «صدقية» لا تشبه تلك التي تعرفونها في حياتكم اليومية. السخرية ليست من الفئتين، هي من السوقين اللذين يُتداول المال السعودي للأفراد فيما بينهما، ولا أحسب ما يقال عن قرب انهيار العقار، أو قرب نهوض الأسهم إلا كمثل ما يقال لعامة الناس وأواسط مثقفيهم وعامليهم، كلام يؤرجح أفكارهم، فيبتعدون عن التفكير بحياد، وربما إنتاج خطاب لا يرتبط بالضرورة بأي منهما، هذا الخطاب في المقابل التشبيهي الذي أستخدمه هو «الادخار» الذي يؤسس للاستثمار، وهو ما يعرف التجار الأنانيون أنه عدوهم اللدود؛ لأنه سيخلق ثقافة لا يمكن أن تسير كقطيع في سوق الأسهم، أو تقاد إلى المقصلة لشراء قطعة أرض لا ماء فيها ولا شجر. يعيش من يتلاعبون برؤوس أموال الناس الصغيرة نعيماً دائماً، طالما أن حلم الكثيرين هو الانضمام إليهم يوماً ما، من دون جهد حقيقي، وبناء حياة واقتصاد شخصي متين. هل يمكننا البحث عن سوق أو قطاع يمكننا اعتباره «وسطياً»، كنت أود أن أجد، لكني أرى معظم قطاعات الاقتصاد موالية عند الحديث للإعلام، وهي «متطرفة» عند التعامل مع أموال الناس. [email protected] @mohamdalyami